اليسار.. الفاشل...‎

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/jabhawakfaaaaaaaaa.jpg width=100 align=left border=0>


كتبه / توفيق الزعفوري

ليست المسألة اليوم في تونس،. مسألة يمين أو يسار، فهذه مقولات الستينات، التي انتهت مع سقوط جدار برلين، و الاتحاد السوفيتي، رغم إصرار النخبة و الأحزاب، على الاصطفاف يمينا أو يسارا





فحصيلة اليسار الذي ضل متمسكا بأطروحات سياسية و إجتماعية تحتاج إلى ثورة و عقل و إمكانيات خارقة لليسار، فإنه لم يكن متغيرا بقدر تغير الظروف و السياقات، و الحكومات، و لم يكن حمة الهمامي مثلا الذي اختار لنفسه صفة قريبة من العامة أن يكون ذو تأثير و فعل في الساحة السياسية، بل إنه رفض المشاركة في أي حكومة و اختبار مدى نجاعة أطروحات اليسار في الواقع و هو قد ضيع على نفسه و على اليسار فرصة إثبات واقعية أطروحاته و تصوراته من عدمها، كان اليسار ، يسار الأشخاص و ليس يسار المبدأ، لذلك أصابته الشقوق و تعمقت مع الانتخابات الرئاسية، حمة فشل في تجميع اليسار، و غيره قد فشل في نفس الشيء، اليسار فشل في التجميع، فلم يحصل إجماع لا على مرشح رئاسي واحد، و لا على زعيم معارضة واحد، فإذا كانت الانتخابات السابقة قد تقدم إليها شخص واحد من اليسار و حصل على 2.78٪، من أصوات الناخبين، فعلى ماذا سيحصل إن تقدم إليها المنجي الرحوي و حمة الهمامي من نفس العائلة!؟؟ هل سيتقاسمان النسبة إياها معا أم هما قادران على منافسة أحزاب في السلطة ذات ثقل سياسي متين و جمهور إنتخابي عريض!؟؟.

اليسار ، لم يخدم أيديولوجيته ، و لا هو خدم تونس تماما كالإسلامي الذي شوّه الدين و زيّف الدنيا، و طالما لم يقع الدفع بمرشح يساري واحد، فإن نسب التصويت ستكون فسيفسائية ، متناثرة ، و متأثرة بأزمة اليسار التونسي التي لم يخرج منها منذ عقود، و هو ما سمح لتيارات أخرى أن تتقدم و تمارس الفعل السياسي و تنافس في كل إستحقاق إنتخابي و يضل اليسار يدور كطواحين الهواء لا تنتج غير الرياح، رياح الأزمة.

في أيلول سنكتشف برنامج اليسار، و برامج اليمين، وهي كلها نفس البرامج و نفس المشاكل، و هم، أي السياسيون ، يكذبون بكل صدق ككل مرة، المناظرة ستغربل أكثر منذ الدور الأول اليسار و اليمين و حتى الأحزاب القريبة من اليمين و البعيدة عن اليسار فمتى يستفيق، و يتخذ لنفسه الدور الذي يستحقه!؟؟.


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 188275

Zeitounien  (Tunisia)  |Dimanche 1 Septembre 2019 à 22:53           
للشيوعيين مصالح شخصية فقط. ولكن للمسلمين مصالح شعبية ووطنية.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female