تونس.. سفراءُ الخير يرسمون البسمة على وجوه فقراء بالأرياف (تقرير)

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/608680b8920aa7.14312332_fnmjqlhpigoek.jpg width=100 align=left border=0>


الأناضول - تونس/علاء حمّودي -

شبان بدرجة سفراء، نشطاء برتبة أشقاء، يجوبون المناطق الفقيرة في شتى أرجاء تونس، ليس لغرض سياسي، أو مكسب مالي، ولكنهم يبحثون عن من يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، حتى يمدوا لهم يد العون.


...



هم شبان بدرجة سفراء، نشطاء برتبة أشقاء، يجوبون المناطق الفقيرة في شتى أرجاء تونس، ليس لغرض سياسي، أو مكسب مالي، ولكنهم يبحثون عن من يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، حتى يمدوا لهم يد العون.

فريق الأناضول واكب مؤخرا، تحركًا جديدًا لمن يطلقون على أنفسهم مجموعة "السّفراء الثّمانية" الذين حولوا، مبادرةً لتشجيع التّونسيين لاستهلاك المنتوجات المحلية، إلى تحرك خيري واسع يوزعون خلاله المساعدات بشتّى أرجاء البلد الذي - كغيره من البلدان- زاد انتشار فيروس كورونا في معاناة العائلات الفقيرة فيه.

هدى، وسهير، ودرصاف وزوجها مراد، وأيمن، خماسي كان حاضرًا (وغاب آخرون)، لدى تنقل المجموعة إلى سفوح جبال بمنطقة الفحص بمحافظة زغوان جنوب العاصمة والتي يقطنها 177 ألف نسمة، مُحمِلين سياراتهم الخاصة بكَرَاتِينِ مساعداتٍ تضم مواد غذائية ومقتنياتٍ ستكون سبب فرحة عائلات محتاجة.




الكَراتِينُ الورقية، رُصت داخلها المواد الغذائية منذ الصّباح الباكر وبجهود فردية، بينها الحليب والسكر والأرز والمعجنات وزيت الأكل والشاي والبيض، جميعها تم تأمينها من مساعدات شركات محلية تُتابعُ وتُشجع عمل الفريق النّاشط على موقع "فيسبوك".

مساعدةٌ يحتاجها الكثيرون

هدى النّاصري صاحبة هذه المبادرة التّطوعية تقول لمراسل الأناضول: "أنا وأصدقائي نعرف بعضنا البعض مسبقًا وفي نهاية 2019 بدأنا حركتنا الخيرية هذه بشكل غير مدروس بإنشاء مجموعة (استهلك تونسي)، على موقع فيسبوك (يتابعها 465 ألفا)، ليقبل التّونسيون على استهلاك منتجات محلية"، قبل أن تتطور مع التفاعل معها إلى مبادرة خيرية.

وتابعت هدى وهي مهندسة في الإعلام والاتصالات بقولها: "التّفاعل الإيجابي كان ببداية انتشار فيروس كورونا وخلال فترة الحجر الصحي حيث دعونا لالتزام المواطنين منازلهم على أن يتكفل أعضاء المجموعة بإيصال مقتنياتهم".

وأضافت: "الأمر تطور مع تفاعل أصحاب الشركات المنتجة التي وفرت المواد الاستهلاكية مع قيامنا بتوزيعها، فضلًا عن قيامنا في الفترة الأخيرة بتأمين بناء منزلين بمجهودات فردية ومع مساعدات من مواطنين يريدون أن ينجحوا هذه المبادرات".

"الخالة حبيبة" وبيتها الجديد

خارج مناطق العمران بمدينة الفحص (60 كيلومترًا عن العاصمة تونس)، انطلق السّفراء في رحلتهم باتجاه سفوح جبالٍ وعرة حيث تعيش عائلات عديدة من الزراعة ولا تتمكن في أحيان كثيرة من تأمين احتياجاتها مع بداية شهر رمضان، حيث يكون العون من فاعلي الخير على غرار هدى وسهير وبقية المجموعة التي رافقها فريق الأناضول.

وباتت "قفة رمضان "(كراتين المساعدات)، عادةً دأبت عليها الجمعيات الخيرية مع بداية شهر رمضان من كل عام، حيث يزيد نشاطها في هذه الفترة بجمع التّبرعات والمساعدات التي توزع على المحتاجين.

