رحيل الناشطة النسوية والمناضلة الفرنكو- تونسية جيزال حليمي

وات - غادرت المحامية والناشطة النسوية الفرنكو- تونسية جيزال حليمي أمس الثلاثاء الحياة ، عن سن تناهز 93 سنة بباريس.
الأيقونة جيزال حليمي أو كما كانت تدعى عند نشأتها بتونس زيزا جيزيل إليز الطيب، ولدت بحلق الوادي يوم 27 جويلية سنة 1927 وتربت في كنف عائلة يهودية.
الأيقونة جيزال حليمي أو كما كانت تدعى عند نشأتها بتونس زيزا جيزيل إليز الطيب، ولدت بحلق الوادي يوم 27 جويلية سنة 1927 وتربت في كنف عائلة يهودية.
وتتلمذت في المؤسسات التربوية التونسية وتحصلت على شهادة الباكالوريا في تونس ، لتكمل إثرها دراستها الجامعية في فرنسا أين تحصلت على الإجازة في الحقوق والفلسفة بجامعة السوربون ومعهد العلوم السياسية بالعاصمة الفرنسية باريس.
وعادت حليمي إلى مسقط رأسها تونس سنة 1949 لتنضم إلى نقابة المحامين ويبدأ مشوارها في الدفاع عن المناضلين والنقابيين من أجل استقلال البلاد.
واستمرت في ممارسة مهنتها من باريس منذ سنة 1956 ، حيث انطلقت في العاصمة الفرنسية مسيرتها الفعلية كمحامية ملتزمة بالدفاع عن العديد من القضايا.
وبعد انتقالها للعيش في فرنسا، تزوجت الناشطة السياسية من "بول حليمي" وغيرت اسمها وأنجبت طفلين.
حافظت "جيزيل" على اسم العائلة "حليمي" بعد طلاقها ، وتزوجت من "كلود فو"، الذي كان سكرتيرا لدى الفيلسوف الفرنسي "جان بول سارتر"، وأنجبت منه طفلها الثالث.
وكان من بين أهم القضايا النسوية التي تدافع عنها حليمي هي حرية النساء في الإجهاض وتجريم الإغتصاب ، وذلك في وسط المجتمع الشرقي الذكوري.
عند اندلاع الثورة الجزائرية ( 1954- 1962) أو بما تسمى ثورة المليون شهيد، انضمت جيزيل حليمي إلى الحملة التي كان يقودها سارتر وثلة من المثقفين من موقع "بيان الـ121" سنة 1960 والداعية إلى استقلال الجزائر.
لها العديد من المؤلّفات، منها "جميلة بوباشا"، كتبته بمعيّة سيمون دي بوفوار وآخرين (1962)، و "قضيّة النّساء" (1973)، و"لبن شجرة البرتقال" (1988) و"القضيّة الجديدة للنّساء"(1997)، و"الكاهنة" (2006)، و"لا تستسلمن أبدا " (2009).
و أشارت مديرة دار الكتب الوطنية رجاء بن سلامة في تدوينة لها على الصفحة الرسمية لدارالكتب الوطنية إلى دعوتها السابقة للراحلة جيزيل حليمي لتقديم محاضرة بالمكتبة الوطنية منذ سنتين وقد تلقت موافقة منها ، لكن الاتصال بعد ذلك انقطع بينهما.
وأضافت إلى أنها اتصلت بها في مستهلّ هذه السّنة وكانت الزّيارة ستتمّ بالتّعاون مع السّفارة الفرنسيّة، لولا إنتشار فيروس "كوفيد 19" مما انجرعنه غلق الحدود الجوية والبحري ، آنذاك.
وتقول رجاء بن سلامة في نفس التدوينة "بدأت جيزيل حليمي نضالها النّسويّ ولها من العمر عشر سنين، كالكثيرات منّا، عندما يصطدمن بالتّمييز بين البنات والبنين في الأعمال المنزليّة.
كبرت وأصبحت محامية رغم تواضع أسرتها.
وخاضت معركة التحرّر من الاستعمار الفرنسيّ في تونس والجزائر، وتولّت الدّفاع عن مجموعة كبيرة من المعتقلات والمعتقلين الجزائريّين".
وأكدت رجاء بن سلامة أن سيرة الراحلة كانت عبارة عن ملحمة دفاع عن قضيّة النّساء،و"عن كلّ القضايا العادلة، التي منها القضيّة الفلسطينيّة"كاتبة، مشيرة إلى ضرورة تسليط الضوء على كتابات حليمي وإيلائها حقّها من القراءة والدّراسة والتّدريس والتّرجمة في تونس، وفي المغرب الكبير والعالم العربيّ.
ويجدر التذكير بأن المفكر والكاتب التونسي الفرنكو-تونسي ألبير ممي المنحدر من عائلة يهودية، هو أيضا فارق الحياة يوم 22 ماي الفارط عن سن تناهز 99 سنة بباريس.
Comments
11 de 11 commentaires pour l'article 208059