جلسة الحوار حول الديبلوماسية البرلمانية وسيف ديموقليس : هل يكون الغنوشي أكبر المستفيدين ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5ed53879cedf82.86804898_joplmgkinqehf.jpg width=100 align=left border=0>


طارق عمراني

تنعقد بعد غد الأربعاء 3 ماي جلسة حوار حول الديبلوماسية البرلمانية بعد اللغط الذي رافق الإتصال الهاتفي لرئيس البرلمان مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية و تهنئته بتحرير قاعدة الوطية العسكرية .





من النافل القول بأن رئيس البرلمان لم يكن موفقا في إتصاله الهاتفي نظرا لموقعه و لحساسية الملف الليبي و موقف تونس الرسمي الذي يحاول ملازمة الحياد( و هو موقف ايضا يمكن مناقشة جدواه ) علاوة على مشهد برلماني مفتت تشقه عديد المواقف من الملف المذكور و التي تصل حد التطرف لدى بعض الأطراف السياسية التي تحركها النزعة الإيديولوجية كما هو الحال بالنسبة للدستوري الحر المعادي لحركات الإسلام السياسي عامة أو حركة الشعب التي ترى في المشير المتقاعد في ليبيا ببعده العسكري إمتدادا للفكر القومي القذافي و الحصن الأخير ضد التمكين الإخواني في ليبيا دون الحديث عن بعض النواب و الشخصيات السياسية و الأحزاب التي تتحرك وفق إيقاع "الرز " الإماراتي .
إذا كانت المحركات الداعية لجلسة الحوار مع رئيس البرلمان حول الديبلوماسية البرلمانية محركات إيديولوجية بشكل ملموس فإن الجلسة المذكورة ستكون سياسية بإمتياز و عليه فإنها لن تكون بالحدة المنتظرة و التشنج المفترض .

_الوثيقة التعاقدية: سيف ديموقليس على رقبة الحكومة

من الواضح أن الإئتلاف الحكومي "الهجين " (هجين من حيث التوليفة الحزبية المتنافرة) يحتاج إلى التهدئة بين مكوناته بعد أسابيع من الحروب الكلامية التي أضعفت أداءه بصفة عامة و هو ما دفع برئيس الحكومة إلى الإجتماع برؤساء الأحزاب و عرض وثيقة تعاقدية لتنقية المناخ العام و الحد من "العبث السياسي" ...
الأخبار تشير إلى ان حركة النهضة أجلت التوقيع على هذه الوثيقة إلى يوم 5 جوان كشكل من أشكال الإمتحان لشركائها تحت قبة المجلس في يوم جلسة الحوار المذكورة ،لتتحول الوثيقة التعاقدية إلى سيف ديموقليس معلقا بشعرة حصان كما تقول الأسطورة * على رقبة الإئتلاف الحاكم ،الأمر و الذي من المتوقع أن يخفف من احتقان الجلسة لا سيما أن الكتلة الديمقراطية المشاركة في الحكم تضم في صفوفها أشرس النواب المعارضين لرئيس البرلمان و لحركة النهضة .
رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ يعلم جيدا أن المشادات الكلامية تحت قبة البرلمان بين نواب الأحزاب الحاكمة قد تقضي على كل محاولات التهدئة و تعصف بالوثيقة التعاقدية و هذا ما سيدفعه إلى السعي نحو تلطيف الأجواء و الخروج بأخف الأضرار من إمتحان الأربعاء الحاسم .

_الدستوري الحر وحيدا ضد الغنوشي ...؟

كما أسلفنا بالقول فإن جلسة الاربعاء من المنتظر ان تكون محكومة بحسابات الحقل و البيدر في علاقة بالمشهد السياسي سواء على مستوى التحالفات البرلمانية أو الحكومية ... الأمر الذي يجعل عبير موسي و نواب كتلة حزبها و بعض المستقلين و حيدين في مواجهة رئيس البرلمان لتعود موسي إلى إسطوانة "تخوين " زملائها الذين وعدوها سابقا بالإمضاء في وثيقة سحب الثقة من "شيخ الإخوان" لتنتهي الجلسة على وقع هيستيريا رئيسة الدستوري الحر تقابلها إبتسامة الغنوشي الساخرة .


*سيف ديموقليس : تقول الأسطورة أن الملك ديونيسيوس الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد , في صقلية أراد أن يلقن ديموقليس , والذي كان خطيباً مفوهاً وعضو في بلاطه , درساً لأنه أراد أن يصبح ملكاً ولو ليوم واحد . وافق الملك ولكنه اشترط شرطاً واحداً وهو أن يضع فوق رأس ديموقليس سيفاً معلقاً بشعرة حصان واحدة . وهكذا عاش ديموقليس يومه الملكي وهو في رعب شديد مخافة أن تنقطع الشعرة ويسقط عليه السيف فيصبح في خبر كان


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 204357

Aziz75  (France)  |Lundi 1 Juin 2020 à 22:12           
ما دامت المواجهة إديولوجية بحتة، فلا يمكن أن تخرج تونس بسهولة من عنق الزجاجة، زد على ذالك شماتة الأعداء في الداخل و الخارج لسبب أو لآخر. لكن واثق في نفس الوقت أن الشعب قادر أن يقول كلمته بكل ذكاء بعيدا عن المزايدات الحزبية الهشة و التي ستعصف بالأحزاب اليسارية و التي إزدادت تطرفا منذ وصولها إلى الحكومة و لم تأخذ بعين الإعتبار لما وقع الجبهة الشعبية من تفتت و إندثار. هذه الأيام بيننا و سنرى، إما تتماسك الحكومة في وجه أصحاب الردة أو تصبح تونس مثل
إيطاليا الحكومات لا تصمد كثيرا أمام أي عاصفة تعصف بها.

Scorpio  (France)  |Lundi 1 Juin 2020 à 20:47           
Je tiens à féliciter cet auteur pour son style et la qualité de ses articles. Sur ce site, il se distingue vraiment par la qualité de rédaction et du style journalistique et analytique à la fois simple, très informatif et très constructif que j'ai remarqués dans tous ses articles. Bravo et bonne continuation.

RESA67  (France)  |Lundi 1 Juin 2020 à 20:40           
Mounir Kerfala
80% des Nahdhaouis vous voulez dire.
80% des 20% que représentent Ennahdha en Tunisie ça ne fait pas grand monde. Arrêtez de rêver et prendre les Tunisiens pour des idiots.

Cartaginois2011  (Tunisia)  |Lundi 1 Juin 2020 à 20:13           
الواضح ان هذه الجلسة سوف تكشف نقاط ضعف دبلوماسيتنا،وتناقضاتها،وتجبر البرلمان على المطالبة بتوضيح المواقف من القضايا الراهنة وكيفية اخذ القرار الذي يجب ان يكون مشتركا ومتلائم مع رغبة اغلبية التونسيين الممثلة في البرلمان

BenMoussa  (Tunisia)  |Lundi 1 Juin 2020 à 18:43           
تحليل ذكي جدا ومقال ظريف بعيد عن التشنجات والتهجمات والعويل


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female