ردا على أبي مازن : النقابة لا تعبث و أنت تجهل العمل النقابي

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
طالعت باستغراب شديد مقال السيد أبو مازن للعبث حدود يا نقابة التعليم
في موقع باب نات و الذي تضمن هجوما عنيفا على النقابة العامة للتعليم الثانوي بسبب قرارها الأخير بالإضراب عن العمل انطلاقا من يوم 8 ديسمبر القادم , كالعادة نفس اللوبانة القديمة و المستهلكة عن التوظيف السياسي و جبهة اليسار التي تريد توظيف الإتحاد ضد خصومها دون نسيان الاسطوانة التي كان يتعلل بها حتى بن علي و اعلامه لضرب كل تحرك نقابي و المتمثلة في إظهار التلاميذ و أسرهم كضحايا لهذا الاضراب بعد أشهر من التعب و الانتظار .
طالعت باستغراب شديد مقال السيد أبو مازن للعبث حدود يا نقابة التعليم

سيدي الكريم , لعلك لم تستوعب بعد أن قطاع التعليم الثانوي هو أقل القطاعات على مستوى الاضرابات بعد الثورة رغم أنه من القلائل الذي كانت تحركاته و نضالاته تزعج النظام السابق بسبب حجمه داخل الاتحاد العام التونسي للشغل , إن النقابة العامة للتعليم الثانوي تضم قاعدة أستاذية تساوي ما يقارب 80 ألف أستاذ وهي قاطرة الاتحاد ’ و الكل يتذكر كيف ساهم الأساتذة في نجاح أول سنة دراسية بعد الثورة و شكلوا لجانا لحماية المؤسسات التربوية و حثوا جميع منتسبي القطاع على الحضور الفاعل في امتحانات الباكالوريا سنة 2011 .

يتناسى السيد أبو مازن أن الاضراب حق دستوري وهو ليس هدفا في حد ذاته بل هو من أجل تحسين ظروف العمل و لفت نظر سلطة الاشراف إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها أهل القطاع . لقد هددت الوزارة و شرعت في اجراءات خصم يومي الاضراب الذي نفذه الأساتذة أيام 27 و 28 نوفمبر الفارط , و بهذا القرار تكون قد ضربت عرض الحائط بكل مطالب النقابة العامة للتعليم الثانوي السابقة و أشعلت فتيل أزمة جديدة قبل أيام من الأسبوع المغلق , و بالتالي فإن الاضراب المفتوح المزمع انجازه انطلاقا من يوم 8 ديسمبر هو رد على صلف الوزارة التي تعاملت بعقلية قديمة مع مطالب قطاع هام و ركن أساسي من مكونات الاتحاد العام التونسي للشغل . من يبحث عن التوظيف و التسييس و ربط الأمر كله بما حصل في البرلمان الجديد و الحكومة القادمة لا يعلم كيف تصنع القرارات داخل النقابة العامة للتعليم الثانوي , أتحدث كنقابي و أدرك أن هذا الاتهام يسخر منه كل النقابيين فكفى تهما جاهزة و مستهلكة .
لقد عقدت النقابة العامة للتعليم الثانوي مؤتمرها منذ شهرين و نصف و بإمكانك أن تعود إلى مقرراتها بما فيها إضراب 27 و 28 نوفمبر , و تعلم أن الانتخابات التشريعية لم تنجز بعد .
هناك قطاعات أخرى في التعليم أضربت لأكثر من شهر و نصف و آخرون لم نسمع عن اضراباتهم إلا بعد الثورة ’ لكن يبدو أن رجال التعليم معرضين أكثر من غيرهم للتهجم و الضغط رغم أنهم أقل امتيازات من قطاعات الوظيفة العمومية الأخرى .
في الختام أقول لك : أساتذة التعليم الثانوي يعرفون كيف يدافعون عن حقوقهم و يعرفون مصلحة تلاميذهم و لهم أبناء يدرسون . أعذرك لأنك تجهل آليات العمل النقابي و تكتيكاته , لقد هددنا سابقا بحجب الأعداد و استشاط الكثيرون غضبا لكنها كانت الورقة الأخيرة فحققنا اتفاقا أرضى كل الأطراف في ماي 2013 و بعدها سلمنا الأعداد و أنهينا الموسم الدراسي فرحين مسرورين , أما العبث الحقيقي هو المزايدة التي تقوم بها .
كاتب و محلل سياسي
Comments
21 de 21 commentaires pour l'article 96086