يوم آخر حزين .. سامحيني يمّة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5de4af3e39f186.05748680_okmqpjnehfgil.jpg width=100 align=left border=0>


حياة بن يادم

لم تبرد بعد نار "وجيعتي اللهّابة" على مها التي جرفتها السيول، حتى يأتينا خبر حادث أليم جدّ صباح الأحد 1 ديسمبر 2019، على مستوى منطقة عين السنوسي من معتمدية عمدون ولاية باجة، تمثل في انقلاب حافلة راح ضحيتها عشرات من شبابنا في أوج العطاء، كانوا في رحلة ترفيهية.





و ليست الحادثة الوحيدة، اذ شهد هذا المنعرج الخطير للطريق سابقا عديد الحوادث. و كان محل تشكيّات من المواطنين نظرا لخطورته و عدم صيانته ليصبح منعرجا لابتلاع البشر.

يتحول رئيس الجمهورية مصحوبا برئيس حكومة تصريف الأعمال إلى مكان الحادث ، في انتظار تحديد المسؤوليات و محاسبة الاطراف.

يدعو رئيس مجلس النواب نواب باجة و جندوبة و الكاف الى جلسة عمل طارئة للوقوف على حاجيات الجهة و مشاكلها بهدف بحث سبل حلحلتها و ايجاد الحلول الممكنة لها مع الحكومة.

بين تحديد المسؤوليات من طرف رئيس الجمهورية، و بين حلحلة المشاكل من طرف رئيس مجلس النواب، يضيع دم شبابنا المهدور بين لجان التحقيق التابعة لحكومة تصريف الأعمال، مثلما حدث مع رضّع "الكرذونة" و مع مها و غيرها.

بعد النداءات الى المواطنيين للاقبال على التبرع بالدم لفائدة الجرحى. يهبّ الشعب التونسي العظيم إلى المستشفيات و إلى المركز الوطني للتبرع بالدم، ليتفاجؤوا ببلاغ صادرعن وزارة الصحة مفاده ان لديها مخزون كاف من الدم، و تلتمس من المواطنين ارجاء التبرع للايام القادمة. إنها فضيحة بكل المقاييس.

محطاتنا الإعلامية العامة و الخاصة إلا من رحم ربك، تواصل برمجتها و كأن الذي أزهقت ارواحهم ينتمون إلى كوكب آخر، لتطل علينا مذيعة قناة "يرحم خليل" قائلة : " الحمد لله لم يكن بين الضحايا اجانب" بالله اخبروها بأن دم التونسي أغلى من أي دم.

رائحة الموت في وطننا أصبحت كالأكسيجين. تولد في مستشفى ترجع إلى أهلك في كرذونة .. تذهب إلى المدرسة تجرفك السيول.. تكبر و تصبح شابا، تخرج في رحلة ترفيهية، يبتلعك طريق الموت.. شعب قدّر له الموت إن لم يكن قدرا فكمدا و سخطا.. شعب ضحية كذبة اسمها "الدولة الوطنية".

يوم آخر حزين في عمر هذا الوطن. كم من ضحكة و كم من فرحة انطفأت؟. و كم من زهور تذبل بين ايدينا؟. و كم من أمهات ثكالى و كم من آباء مكلومين؟ وإلى متى ستستمر حياتنا بين حزن متجدد و أفق مظلم؟

تعطّلت لغة الكلام عندي و لم أجد أبلغ من هذه القصيدة

سامحيني يمّه
ركبنا الكيران
و ما احلاها اللمّه
ركبنا الكيران
و غنينا يمّه
و بين لجبال
و ماحت بينا
تڤولش زلزال
في الواد تكبّينا
بين الوديان
و دمي محدّر
بين الوديان
يا موتي مڨدّر
و سمعتي لخبار
و جاك خبري يمّه
مكفّن في سبيطار
تعاليلي يمّه
هذي الاقدار
مكتوبي يمّه
هذا اللي صار
سامحيني يمّه
عبد السلام بدري


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 193643

Radhbe  (France)  |Lundi 2 Decembre 2019 à 12:04           
La photo à enlever!!

Abid_Tounsi  (United States)  |Lundi 2 Decembre 2019 à 10:58           
ثم إن الكاريكاتور المنشور غاية في التجني... كيف نجعل الطفلة البريئة التي جرفتها مياه الوادي و هي تجاهد من أجل تحصيل العلم، تتعلق في عنق شاب قضى في ملهى ليلي و هو في حالة سكر و العياذ بالله ؟؟؟!!!!!

Abid_Tounsi  (United States)  |Lundi 2 Decembre 2019 à 10:56           
نترحم على أرواح الضحايا و نسأل الله أن يرزق ذويهم جميل الصبر و السلوان، و لكن لا نجعل من تونس لوحة سوداء، "رائحة الموت فيها كالأوكسيجين"...

مقال مجانب للحقيقة و هدام و لا ينقد الواقع بموضوعية.

رفقا بهذا الوطن الذي ما زال في مرحلة نفض العمالة للغرب و محاولة النهوض بأيادي الثوريين من أبنائه الذين يريدون تغيير الواقع بما أريح لهم من سبل محدودة.

Aziz75  (France)  |Lundi 2 Decembre 2019 à 08:57           
تغمدهم ربهم بالرحمة الواسعة، و صبر جميل لأهلهم. هذا ميراث العقود الماضية. سرقة و نهب و لا رقابة و لا حساب.

RESA67  (France)  |Lundi 2 Decembre 2019 à 07:56           
Je n’ai rien à rajouter. Tout est dit. Lik Rabbi ya Tounes. Triste période! Que Dieu ait pitié de nos enfants! Que Dieu donne du courage aux familles et à nous tous. Nous avons tous perdu une partie de nous aujourd’hui😪


babnet
*.*.*
All Radio in One