حرّية الضمير أم حرّية الاعتداء على أحكام الدّين

أبو مـــــازن
هل تدافع لجنة بشرى على حرية الضمير أم تدفع إلى حرّية الاعتداء على النصوص الدينية المحكمة والتي استقرّت لقرون عديدة في أذهان أهل البلد ولم يغيّبها لا استعمار فعلي ولا تبعية مقيتة. لن تغفر للجنة بشرى الآية التي ابتدأ بها التقرير فذكرها لقوله تعالى "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و اجتثاثها بغباء وجهل و قلة دراية عن سياقها و مدلولاتها والحال أنّ نص الآية يدلّ على عكس ما ذكرته لجنة ضرب الهوية التونسية، قال تعالى " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا " و حتّى قوله تعالى "لا اكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي" لا يعني بأي حال من الأحوال أحقية تغيير النص والأحكام و الثوابت بل تضمن حرية الاعتقاد الفردي.
هل تدافع لجنة بشرى على حرية الضمير أم تدفع إلى حرّية الاعتداء على النصوص الدينية المحكمة والتي استقرّت لقرون عديدة في أذهان أهل البلد ولم يغيّبها لا استعمار فعلي ولا تبعية مقيتة. لن تغفر للجنة بشرى الآية التي ابتدأ بها التقرير فذكرها لقوله تعالى "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و اجتثاثها بغباء وجهل و قلة دراية عن سياقها و مدلولاتها والحال أنّ نص الآية يدلّ على عكس ما ذكرته لجنة ضرب الهوية التونسية، قال تعالى " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا " و حتّى قوله تعالى "لا اكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي" لا يعني بأي حال من الأحوال أحقية تغيير النص والأحكام و الثوابت بل تضمن حرية الاعتقاد الفردي.
الغريب دوما يكون من إنتاج النخبة التونسية إذ تبتدئ الدراسات والتقارير عادة بالحمدلة و البسملة أو الفاتحة أو تبتدئ بقوله "وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون" للدلالة على الارتباط الوثيق بين ما كتب و عقائد الناس الإسلامية الضاربة في القدم والمحددة للهوية الوطنية. كما تذكر الآيات والسور تدعيما للفكرة المعروضة و استدلالا بما هو مقدس لدى الناس لعل التقرير يقع بمكان في عقول وقلوب المطلعين عليه. لكن "الجماعة" و أغلبهم لم يتلقوا تكوينا علميا في الموضوع ولم يكونوا من مرتادي جامعة الزيتونة مفخرة الخضراء أخطئوا في الاستدلال و أخطئوا في نيل المراد بل انقلب هذا الاستدلال "الغبي" تنطعا دينيا لتدعيم تقرير وُصف بالعقلاني العلماني. انّ مجرّد الالتجاء الى آيات القرآن يفتح الباب أمام مشاركة فعلية لأهل الاختصاص في التفسير القرآني واستنباط الأحكام ويبرز ضحالة الفكرة و حماقة التحليل فتصبح لجنة بشرى كبقية اللجان المعيّنة غايتها الوجود و منتوجها مفقود.
كان الأجدر أن تبتدأ بشرى تقرير لجنتها بمقولة لفيلسوف أو مأثور أقوال العولمة أو فصلا من سيداو. هكذا يلوح الارتباط الوثيق بين الحريات الفردية المنشودة و المساواة الموعودة والعقل "المستنير" التقدمي الذي كثيرا ما أرهقنا بالخطابات الجوفاء وهاهو اليوم يحاول ترجمة أقواله الى أفعال وقوانين. ان الاستشهاد بالآية أو الافتتاح بها دليل على انغماس اللجنة في الاعتداء على الدين ومحاولة تغيير ثوابته فيخاله البسطاء جزءا من الاجتهاد و يخاله الأغبياء تطويرا لمجلة الأحوال الشخصية. انّ الالتجاء لبعض آيات القرآن وحملها على الوجه الذي لا تحتمله في التفسير دليل على سخافة الفكرة و قلة حيلة اللجنة أمام شعب متشبع بهويته وان خالف حكامه النص و حاد العصر به إلى قوانين وضعية.
Comments
18 de 18 commentaires pour l'article 163774