أهالي بني خداش يتساءلون: ويني الدولة ؟ ويني النقابات الامنية؟ وينو الاعلام ..ويني النخبة ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/salatjanaza.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

شعور بالطمأنينة ينتابنا ونحن نشاهد صور صلاة الجنازة على فقيد الوطن رئيس مركز الحرس بمطماطة مهدي الحداد، تلك الصلاة التي بعثت الدفء في القلوب ولاحت متجردة من التمثيل والرياء، خالية من الذئاب والضباع والسماسرة .. ما أروع ان يشيع الاهالي شهداء الوطن دون ان تقوم خفافيش العلب الليلية بالإنزال تلو الانزال على المقبرة وبيت العزاء والمدينة او القرية التي ينتسب اليها الشهيد، ليس للتعزية او المساهمة في الختمة او قراءة سورة يسين او حتى رفع الاكف عندما تكون الرجال والحرائر بصدد الدعاء، بل ينفذون إنزالهم على عجل للاستثمار في دم الشهداء، يتقاطرون على المكان بعد ان أعدوا خطة التحرك مباشرة إثر ورود الخبر وربما عندما يكون الشهيد في الرمق الاخير.





يتكسب السياسي في بلاد العالم من التجمعات والمناهج والبرامج والملتقيات والمحاضرات ومختلف المناشط، ويتكسب بعض ساستنا من النواح والعويل والجنائز، كم من سياسي برتبة نواحة وكم من حزب لا يحسب رصيده بالإنجازات السياسية وإنما بكمية الجنائز التي حضرها واستثمر فيها، وما يبعث على الغيظ انهم يشهدون جنائزنا لأغراض بشعة ثم تراهم يغمّسون في "عشاء الموتة" ويشربون الكوكا الى حد التجشؤ، حتى اذا شرعنا في ختمة القرآن لم نعثر لهم على اثر ! انصرفوا.. او لعل الله صرفهم رحمة بالشهيد.

كانت بني خداش على موعد مع جنازة ربانية حضرها اهالي الشهيد كما حضرها من يعرفون حرمة الموت ويقدرون هيبة الرحيل ولحظات القدوم على المولى عز وجل، يتلون ويدعون ويتضرعون، ولا يضير ان تغيب نخب السوس وتغرب تلك المشاهد المزرية وتتوقف الكاميرا عن متابعة المعزين الاصطناعيين والتقاط الصور الاحترافية لسماسرة يمارسون الحزن المعلب ، انما الضير كل الضير من غياب السلطة عن بني خداش، تلك التي مازالت لا تكف عن ارسال اسطولها الحاكم حين تشاء نسمة والحوار والتاسعة والوطنية وموزاييك ..سلطة تتعامل مع الجنائز بالوجوه ووفق امزجة المشهد الاعلامي، فان قال الفهري والقروي ان الجنازة يجب ان تكون مهيبة، اسرع قرطاج والقصبة وما تبعهم من مؤسسات سيادية الى تدعيم خشبة مسرح العزاء ، أما عندما يتثاقل الاعلام وتتثاءب نخبة السوس فهناك اشارة واضحة للدولة بان الميت.. ميت ! او شهيد عادي، أو مواطن تونسي ! فحين يكون الاستثمار في الدماء يناهز الصفر يغيب التتار وتغيب معهم سلطة العار.

لو قبض الشهيد في محل لفزعوا الى الجنازة ولقالوا محل النهضة، ولو قبض في شاحنة لقالوا شاحنة النهضة ولو قبض في عيادة لقالوا عيادة النهضة ولو قبض في طائرة لقالوا طائرة النهضة....لكنه صعب عليهم ان يقولوا "وادي" النهضة ! فظلوا في منازلهم وظلت الجنازة طاهرة بإذن الله.


Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 150724

Bensa94  (France)  |Lundi 13 Novembre 2017 à 16:28           
@Hamedmeg
merci pour votre témoignage,
mais malheureusement il y a des tunisiens, qui ne cherchent que les occasions même malheureuse pour créer des tensions entre les citoyens et surtout entre les le nord et le sud,
le vérité on na pas ni moyens ni l'expérience pour gérer ce type de catastrophe naturelle, en plus de l’État catoptrique de nos infrastructures
soyer solidaire et uni

BenMoussa  (Tunisia)  |Lundi 13 Novembre 2017 à 15:33           
Hamedmeg
انا اسحب تهمتي لك بالمغالطة والتجني لو سحبت تهمتك باطلا للكاتب بـالتجني والكذب والحقد الأعمى والبادي اظلم
ويبقى سؤالي "ان كانت عديد التلفزات والإذاعات موجودة على عين المكان للتغطية" كما تقول فما منعها من بث الخبر والصور والشريط في الابان ثم هل حضر من ذكرت الجنازة ام انهم شاركوا فقط في موكب النقل ولماذا كل هذا التعتيم الاعلامي

