---

---

وفي هذا السياق التأمت أمس الأحد بقصر بلدية غمراسن ندوة فكرية كانت فرصة تبادل خلالها المشاركون سبل ومتطلبات إدراج فطائر غمراسن ضمن قائمة التراث اللامادي الوطني والعالمي ولا سيما ممثلو المجتمع المدني الذين ساندوا بشدة هذا المشروع وعبروا عن استعدادهم للعمل ومد يد المساعدة في هذا الشأن من ذلك الاتحاد المحلي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والغرفة الفتية وجمعية التراث وفرع الجمعية التونسية للثقافة الشعبية وفرع جمعية المتقاعدين وجمعية ابن عرفة والكشافة التونسية وفرع المنظمة التونسية لاصحاب المؤسسات.
وإلى جانب الندوة تضمن برنامج هذه التظاهرة التي أثثتها عدة فقرات تنشيطية لفرق الفنون الشعبية وجمعية الحرفيين، بمعرض للمنسوجات والصناعات التقليدية اضافة الى منصات لصنع الفطائر وتوزيعها على الزوار.
وبالتوازي نظم فريق العمل المشرف على مشروع ادراج فطائر غمراسن ضمن قائمة التراث اللامادي الوطني والعالمي ورشة عمل أمنها عدد من الخبراء والمختصين في التراث المادي واللامادي التابعين للمعهد الوطني للتراث ومنظمة اليونسكو.
أما عن اهداف هذه المبادرة فقال منسقها العام سمير الخرشاني لمراسل وات في الجهة انها تندرج في اطار اتفاقية اليونسكو الصادرة سنة 2003 لحماية التراث الثقافي المادي وغير المادي والتي امضت عليها تونس سنة 2006 وتهدف هذه المبادرة الى توظيف الجهود الرامية الى دعم ملف التصنيف بتشكيل مجموعة من الباحثين في مجال التراث الثقافي والحضاري وعدد من الخبراء المختصين في التصنيف وصون العناصر التراثية بشقيها المادي وغير المادي، والعمل على توفير كل الظروف التي من شأنها الإسراع في اعداد ملف التصنيف وضمان كل فرص النجاح لتحقيق الهدف المنشود، المساهمة في عملية التوثيق والتثبيت لابراز العمق الانتروبولوجي والتراثي وذلك بتنظيم ندوات فكرية وتظاهرات تنشيطية ومعارض وثائقية وتجارية لتثمين حرفة الفطائر والعمل على تطويرها ومزيد التعريف بها. كما تهدف إلى إعداد وتنفيذ استراتيجية ترويجية لملف التصنيف على مستوى وسائل الإعلام والادارة والهياكل المتداخلة وخاصة منها القطاع السياحي.
وبين الخرشاني ان هذه المبادرة تنتهي ببلوغ الهدف الذي بعثت من اجله وهو مواصلة الجمعيات المختصة تبنّي بعض المشاريع والبرامج التي تدخل في اطارها والتي يمكن ان تكون ذات صبغة دورية. واختتم حديثه قائلا إن العمق التاريخي والاجتماعي الذي تمتلكه هذه المهارة والامتداد الجغرافي الذي وصلته، يجعل منها احدى العناصر التراثية التي وجب صونها وتثمينها حتى تكون احدى السمات الخصوصية التي يمكنها المنافسة وخلق حركية اقتصادية وثقافية لمدينة غمراسن التي هي اليوم في امس الحاجة اليها اكثر من اي وقت مضى. ودعا أبناء غمراسن الى جمع اكبر قدر ممكن من الشهادات والوثائق التي من شأنها اثراء الملف وتحقيق الهدف المنشود واحالتها على اللجنة المكلفة بالمشروع.
وكان الكاتب العام للاتحاد المحلي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية اعلن بالمناسبة عن احداث غرف جهوية لصانعي الفطائر في عدة ولايات من اجل احداث غرفة وطنية لمهني هذه الحرفة التي ينتظر ان تتبوأ المكانة التي هي جديرة بها.
وجدير بالذكر أنه تم على هامش هذه التظاهرة، تكريم عدد من الحرفيين القدامي وأصحاب قصص نجاح في هذا المجال كما تم تكريم ضيوف المدينة وتنظيم رحلة سياحية ترفيهية لهم، شملت عددا من المواقع التاريخية والخصائص التراثية لمعتمدية غمراسن.