النخبة و الاستسقاء

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/istskaaa.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــــازن

الحمد لله أن انهمر المطر من السماء، غدقا يسقي الأرض وما حوت من الأحياء. انها دعوات صادقات جلبت الماء، فامتلأت السدود و سالت الوديان وعمّ الهناء. كدنا نؤمن بسنوات عجاف ونصدق الرؤيا، لولا أنّ كهنة العلمنة قد نالتهم القهقرى. انها نخبة التزمت الصمت هذه المرة دون عناد وعناء. ربما قد أيقنوا بما اقترفت ألسنتهم فيما مضى، فانتبهوا هذه السنة ولم يكررّوا الهراء. قال تعالى " وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي ‏أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ‏سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ "

لعل فضل الله أدركنا لمّا صدقت الدعوات فهبّت عوامل الجوّ لتجود بما فات، واحتدمت جبهة باردة وأخرى حارّة فتتالت القطرات، وانتشى البشر و الحيوان و سائر الغراسات. لعل ملهم السحاب والبرق قد ساقه لأياد مرتفعات، و ألسنة استجدت ربّها بيقين وثبات، وفقا لقوانين الكون فلبّى على عجل طلب المخلوقات، ألا له الحكم و هو الخالق المهيمن ذو البركات. قال تعالى " وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً ‏غَدَقاً ".




لا يعترض علم و ايمان لو تعلم النخب، فلا الخالق عاجز ولا الخلق عبثٌ أو لعب، يصيبنا الخير والشر كذلك قد كُتب، بما كسبت أيدينا و ما صدقت أفئدتنا فأين العجب. ينالنا خير رغم جحودنا و ما فينا من نفاق و كذب، وينالنا تارة قحط رغم اخلاصنا فنصبر على ما كَتب. ففي كل تقرّب وعبادة و ايمان لمن رغب، ويعفو عمّن يريد و ويغفر لمن أحبّ. لعل في الايمان سعادة لا يعبّر عنها شعر و نثر و أدب، فتعلم أنّ أمرك موكول اليك ولكنّه سابق في علم الربّ. ألا يعلم من خلق و قد أسند الأنبياء بالكتب. قال الله تعالى " أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * ‏أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ " وقال أيضا " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى ‏الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ ‏وَأَنفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُون".
لو علمت نخبة الغبن علوم المنطق و الكلام، و علوم الفيزياء و الفلك و ما حوى من أجرام. لو علمت كيف يجري السحاب نحو الارتطام، و قدّرت الودق الذي يصيب السحاب كالسهام، فيأذن بنزول الماء أو البرَد بانتظام. كل يسير بأمر الله فأين الخلل و أين التخلف و أين الظلام. أهل الثقافة العرجاء نخبة ينقصها العلم والوعي والاحترام. اذ تجهل كنه نزول الأمطار و سير السحاب و الغمام. ولا تعي دينا ترعرعت في بيته لأعوام. و لا تحترم شعبا وان أخطئوا، فتصفه بالجهل و الغباء المستدام. قال تعالى" وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى ‏إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ ‏فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى ‏لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" و قال أيضا " اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ ‏فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ ‏يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ‏إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ ‏عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ".

   تابعونا على ڤوڤل للأخبار تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments

8 de 8 commentaires pour l'article 130605

Bolongokatanga  (Tunisia)  |Jeudi 8 Septembre 2016 à 20:53           
Si Mazen , merci pour cet écrit et, on en redemande
.
Ahmed Beyoub  (France)  |Jeudi 8 Septembre 2016 à 19:02           
على مراد الله
غريب أمر من لا يحترم شعبه وعادت شعبه
غريب أمر من يدعى إنه فهم كل شئ
BenMoussa  (Tunisia)  |Jeudi 8 Septembre 2016 à 17:17           
عندما تصفى النفوس والقلوب ويخالطها الايمان ترتفع الهمم ويرق القول ويظهر الابداع
فشكرا للكاتب ولاصحاب التعاليق النيرة
Folla Ben  (Tunisia)  |Jeudi 8 Septembre 2016 à 12:43           
قل اللهم مالك الملك توتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء بيدك الخير انك علئ كل شيء قدير.26. تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب.27. ال عمران
MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 8 Septembre 2016 à 11:55           
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}
المجرم تطلق في القرآن حصريا على الملحد
Hassine Hamza  (Tunisia)  |Jeudi 8 Septembre 2016 à 11:27           

الإستغناء عن الوضوء مثلا وتعويضه بالتيمم.
 ::::::::::::::::::::::::::::::::

تحية للأخ Srettop  (France)  |Jeudi 08 Septembre 2016 à 11h 05m |
……………….
يجب اﻹقتصاد في استهلاك الماء عند الوضوء نعم ، وفي جميع اﻷحوال ، بدون إنتظار الجفاف
وعند غسل السيارات وسقي نباتات الزينة و إلغاء جميع حمامات السباحة "البيسين"
خاصة في المدن الساحلية
Srettop  (France)  |Jeudi 8 Septembre 2016 à 11:05           
هناك من يقف إعجابا لنزول قطرتين من المطر اثر صلاة استسقاء بينما تغيب عنه الصورة الأساسية، وهي إن بلادنا تعيش حالة جفاف جوهري يهدد بتراجع مواردنا المائية بنسبة 80% في زمان أقصاه سنة 2040.
فصلاة استسقاء لما لا؟ لكن في الحفاظ على الماء و في ترشيد استهلاكها أكثر فاعلية، كالإستغناء عن الوضوء مثلا وتعويضه بالتيمم.

Hassine Hamza  (Tunisia)  |Jeudi 8 Septembre 2016 à 10:07           

في اﻹيمان سعادة لا يعبر عنها شعر ونثر وأدب
::::::::::::::::::::::::::


لايمكن أن يبدع في الحديث عن الإستسقاء والسحاب والمطر غير أبا مازن

لا فُضّ فوك ياأبامازن

وأسعدك الله بمازن وأم مازن وإخوة مازن ، كما أسعدتنا بهذه الكلمات
babnet