في أعلى أحد الجبال، توقف موكب المجموعة عند بيت من ثلاث غرفٍ، نصفه بُني من حجارة وعلى غير نظامٍ، ونصفٌ ثانٍ شُيّد حديثًا.

وفي الجزء الثاني من المشهد، بدت "الخالة حبيبة"، وهي امرأة ستينية بملامح كادحةٍ، دموعها سبقتها في التّرحيب بسهير وأصدقائها من المجموعة.



بعد متابعة وسؤالٍ، تبين أن المجموعة هي من قامت بتأمين بِناء الغُرف الجديدة في المنزل الذي لا يوحي شكلُ حُجُراته الحجرية أنه قادرٌ على إبعاد برد الشّتاء أو الحماية من حرّ الصّيف.

تداخلت المشاعر واستفزت الحاضرين من العائلة وضيوفها حالة ٌمن الشّجن.. سعادةٌ بانتهاء أشغال البيت الجديد ولقاء بين "الخالة حبيبة" التي لم تكف لدقائق عن معانقة وتقبيل من وصفتهم بأبنائها (أعضاء المجموعة)، في حضور أحفادها الذين يعرفون المجموعة جيدًا، إذ يبدو أن صداقة ارتسمت في مصافحاتهم.

لحظات السّعادة هذه أبت "الخالة حبيبة" إلا أن تزيدها جمالًا برفع صوتها بأغنية تحاكي طيبتها وحبها للأرض التي ولدت فيها وربت أبناءها الثلاثة وأحفادًا اجتمعوا حولها وأعينهم تسترق نظرات حبٍ لضيوفهم.

كرم الضّيافة تلخص في تقديم الطعام لضيوف البيت الجديد، طبق زيت زيتون وخبز، ولحم خروف المشوي الذي سجل حضوره احتفاءً بباعثي السعادة في هذه الدّار، حيث تجمع الحاضرون على طاولة وسط البيت وتقاسموا الأكل.

واختارت العائلة إكرام المجموعة على صنيعها بشراءٍ قد لا يتكرر كثيرا في منزل يحتاج كل فرد فيه لثمن هذا اللّحم ليعيش أيامًا.

وعن هذه الحالة، يقول مراد بن زيد، أحد أعضاء المبادرة التّطوعية للأناضول "حقيقة لم أجد الكلمات والخالة حبيبة تجازينا، سعيد ورفاقي بإدخال السعادة والفرح لهذه العائلة وأملنا أن يكون آخرون مثلنا قادرون على تقديم ما يستطيعون لأبناء جلدتهم".

وأردف: "أتمنى أن نتمكن من تقديم المساعدة لأكبر عدد من العائلات، قمنا حتى الآن بمنح 17 ألف قفة رمضان بين العام الماضي وهذه السنة وسنعمل على رفع هذا الرقم أكثر.. أمامنا الكثير لتقديمه لأبناء بلدنا".

عائلات في الموعد

بعد إنهاء الزيارة للمنزل الجديد، واصل الفريق رحلته وتنقل بين الجبال وفي وسط مدينة الفحص، حيث قدم أعضاء المجموعة ما حملوا من مساعدات لعائلات محددة في حاجة حقيقية لمواد غذائية قبل يوم من بداية شهر رمضان.

الرّسالة من المجموعة كانت أن كل شخص قادر على المساعدة كل حسب إمكانياته، لكن تخصيص وقت كبير من حياة هؤلاء الشباب للقيام بأعمال خيرية دون دفعٍ أو لغايات محددة، كما الأمر للسياسيين الذين يتهافتون على أحياء الفقراء قبل كل انتخابات دون أن يفوا بوعودهم لاحقًا، كانت النقطة الفاصلة بين عمل هؤلاء وما يأتيه أولئك.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 224791

RESA67  (France)  |Lundi 26 Avril 2021 à 15h 31m |           
Les gens veulent du travail et de la formation et non un cadeau d’un jour. Si tu me donnes un poisson tu me nourris un jour mais si tu m’apprends à pêcher je me nourrirais toujours.

Aziz75  (France)  |Lundi 26 Avril 2021 à 11h 16m |           
سدد الله خطاكم و جزاكم كل الخير نرجوا من هذه الأعمال الخيرية أن تتسع رقعتها كما و كيفا و أن يتكاثر أصحاب القلوب الكبيرة كامل العام. من فرج على أخيه المؤمن كربة من كربات الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات الآخرة. أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك.


babnet
All Radio in One    
*.*.*