العدل مطلوب حتى في كرة القدم !

مرتجى محجوب
لا يمكن ان ننكر ما تحتله كرة القدم المحترفة اليوم من مكانة و شعبية كاسحة لدى جل شعوب العالم ,علاوة على دورها الاقتصادي المهم و كذلك السياسي في تواصل تاريخي مع ما كانت تلعبه عروض مصارعة الاسود في روما القديمة من تسلية و رغبة في الهاء الشعوب عن مشاكلها المعيشية الحقيقية و تحويل انظارها عن الطبقة السياسية الحاكمة .
يمثل فريق كرة القدم المفضل لصاحبه اليوم ,الوسيلة العملية و المادية للاحساس بالانتماء للوطن او الجهة و يمكن من تجاوز و لو ظرفيا الاختلافات السياسية او الايديولوجية او الطبقية ...التي تميز جميع مجتمعات العالم .
كما اصبحت عديد الدول و الحكومات تتسابق و تتنافس من اجل الفوز بتنظيم اكبر المسابقات العالمية نظرا لما تدره من فوائد اقتصادية و مالية و سياحية و ثقافية معتبرة .
و الحالة تلك فان كان من الضروري ادانة كل اشكال التعصب او الانتماء الجاهلي للفرق الرياضية مقابل اعلاء قيم الروح الرياضية و المبادئ الاولمبية ,فانه يصبح من الخطورة بمكان و التي يمكن ان تمس حتى من السلم و الاستقرار الاهلي, التهاون او التواطئ في تكريس العدل و المساواة بين جميع الفرق الرياضية بغض النظر عن حجمها او نفوذها المالي او المعنوي او الاعتباري .
ليس من دور الهيكل المشرف على كرة القدم المحترفة الا و هو الجامعة التونسية لكرة القدم ان يقول:" هاتوا برهانكم ان كنتم من الصادقين "بل ان يحرص على شفافية و نزاهة اللعبة و ان يقلل الى ادنى حد ممكن من المشككين فيها و ان لا ينخرط في لعبة المصالح او يرضخ للوبيات و الضغوطات مهما كان مصدرها و يكفي في هذا الاطار ان تسال اي متابع لكرة القدم حتى يجيبك عن مدى ثقته في المنظومة الكروية الحالية في تونس و مدى تسليمه و اقتناعه بما تفرزه من نتائج و مكافئات لمن هو فعلا بها جدير .
اني ادق ناقوس الخطر! ,لا تلعبوا بالنار ! فكرة القدم لم تعد مجرد وسيلة للرياضة او الترفيه بل اصبحت ظاهرة اجتماعية تستوجب اساسا تحري العدل و المساواة بين جميع اطرافها ,حتى لا تصبح لا قدر الله اداة للتفرقة و الفتنة و التقسيم و تغذية النعرات الجهوية و القبلية المقيتة ,كما ادعوكم ان لا تحتقروا ذكاء و فطنة التونسي و قدرته على التمييز بين حسن النية و بين سوئها .
اضافة لضرورة تحمل سلطة الاشراف السياسية كذلك لمسؤوليتها متى اقتضت المصلحة الوطنية العليا دونما ان يكون لتدخلها اي تعارض او تناقض مع مبدا استقلالية الهياكل المشرفة و المسؤولة الاولى على كرة القدم المحترفة المنصوص عليه من طرف الاتحاد الدولي للعبة الفيفا .
مع احترامي و تقديري في الاخير لجميع الفرق التونسية من دون استثناء و عدم تشكيكي في جدارة او استحقاق اي منها .
و رجاءا لا ترددوا مجددا : " ماهو الا ماتش كورة !!!"
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 162070