غزة ونظرية الاستبدال العظيم

بقلم سفيان بن علي
الإبادة الجماعية
الإبادة الجماعية
يواصل جيش الاحتلال الصهيوني مجازره بحقّ الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع ما يسمى بالعالم المتحضر والدول العربية والإسلامية. يُحرق الناس أحياءً، تُشوى النساء والأطفال، يُقطّع الغزّاوِيون الى أشلاء وتُواصل أمة العبث مسيرة الذل المطلق والتراقص كالقطعان منتظرة دورها في المسلخ الصهيوأمريكي.
الشعوب العربية
تراوحت ردود فعل أغلب الدول العربية بين التواطؤ والعجز باستثناء بعض دول محور المقاومة مثل لبنان واليمن، لكن ما يُستعصى فهمه هو ردّ فعل شعوب هذه الدول مقارنة ببقية شعوب العالم حيث دحضت مظاهر الذل العربي واللامبالاة أكذوبة الدفاع عن القضية الفلسطينية. خرج العشرات أو المئات في عدد قليل من الدول العربية في مظاهرات بائسة باستثناء أحرار اليمن حيث تواصلت المظاهرات المليونية انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني، لا لوم عليهم وقد حاولوا أداء واجبهم الإنساني لكن يبقى الخزي والعار على المتخاذلين الذين جعلوا هؤلاء قلة ضعيفة التأثير في الوقت الذي تتواصل فيه الإبادة الصهيوأمريكية للشعب الفلسطيني.
الشعوب الغربية
في المقابل، خرج مئات الآلاف في الدول الغربية احتراما وإجلالا للصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية والشعب الغزّي رغم تقييد بعض حكومات هذه الدول لجميع حركات التضامن مع فلسطين وعلى رأسِها الحكومة الألمانية التي انتقلت من مرحلة إنكار الإبادة الجماعية إلى تبريرها. الخذلان العربي
لم تكن المَحرقة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني مفاجأة بِحُكم العقيدة الدينية الصهيونية التي تقوم على إلغاء الشعب الفلسطيني وإنكار حقه في الوجود على أرض فلسطين التاريخية، ولكن المفاجئة كانت في الغِياب المٌفجِع للشعوب العربية التي لم تستحِ خجلا عند مشاهدة إِبادة جماعية بالصوت والصورة وكأن الدم العربي لا يُساوِي جناح بعوضة. ربما لأن أغلبية هذه الشعوب تُكابد من أجل لُقمَة العيش وتُواجه مشاكل قاصِمة تشغَلٌهم عن إسناد أهل غزّة الذين يٌواجهون حرب إبادة تطَال البشر والحجر والشجر. وربّما لأن الإنسانية ماتت لدى معظم العرب الذين تحولوا الى شعوب خانِعَة، مُسْتَكِينَة ومفعول بها، يُضَيعُون وقتهم في الحديث عن مٌرؤة العرب ولا يٌطبقونها.
السقوط المُدوي
يبقى حب فلسطين مُتجذرا في قلوب أحرار العالم لكن التطبيق الفعلي لهذه المشاعر النبيلة فشل في أول امتحان لأن أغلبية العرب عاجزون عن حمل راية فلسطين ومساندة أعدل قضية في تاريخ الإنسانية، لذلك سوف تلعن الأجيال القادمة هؤلاء الأعراب والمتخاذلين الذين تامروا على اخوانهم واخواتهم بصمتهم المقيت. الشعب الغزّي
تجاوزت الوحشية الصهيوأمريكية في غزة أقصى درجات النذالة والخسّة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا، ولكن هذه الوحشية الحيوانية لا يمكن أن تدُلّ إلى على قمّة الرُعب الذي ينتاب الكيان الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الذي حطّم الأسطورة الهوليودية للجيش الذي لا يُقهر. لقد اسْتحدَث الجيش الصهيوني في حربِه ضدّ أطفال غزّة أسلوب القتل المستمر واستهداف خيام النازِحيِن بقنابل مضادّة للتحصينات من أجل ضرب البيئة الحاضِنة للمقاومة وترسيخ معادلة البطش والانتقام، لكن هذه الحرب العدوانية لم تٌصب أهل غزّة بتاتا في عقيدتهم وإيمانهم بقدر الخذلان الشعبي العربي المُفجع والذي كان أشد وطأة وتأثيرا على أنفُسهم.
المقاومة الفلسطينية
لكن بالرغم من حجم الخذلان، تبقى المقاومة الفلسطينية قادرة على الدفاع عن شرف الأمة المهدور ضد شذاذ الأفاق وقاتلي النساء والأطفال ولن تُناشدَ المقاومة أبدا أمّة الرقص والغناء، أمة الخذلان والجبن، أمة الفساد والانبطاح، أمّة التطبيع مع الصهاينة ألدّ أعداء البشرية جمعاء. فَلتنصروا إخوانكم في غزة العِزّة لأن رائحة الخذلان أصبحت نتنة عفنة تفوح في كل بقاع العرب ولتعلم أيها القارئ أن طوفان الأقصى سوف يجرف في طريقه كل المتخاذلين والمُطبعين والمتراقصين والجبناء.
وربّما يستبد لهم استبدالا عظيما.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 308579