إبراهيم اللطيف: ما حدث مساء السبت مساس بالإطار المؤسساتي لأيام قرطاج السينمائية
تطرّق برنامج «Midi express» على أمواج إذاعة Express FM، في فقرة خُصّصت لمتابعة الشأن الثقافي، إلى تفاصيل ما رافق حفل اختتام الدورة السادسة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية، والجدل الذي أُثير حول غياب لجان التحكيم عن منصة التتويج، وسط تساؤلات عن حقيقة انسحابها وأبعاد ما حدث.
استياء لجان التحكيم ومقاطعة الحفل الختامي
استياء لجان التحكيم ومقاطعة الحفل الختامي
في هذا السياق، جدّدت المخرجة الفلسطينية نجوى نجّار، رئيسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، موقفها الرافض للقرارات التي اتُّخذت خلال الحفل الختامي، خاصة إقصاء لجان التحكيم من تقديم الجوائز وتلاوة التقارير الختامية التي تُبنى عليها قرارات التتويج، وهي ممارسة دأب عليها المهرجان في دوراته السابقة.
وأوضحت نجّار، في بيان نُشر على صفحتها الرسمية، أن إدارة المهرجان أعلمت أعضاء اللجنة بهذا القرار دون توضيح الجهة الرسمية التي اتخذته، مؤكدة أن رفض اللجان لم يُؤخذ بعين الاعتبار، بدعوى أن القرار صادر على مستوى إداري ومؤسساتي أعلى من صلاحيات الهيئة المديرة للدورة، وهو ما دفع أعضاء اللجنة إلى مقاطعة الحفل الختامي.
إبراهيم اللطيف: ما حدث إخلال بالإطار المؤسساتي
وضمن الحوار، استضافت الإذاعة المخرج التونسي إبراهيم اللطيف، الرئيس السابق لإحدى دورات أيام قرطاج السينمائية وعضو لجنة تحكيم مسابقة «العمل الأول – جائزة الطاهر شريعة»، والذي وجّه رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية بشأن ما اعتبره مساسًا بالإطار المؤسساتي وصورة تونس الثقافية.وأكد اللطيف أن لجان التحكيم فوجئت، قبل انطلاق الحفل بدقائق، بقرار يمنعها من الصعود إلى المنصة أو تلاوة تقاريرها، رغم أن ذلك يمثّل جزءًا أساسيًا من مهامها القانونية والفنية. واعتبر أن ما حصل لا يتعلق باختلاف عابر، بل بقرارات تنظيمية وبروتوكولية خارجة عن الأطر المعمول بها، شملت أيضًا تعديل برنامج الحفل وإحداث جائزة غير منصوص عليها في النظام الداخلي للمهرجان.
الدفاع عن استقلالية القرار الفني
وشدّد اللطيف على أن استقلالية لجان التحكيم والفصل الواضح بين القرار الفني والسلطة الإدارية، يُعدّان شرطين أساسيين للحفاظ على مصداقية المهرجان وسمعته الدولية، مبرزًا أن ما حصل أثّر سلبًا على صورة أيام قرطاج السينمائية لدى السينمائيين التونسيين والأجانب، وكذلك لدى المتوّجين أنفسهم الذين حُرموا من لحظة التتويج الكاملة.وأوضح أن الرسالة التي وجّهها إلى رئاسة الجمهورية لم تكن بدافع التصعيد، بل للتنبيه إلى خطورة ما حدث، والدعوة إلى حماية هذا المهرجان العريق من أي ممارسات من شأنها إرباك توازناته المؤسساتية أو المسّ بدوره الثقافي العربي والإفريقي.
انتقادات واسعة للحفل الختامي
ويأتي هذا الجدل في ظل موجة انتقادات طالت الحفل الختامي للدورة السادسة والثلاثين، شملت تأخير انطلاقه لأكثر من ساعتين، إضافة إلى الطابع الرسمي الذي طغى عليه، مقابل غياب الأجواء الاحتفالية السينمائية التي اعتاد عليها جمهور المهرجان، والتي تكرّس الاحتفاء بالسينمائيين العرب والأفارقة وأعمالهم المتوَّجة.أبرز الحوار على إذاعة Express FM أن ما حدث لم يكن مجرد سوء تنظيم ظرفي، بل مسألة أثارت تساؤلات عميقة حول حوكمة المهرجان، واستقلالية لجان التحكيم، ومستقبل أيام قرطاج السينمائية كموعد ثقافي دولي، في انتظار توضيحات رسمية تعيد الثقة وتُصحّح المسار.







Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 320683