إلى ضباع الصحافة وغربان الإعلام في تونس: يردها علي من استطاع

نصر الدين بن حديد
انطلقت ضدّي حملة شديد التركيز شارك فيها صحافيون على وسائل إعلام، لمجرّد أنّني قلت أنني ذهبت البارحة إلى مدينتي القصرين وسبيطلة ولم ألق أي شكل من أشكال التوتر. وصلت حدّة التوتر أنّ اتهمني البعض بتهميش جرحى الجيش والحرس، وآخرون قولني استنتاجا ما لم أقل، بل ما لم أفكر فيه أصلا، سواء بصريح اللفظ أو بمجاز الطرف كما تقول العرب قديمًا، واعتبروا كلامي، كما قال أحدهم على محطة إذاعية أنني أقدم خدمة للنهضة.....

لا تهمّني الحملة لذاتها ولا ما يقولون سوى أنّه ترجمان صادق لحالة من التردّي النفسي الذي يفهم الأخبار المجردة خارج سياق الحقيقة، بل يجعل «حقيقة الخبر» مرتبطا أشدّ الارتباط بالجهة التي يفهمها هذا الطرف أو ذاك مستفيدة من ذكر الخبر...
حالة دعارة فكرة، ولا أستثني أحدًا مهما علا، لأنني ذكرت الحقيقة ولم أعرج على الوضع العسكري بجبل الشعانبي لأنّ مقصدي لم يكن هذا الموقع، ولم أذكره أصلا ضمن ما كتبت، بل قلت وألح وأصرّ أنّ الوضع في المدينين لا يدلّ على أيّ توتر، حين غابت الحواجز الثابتة منها أو المتنقلة، لم أشاهد أي جهة مسلحة (رسمية طبعا) بالبدلات القتالية وأصرّ على أن حاجز لحرس المرور بين المدينين كان في شكل عاد وطبيعي، حرس مرور يرتدون بدلات عادية ولا يحملون بنادق رشاشة...
لم أذهب في ما كتبت حدّ التحليل، بل أردت أن أبقى وأكون ضمن التشخيص أو هي الشهادة، ولم أكن في خدمة النهضة أو غير النهضة...
جنّ جنون البعض واتهمني بالكذب حين ذكرت أنني رأيت حافلة صغيرة على متنها فوج من اليابانيين، يدخلون المتحف الأثر بسبيطلة... تلك حقيقة بشهادة ما صورت ضمن العمل الذي ذهبت من أجله...
سادتي من تحترفون الكذب اللغوي والدعارة الصحفية وما شابه من المهن القذرة: الحقيقة عندي (في مفهومي للصحافة) أذكرها كما هي وكما رأيتها، والغريب أن من كذبني يجلس على أريكة في العاصمة، حين لم يكلف نفسه دعم التكذيب بلسان أحد المقيمين في هذه المدينة أو تلك... أعيد وأتهم هؤلاء بمكانة وسطى بين المرض والدعارة...
المصدر: موقع نصرالدين بن حديد على الفايسبوك
Comments
27 de 27 commentaires pour l'article 64954