Hamedmeg  (Tunisia)  |Lundi 13 Novembre 2017 à 12:11           
BenMoussa
للوصول إلى تلك القرية كان و لابد أن نشق جبالا و نزيح صحبة أعوان الحرس صخورا انزلقت بمفعول الأمطار من قمم الجبال و مثلت خطرا على المارين من هناك ، و ذلك حتى تتمكن القافلة المتكونة من وزير الطاقة وهو ممثل عن الحكومة و السيد مدير الأمن الوطني ممثلا عن السيد وزير الداخلية و كذلك السيد المنجي ثامر والي قابس من العبور و الوصول إلى تلك المنطقة ، للقيام بواجب التعزية ، أما مقالي فهو لا يدافع عن أحد بقدر ما ينير الرأي العام ، أتفهم جيدا ما تعانيه
العائلات هناك و لا أجد عذرا للتقصير الحاصل من طرف الدولة و هياكلها لكنني أؤكد لك أن جميع ما قلته و كتبته قد حصل فعلا و عليك بسؤال أرملة الشهيد و أبناءها ليأكدوا لك صدق قولي ، أتمنى أن تسحب من ردك تهمتك لي بالمغالطة و التجني فكلنا تونسيون من بنزرت إلى بن قردان و شكرا على تفاعلك

Mavb2013  (Tunisia)  |Lundi 13 Novembre 2017 à 11:13           
Un mort ne vaut, que s'il peut être récupéré politiquement

BenMoussa  (Tunisia)  |Lundi 13 Novembre 2017 à 09:36           
Hamedmeg
انت تتحدث عن "التضاريس الصعبة و مخاطر الطريق المؤدية إلى ذلك المكان،" فاكيد انك تزور قرية حلق الجمل والمنطقة لاول مرة في حياتك والقرية تقع في سهل جفارة وليست على قمم الجبال ثم هلا تساءلت عما فعلت الدولة لمتساكني هذه المنطقة وانت تتحدث عن "مخاطر الطريق المؤدية إلى ذلك المكان،" بعد اكثر من ستين سنة من الاستقلال ثم اين المسؤلون رئيس المنطقة والوالي ووزير الداخلية في العزاء وفي الجنازة
وان "كانت عديد التلفزات والإذاعات موجودة على عين المكان للتغطية" كما تقول فما منعها من بث الخبر والصور والشريط في الابان
فكفاك تجنيا ومغالطة واتهامات بالباطل

Zama9tel  (Tunisia)  |Lundi 13 Novembre 2017 à 09:22           
ربي يحمو ويرزق أهله الصبر والسلوان...
آمين.

Hamedmeg  (Tunisia)  |Lundi 13 Novembre 2017 à 09:02           
منذ ثورة البرويطة و كاتب المقال يكن حقدا دفينا لهذه البلاد و نخبتهالأسباب يعرفها القاصي و الداني و مع ذلك فمقاله متناقضا لسبب وحيد ، أنه كتبه وهو الحاضر بحقده و غائبا بجثته ، لقد كنت حاظرا منذ حمل الشهيد من المستشفى من قابس مرورا بمطماطة الجديدة من أمام مركز الحرس الذي كان يترأسه الفقيد وصولا إلى قرية حلق الجمل أين يسكن ، و رغم التضاريس الصعبة و مخاطر الطريق المؤدية إلى ذلك المكان ، فقد كانت عديد التلفزات و الإذاعات موجودة على عين المكان لتغطية
الحدث ، لذلك أقول : كفاك تجنيا و كذبا فحقدك الأعمى لن يوصلك إلى مبتغاك لأننا شعب مثقف غير ثقافتك و مؤمن غير إيمانك ،لن يمسنا حقدك و لن تؤثر فينا كتاباتك بل ستكشفك أكثر فأكثر و ستزيدنا قوة لنجابه أمثالك و هم قلة و الحمد لله

BenMoussa  (Tunisia)  |Lundi 13 Novembre 2017 à 08:04           
شكرا للكاتب على المقال المتميز والتحليل الصائب والحقائق الصادمة
رحم الله الشهيد وهنيئا له ولعائلته بهذه الجنازة المعتبرة حضرتها الملائكة وغابت عنها الشياطين
وشكرا لكل من ساهم في نشر الحقائق من المصور الى ناقل الخبر الى ناشره


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female