نقابة الصحفــــيين وموقفها المهين

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/wakfaaale2612117.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــــازن

عربدوا، صالوا وجالوا، تنقلوا بين المنابر الاعلامية ينشرون حماقتهم، رفعوا يافطات التنديد، قاطعوا الندوة الصحفية التي عقدت بمناسبة زيارة اردوغان، لكنّ الجزيرة حضرت ونقلت الصورة المشرقة للدبلوماسية التونسية، تلك الجزيرة التي تقهرهم بكفاءتها العملية والمهنية. تبّا لسلطة رابعة تعبث باستقرار الوطن فتحمله كل يوم في واد، تارة عند المجرم بشار وتارة عند أصحاب الانقلابات. لم تفلح المراسيم و لا الهايكا التعديلية ولا المجتمع المدني بأسره في فصل الاعلام الايديولوجي عن الحرفي فبقيت تونس في مهب ريح اللاستقرار تحملها يوما الى فوهة بركان بنشر خبر كاذب أو تغرقها في واد سحيق بتحقيق اخباري مشفوع بتحليل ضحل لا يبعث الاطمئنان في نفوس المواطنين.





ماذا فعلت نقابة الصحفيين التي قطعا لا تمثّل شرفاء المهنة الذين ينسّبون الأشياء فلا يوغلون في التغرير ولا يسلكون التقتير ثم لا يندفعون نحو اعلام الترهيب وبثّ الشك والريبة وصرف الناس عن الحقيقة. أين كانت نقابة الصحفيين من زيارات رؤساء وزعماء سياسيين قدموا لتونس ابّان الثورة و في فترة الترويكا و فترة التوافق الحالية. كان لزاما على نقابة الصحفيين نقل الخبر و متابعته مهما كان الزائر والمضيّف لأّنّ المواطن التونسي يرغب في الخبر اليقين و يشتهي يوما ان يجده في القنوات المحلية فلا يلتجأ للعربية والجزيرة والسي آن آن وغيرها من كبريات أبواق الاعلام العالمي. فهل يقاطع الصحفيون الأمريكان مثلا ندوات،لو عقدت، لزعماء ايران وكوريا الشمالية رغم العداء الموغل مع بلادهم، ألم يزوروا بشار المجرم أثناء الحرب الأهلية المستعرة كما زاروا الشهيد صدام. المعلومة مقدسة لديهم لأنّ شعوبهم تسعى لمعرفة الحقيقة دون تزويق سياسي او ايديولوجي او عرقي. كذلك الأمر مع صحافة باقي الدول المتقدمة التي صارت مثالا يحتذى في الحرفية بل أضحت تمارس صناعة الرأي العام وصناعة القيادات الوطنية في بلدانهم المتقدمة.

الغريب في الأمر انّ نقابة الصحفيين لم تصدر جعجعة يوم زار الارهابي حفتر دولتنا المظفّرة ويتبع ركبه جحافل المجندين المدججين بالسلاح الخفيف والثقيل. لم يصدروا بيانا ولم ينددوا بالزيارة بوقفة أو يافطة رفض بل خرست حناجرهم و خمدت أقلامهم لولا بعض الغيورين عن قطاع الاعلام. أضف الى ذلك تورط هذا المجرم حفتر في مذابح مصورة ندّد بها العالم الحرّ شأنه في ذلك شان داعش الارهابية يقتل الناس لمجرد الاختلاف في العرق أو القبيلة أو الايديولوجيا المقيتة. لكنّ الأمرّ من كل هذا معرفته بأخبار الصحفيّيْن نذير وسفيان المفقودين في ليبيا وربّما مسؤوليته و فريقه على أسرهم و سجنهم إن كانا لا يزالان عن قيد الحياة. ستجتاح قطعا السلطة الرابعة ثورة كالتي غيّرت البلد فتلتحق الصحافة الوطنية بالديمقراطية و الحداثة فتخرج على منهاج المخلوع الذي علّمهم صناعة الكذب و قسّمهم على نخب العلب المغلقة.


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 153238

Ahmed01  (France)  |Vendredi 29 Decembre 2017 à 12:21           
أصبتَ يا أبا مازن ، فهؤلاء شرذمة من الغوغاء أعداء الدين والوطن... تركيا مدينة الله الفاضلة ، بلد العدل والرخاء والحرّيات..." ويرعى فيها الذئب مع الحمل " ...أما صاحبها فهو الفاروق في عدله ، فهو التقيُّ النقيّ الطاهرُ العلمُ ، وهو ـ قطعا ـ ذلك الذي عناه الشاعر بالقول
هو البحرُ من أيّ النواحي أتيتَه ...فلُجتهُ المعروف والجود ساحلُهْ
تعوّد بسط الكفّ حتى لو أنّه... ثناها لقبض لم تطعهُ أناملُهْ

حقّا نطقتَ أبا مازن ، ولا فُضّ فوك ، وخسئ الأفّاكون ، الصائدون في الماء العكر

BenMoussa  (Tunisia)  |Jeudi 28 Decembre 2017 à 14:51           
مقال رائع رصين كالعادة فيه غذاء للروح والنفس والعقل ونصرة للحق في زمن الغوغائبة والسفالة والابتذال


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female