الشيخ راشد الغنوشي: من زعيم النهضة الى الصحابي الجليل؟

حلمي الهمامي
تصريحات مثيرة للجدل تلك التي أدلى بها شيخ الزيتونة حسين العبيدي خلال كلمته الافتتاحية بمناسبة عودة التعليم الزيتوني في تونس بعد سنوات طويلة من تجميده, تصريحات أوكلت الى الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الفضل والفصل في عودة نشاط هذه المؤسسة العلمية بل تعدى العبيدي هذه التصريحات التي تختزل تضحيات التونسيين في شخص واحد الى مقارنة الغنوشي بالصحابة وأولياء الأمر والقول الشيخ راشد رضي الله عنه .
تصريحات مثيرة للجدل تلك التي أدلى بها شيخ الزيتونة حسين العبيدي خلال كلمته الافتتاحية بمناسبة عودة التعليم الزيتوني في تونس بعد سنوات طويلة من تجميده, تصريحات أوكلت الى الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الفضل والفصل في عودة نشاط هذه المؤسسة العلمية بل تعدى العبيدي هذه التصريحات التي تختزل تضحيات التونسيين في شخص واحد الى مقارنة الغنوشي بالصحابة وأولياء الأمر والقول الشيخ راشد رضي الله عنه .
خطاب وتزكية ومباركة خال التونسيون أنها ذهبت مع المخلوع وزبانيته أين كانت المساجد وأغلب رجال الدين يصفونه بابن تونس البار و حامي الحمى والدين الى غير ذلك من النعوت التي يبدو أن الغنوشي بصدد وراثتها عن قصد أو غير قصد من القائمين على مؤسساتنا الدينية.

فرغم أن الشيخ الغنوشي لا يتحمل أخطاء تصريحات غيره التي تلزم شخص المصرح فان كل التركيز وردود الأفعال تجاه هذه التصريحات تغافلت على الفاعل وركزت على المفعول به ليتحول الشيخ راشد الى الحدث وشيخ الزيتونة الى هامش.
رغم أن لشيخ الزيتونة تبريراته لما صرح به والتي قال فيها أن أسباب قوله رضي الله تعالى عنه كانت قياسا على ما تعرض له الغنوشي من تهجير وعناء ومنفى على غرار ما تعرضت له الصحابة الكرام, تبريرات في اعتقادي غير مقنعة ومحاولة لإصلاح خطأ بخطأ أخر.
في اعتقادي أن شيخ الزيتونة حاول ايجاد حجة دينية للتبرير تصريحاته ألا وهي القياس باعتبار جوازه من قبل أغلب علماء المسلمين فقاس سيرة الغنوشي بسيرة الصحابة الكرام وبذلك يكون موقفه من الغنوشي دينيا لا سياسيا.
اذا افترضنا جدلا أن تصريحات شيخ الزيتونة كانت بريئة فان محاولة تبريرها باعتماد القياس كانت خطأ باعتبار أن الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه, وأما ان كانت غير بريئة وهو في اعتقادي أمر مستبعد فمن أخطأ فعليه اجرامه.
فما يعاب صراحة على شيخ الزيتونة بعيدا عن تأويلات قد تكون سياسية في علاقة بتصريحاته, أنه اختزل تضحيات جميع التونسيين من أجل ثورة كسرت قيود ما كان محظورا سلفا وأعادت جامع الزيتونة المعمور الى سالف نشاطه في شخص زعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي وكأنه الفاتح الذي انتظرته الأمة طويلا وهذا ما لا يستوعب عقلا ومنطقا وقد يبشر باستئناف مؤسساتنا الدينية لاختزال تضحيات شعب في شخص رجل واحد.
Comments
64 de 64 commentaires pour l'article 49482