توفيق مجيّد: فرنسا على صفيح ساخن بعد استقالة لوكورنو.. وماكرون يواجه أخطر أزمة سياسية في ولايته
في فقرة "متابعات" من برنامج "صباح الورد" على إذاعة الجوهرة أف أم، من تقديم حاتم عمارة وخليفة بن سالم، قدّم الإعلامي توفيق مجيّد تحليلاً شاملاً للوضع السياسي الفرنسي بعد استقالة رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو، معتبراً أن البلاد تمرّ بـ"أزمة سياسية غير مسبوقة"، وأنّ الرئيس إيمانويل ماكرون بات في موقع ضعف شديد.
83% من الفرنسيين اعتبروا استقالة لوكورنو قراراً صائباً
83% من الفرنسيين اعتبروا استقالة لوكورنو قراراً صائباً
أوضح مجيّد أن استطلاعات الرأي أظهرت أن 83% من الفرنسيين اعتبروا قرار لوكورنو بالاستقالة صائباً، لكنه أكد أن الاستقالة عمّقت الفوضى السياسية بدل أن تُنهيها، مضيفاً أن النخبة السياسية في فرنسا "مشغولة كلياً بانتخابات 2027" بدل التركيز على إيجاد حلول للأزمة الراهنة.
وأشار إلى أن لوكورنو فشل في تشكيل حكومة مستقرة رغم مفاوضات دامت 27 يوماً، بسبب الانقسامات الحادة داخل البرلمان وغياب أغلبية واضحة، في حين يواجه ماكرون ضغوطاً متزايدة من المعارضة التي تطالبه بالاستقالة أو حلّ الجمعية الوطنية وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
فرنسا مهددة بشلل سياسي واقتصادي
اعتبر الإعلامي التونسي المقيم في باريس أن فرنسا "تعيش على صفيح ساخن"، قائلاً:"نحن أمام أزمة لم تعرفها فرنسا منذ عقود، هناك انسداد سياسي، ومخاطر اقتصادية حقيقية، إذ تجاوزت ديون البلاد 3300 مليار يورو، وهي الأعلى في الاتحاد الأوروبي".
وأضاف أن الوضع المالي يتفاقم مع ارتفاع نسب الفائدة وتراجع ثقة الأسواق، مشيراً إلى أن البورصة الفرنسية شهدت انهياراً ملحوظاً، وأن البنوك أصبحت تتردد في منح القروض.
ماكرون.. "البطة العرجاء" أمام سيناريوهات محدودة
رأى توفيق مجيّد أن الرئيس الفرنسي يواجه اليوم أخطر اختبار منذ وصوله إلى الإليزيه، موضحاً أن جميع السيناريوهات المتاحة أمامه "مكلفة سياسياً"، قائلاً:"ماكرون يلعب بالنار، فحلّ البرلمان قد يفتح الطريق أمام اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان للفوز بأغلبية مريحة في الانتخابات المقبلة".
وتابع قائلاً إن ماكرون فقد السيطرة على المشهد السياسي بعد أن عجز عن فرض برامجه الإصلاحية، خصوصاً تلك المتعلقة بنظام التقاعد، وأصبح "رئيساً محاطاً بمعارضة قوية، وحكومة لا تمارس الحكم فعلياً".
انهيار الثقة في النخبة السياسية
أكد ضيف الجوهرة أف أم أن الطبقة السياسية الفرنسية تمرّ بأزمة ثقة عميقة، حيث تتنامى مشاعر "السخط واللامبالاة" لدى الشارع الفرنسي تجاه السياسيين، مضيفاً:"في عشرة أشهر فقط، شهدت فرنسا ثلاثة رؤساء وزراء، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الجمهورية الخامسة".
وأشار إلى أن هذه الأزمة قد تمهّد الطريق نحو "تحول جذري في النظام السياسي الفرنسي"، وسط دعوات متزايدة لإصلاح الدستور وربما الانتقال إلى جمهورية سادسة.
حول التونسيين المحتجزين في أسطول الصمود
وفي ختام الحوار، علّق توفيق مجيّد على ملف النشطاء التونسيين المحتجزين في إسرائيل ضمن "أسطول الصمود"، معتبراً أن التجارب السابقة تؤكد أن "السلطات الإسرائيلية ستفرج في النهاية عن جميع النشطاء"، خاصة في ظل الضغوط الدولية والتعاطف الشعبي الواسع مع القافلة.وأضاف أن "الاحتجاز الحالي مجرد محاولة استفزازية من الجانب الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن مصير هؤلاء النشطاء سيكون الإفراج عنهم قريباً.
وختم حديثه بالقول:
"الأزمة الفرنسية تذكّرنا بأن الأنظمة الديمقراطية مهما بلغت قوتها قد تواجه لحظات ضعف قاتلة، وماكرون اليوم يمرّ بتلك اللحظة الحرجة."





Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 316165