الف مبروك لتونس نجاح الاضراب !!

حمدي مسيهلي
شاهدت مقطعا من وقفة احتجاجية لنقابيين يتبعون أحد البنوك، قال فيه احدهم عبر مكبر الصوت أن القطاع البنكي قدم عدة"شهداء" للبلاد وانه قطاع مناضل وان البناكاجي المسكين يعمل 10 ساعات طويلة مضنية في اليوم، قبل أن يسب النقابي كالعادة"المستثمر المستعمر" والخونة، فطبعا لا شرفاء في هذه البلاد إلا النقابيون، فهم يحتكرون الشرف والنضال والوطنية وحب البلاد.
شاهدت مقطعا من وقفة احتجاجية لنقابيين يتبعون أحد البنوك، قال فيه احدهم عبر مكبر الصوت أن القطاع البنكي قدم عدة"شهداء" للبلاد وانه قطاع مناضل وان البناكاجي المسكين يعمل 10 ساعات طويلة مضنية في اليوم، قبل أن يسب النقابي كالعادة"المستثمر المستعمر" والخونة، فطبعا لا شرفاء في هذه البلاد إلا النقابيون، فهم يحتكرون الشرف والنضال والوطنية وحب البلاد.
أكمل النقابي حديثه الحماسي واعطى مكبر الصوت لزميله الذي نزع كمامته واستعد لحديث حماسي آخر عن النضال والتضحية والمستعمر واعادة نفس العبارات التي يرددها النقابيون منذ سيطروا على هذه البلاد الموبوءة صحيا ونقابيا وسياسيا واقتصاديا، ثم يهنئ المناضلين بنجاح الاضراب ويهنئ تونس بلد الاضرابات والنضالات ومقاومة الاستثمار.
تضرب البنوك ومؤسسات التأمين عن العمل منذ الأمس، تقول جمعية البنوك والمؤسسات المالية أن الطرف النقابي رفض زيادة ب 8 في المائة من مجموع الأجر، زيادة تتراوح بين 230 و 337 دينار، بينما يقول النقابيون كالعادة أنهم لا يضربون من اجل الزيادات بل لمحاربة التشغيل الهش والتشغيل بالمناولة، شعارات تغلف بها عادة المطالب المادية حتى لا يتم اتهامهم بالطمع والمطلبية المادية المشطة.
يزف لنا النقابيون كل ساعة بشرى نجاح اضرابهم وصور المؤسسات المالية المقفلة والفارغة أمام المواطن المسكين، طبعا لا مؤسسة تستطيع غلق ابوابها أمام نقابي فهو يملك مفاتيح كل المؤسسات العمومية والخاصة التي تحولت إلى ملك شخصي لهؤلاء يعيثون فيها كما يريدون، وهم من سيتصدون للمؤامرات التركية والقطرية للاستيلاء على مؤسساتنا الناجحة ، وسط خوف السلطة والاعلام من مجرد توجيه لوم للاتحاد أو مجرد معاتبته معاتبة المحب لأحفاد حشاد والحامي وابناء قلعة النضال الوطني !!
تجمع النقابيون المناضلون وتتالت الشعارات والخطب الرنانة، هؤلاء فوق القانون وفوق منع التجمعات وفوق الوضع الوبائي وفوق النقد وفوق كل شيء، فالدولة لا تستطيع تطبيق القانون إلا على المواطن العادي في البحر أما النقابي فهذا موضوع آخر، وحتى مؤتمر الاتحاد الذي سيعقد في سوسة غدا وبعد غد فذلك موضوع آخر، المهم أن نمنع المواطنين من الوصول الى شط بوجعفر، أما تجمع مئات النقابيين في مكان واحد لمدة يومين فلا ضرر في ذلك.
يبشرنا دائما النقابيون بنجاح الاضراب تلو الاضراب، هم يعتبرونه نجاحا لهم، نجاحهم ليس في اصلاح المؤسسات العمومية وجعلها مؤسسات مربحة لا سمح الله، يهاجمون أي شخص يدعو الموظفين لمزيد العمل ويعتبرون ذلك استهدافا للاتحاد، نجاحهم يكمن في مص المزيد من دمائها تحت مسمى النضال النقابي، لا يهم عدد ساعات العمل الضائعة ولا الأموال الضائعة ولا مصلحة المواطن الضائعة ولا البلد الضائع المداس تحت أقدامهم، المهم أن تسقط أمريكا وتركيا وقطر وكل العالم ويعيش الاتحاد، أقوى قوة قوية في شبه البلاد.
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 228799