لماذا تدعم النهضة ، قيس سعيد ؟؟؟.

كتبه / توفيق الزعفوري
نعلم كم مرة إجتمع شورى النهضة، ليحسم في أمر مرشحه للرئاسيات، و نعلم كم مرة إختلف أعضاؤه في إختيار العصفور النادر، من الداخل أم من الخارج، لكن بعد أن إتضحت الصورة في مجملها، و صرنا بين إثنين لا ثالث لهما، صار لزاماً أن نسأل لماذا تدعم النهضة قيس سعيد دون غيره و قد سبق أن إختارت واحدا منها..؟؟
نعلم كم مرة إجتمع شورى النهضة، ليحسم في أمر مرشحه للرئاسيات، و نعلم كم مرة إختلف أعضاؤه في إختيار العصفور النادر، من الداخل أم من الخارج، لكن بعد أن إتضحت الصورة في مجملها، و صرنا بين إثنين لا ثالث لهما، صار لزاماً أن نسأل لماذا تدعم النهضة قيس سعيد دون غيره و قد سبق أن إختارت واحدا منها..؟؟
قيس سعيد ليس، أفضل من عبد الفتاح مورو، و لو أنه حصل على مرتبة متدنية من أصوات التونسيين كغيره، فإنه حتما سيكون نِسياً منسيا ، لا أحد يفكر حتى في مجرد الإتصال به، أما وقد صار على خطوتين من باب قرطاج، و إنتهت خطوات عبد الفتاح مورو إلى خارج السباق الرئاسي ، من البديهي أن تتعاطى النهضة مع نتائج الانتخابات بكثير من البرغماتية و الحنكة السياسية ، و تدعم قيس سعيد للأسباب الآتي ذكرها..
أولا : دعم قيس سعيد، ظاهريا يتماشى مع سياسات النهضة الرامية إلى القطع مع المنظومة القديمة بكل تفاصيلها، و إنسجاما مع روح الثورة و مطالب الثوار و تكملة للمسار الثوري، و عليه فإنه من الطبيعي أن تجد في قيس سعيد، المتحدث بإسم الشباب و الممثل الشرعي لضمير الثورة، أن تجد فيه ما يتماشى و " أدبياتها " ، خصوصا و هي جزء من الحكومة.!!
ثانيا :مساندة قيس سعيد بالنسبة لموبليزير هو أكثر من تكتيك يراد منه درءٌ لكل شبهة و كل تهمة يمكن أن تلحق بها خصوصا مع تضييق الخناق عليها من قبل هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهيمي، و إعادة إثارة الدعوى ضد رئيس النهضة تحديدا مخافة أن يتفصى من المحاسبة بدخوله تحت قبة باردو، و هو ما خلق فعليا أزمة بين المحامين و القضاة على خلفية عدم حيادية القضاء ، و عدم قبوله باستدعاء أطراف تحوم حولهم شبهة في قضايا الإغتيالات السياسية المرفوعة، إن لم يكونوا متورطين أصلا!!!
ثالثا : النهضة تدرك أن خزانها الانتخابي مازال متماسكا و صلبا يمكن التعويل عليه، رغم تقلصه، لذلك فالدعوة إلى مساندة قيس سعيد ، بعدما صرح بذلك صراحة أغلب أعضاء الشورى،عبد اللطيف المكي، و علي العريض و محمد بن سالم، و أخيرا راشد الغنوشي ، يمكن أن يمثل نوعا من المغازلة أو ترك الأبواب مواربة في قادم الأيام من أجل تكوين إئتلاف، أو توافق، أو تحالف، ضد المنظومة القديمة ، و هو أي مساندة المرشح المستقل، ضمانة لحصانة مريحة ضد الملاحقات و التتبعات القضائية التي أثيرت بطريقة إستباقية ،الغرض منها قطع الطريق أمام بعض المتهمين و فتح جميع الملفات العالقة و المضي في محاسبة من أجرموا في حق تونس و التونسيين..
رابعا : النهضة ليست غبية حتى تتغاضى عن الخطة "ب"، الخطة التي تسمح لها بهامش جيد من المناورة و الإلتفاف إن حدثت مفاجآت في ملف المرشح الثاني نبيل القروي، بعدما تواترت أنباء عن إمكانية تصعيد مرشحهم مورو، و تأخر الندوة الصحفية للهيئة العليا المستقلة للانتخابات أكثر من ساعتين، و ما رافقه من لغط و تأويل، و خشية على المسار الإنتخابي و الديمقراطي عموما.
يبقى السؤال مطروحا،
هل ستبقى النهضة على مساندتها لقيس سعيد، لو أنه وجد نفسه وجها لوجه مع عبد الكريم الزبيدي، مثلا!!! ؟؟؟.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 189519