اخبروهم أن غزة أسقطت صفقة القرن..

حياة بن يادم
بدأت الحكاية من زمان، من وعد بلفور المشؤوم، مطلع القرن الماضي، الذي وعد بإنشاء وطن قومي لليهود.
بدأت الحكاية من زمان، من وعد بلفور المشؤوم، مطلع القرن الماضي، الذي وعد بإنشاء وطن قومي لليهود.
هذا الوعد المشؤوم أتى على ركام أمّة أنهكتها الأمراض، لتتواصل سلسلة المهازل الكبرى في التاريخ الحديث، و بعد 100 سنة، أي في 6 ديسمبر 2017، تعترف ادارة ترمب رسميا بأن القدس عاصمة اسرائيل، على وقع تواطؤ رسمي عربي. كان إشارة خفية و مشجعة لترمب بإكمال المهمة القذرة لأسلافه. حيث تم نقل سفارة بلاده إلى القدس في 14 ماي 2018، بالتزامن مع الذكرى السبعين لما يعتبره الكيان الصهيوني إعلان استقلاله عن سلطة الانتداب البريطاني. في حين انه الذكرى 70 لنكبة الفلسطينيين.
يتواصل الاستعراض القذر ليقيم ترمب مسرحية سمجة و ركيكة على أرض بلده المستعمرة للمكان على حساب السكان الاصليين من الهنود الحمر، و التي يتجاوز عمرها القرنين بقليل، ليسلّم للصهيوني في غياب أهل الدار، مفاتيح أرض الرسالات و مهد الحضارات الانسانية، حيث مرت على أقدم مدينة فيها و هي أريحا 21 حضارة منذ آلاف القرون قبل الميلاد. و هي مسرى و معراج الرسول صلى الله عليه و سلم، و هي أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفن. حيث تم حجز مقاعد لقافلة العار التي تضم من بينها سفراء البحرين و الامارات و عمان ليكونوا شهود زور على صفقة الفضيحة و المهزلة.
هذه الصفقة هي ترجمة للأحلام الاستعمارية العنصرية لترمب، و التي تعتبر جريمة في حق الشعب الفلسطيني، رامية عرض الحائط كل القوانين و الثوابت الدولية و الحقوق التاريخية لفلسطين.
من أهم مضامين صفقة العار المظالم التالية:
1- منح السيادة الكاملة على القدس للكيان الصهيوني لتصبح عاصمته.
2- إقامة "دولة فلسطينية رمزية" متصلة الأراضي و منزوعة السلاح خاصة سلاح المقاومة. و تجريد فلسطين من مراقبة الحدود.
3- منح الفلسطينيين "عاصمة" في ضواحي القدس الشمالية والشرقية .
4- يتم الاعتراف بالمستوطنات في الضفة الغربية ضمن دولة الكيان الصهيوني.
5 - اعتراف الفلسطينيون بيهودية الكيان الصهيوني.
6- منع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وبلداتهم التى طردوا منها
7- تشريك الكيان الغاصب مع الأردن في الإشراف على زيارة المسلمين للمسجد الأقصى.
8- أمام الفلسطينيين أربعة سنوات لدراسة خطة السلام.
و من أخطر البنود لهذه الصفقة المهزلة من الناحية القانونية هي الحظر على الفلسطينيين انضمامهم الى المنظمات و الاتفاقيات الدولية دون موافقة الكيان الغاصب.
هذه البنود مقابل ملاليم نجسة تقدر ب 50 مليار دولار امريكي للاستثمار في فلسطين و الدول المجاورة (العملة امريكية و المصدر المال المنفط الخليجي).
إنها سرقة للأرض واحتيال على القيم والأخلاق والمواثيق الدولية، إنها احتلال جديد يرتقي إلى مرتبة جريمة العصر في حق الشعب الفلسطيني.
لكن الذي لا يعلمه ترمب الجاهل بالتاريخ، والذي أصبح في ذيل قائمة مزابل التاريخ، أن الأمة الاسلامية كانت ولازالت بوصلتها القدس الشريف، وأن الفلسطيني خلال عقود الاحتلال جرّبوا معه كل انواع الإبادة من تهجير وحروب وحصار وتجويع، ولم يفلحوا في تركيعه، فما بالك إغراؤه بملاليم السمّ المندسة في طعم ما يعرف بصفقة القرن.
لم يمر على هذه الصفقة طويلا حيث جاء الرد سريعا ومزلزلا من غزة التي أعلنت للعالم كله "ما أخذ بالقوة يسترد بالقوة"، والتاريخ يشهد أن الفلسطيني مجبول على الوفاء لخطّه المقاوم، إذ لا ترهبه التهديدات ولا تغريه المليارات، وسيبقى شامخا ورافعا سلاحه أمام المحتل إلى حين كنسه، وسقوط كل المشاريع المتآمرة على حقهم التاريخي والأخلاقي في كل شبر من أرض فلسطين.
اخبروهم أن غزة أسقطت صفقة القرن..
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 225858