لا لعرض تقرير لجنة الحريات على الاستفتاء، لا لتوسيع دائرة النقاش حوله!

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/lajnathorriatle200218x1.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

مهزلة مكتملة الاركان، تلك التي تضمنتها ردود افعال العديد من النخب والنشطاء الذين مردوا على تسمية انفسهم بالعائلة الديمقراطية، جاءت المهزلة على خلفية مواقفهم من تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة، او ما تعارف عليه بلجنة بشرى بن الحاج حميدة، تلك المواقف التي كشفت عن كمية رهيبة من الدكتاتورية الانتهازية، واكدت ان هذه الكيانات والكائنات المتربصة لا تتعامل مع الديمقراطية كقيمة منتجة ومحفزة على الحرية، ولا تحتكم اليها في ادارة الشأن الجمعي بأشكال عادلة، بل تستعملها فقط في تمرير اجنداتها، ولا تتردد في مصادمة المجتمع والمرور عبر الفجوات للالتفاف على المضامين، وهي التي خانت حين طرقت ابواب الاجهزة الامنية وبوابات الثكنات واستجدت الاتحاد وحسّنت من مصيبة الانقلابات وحرضت على انتهاك السلم المدني، تفعل كل ذلك تحت مضلة الديمقراطية وتسوق للدكتاتورية من عقر دار الحرية التي منحها الشعب لنخبه.





لا نعني من قريب ولا من بعيد الاحزاب والدكاكين المدنية المشبوهة والشخصيات المتسكعة على مختلف الأنظمة تطلب المنصب بالشرف وتقايض الكرامة بالدينار الرمزي، فتلك فصيحة متفيهقة، تعلن تباعا انها تمارس بل تحترف اقدم مهنة مخزية في التاريخ، انما نعني اولئك الذين تحركوا في القطاع الحقوقي واعلنوا النضال السياسي وانكروا على الدكتاتورية وسخروا انفسهم في خدمة الواجب الوطني، ثم سقطوا صرعى في اول اختبار جدي، وبعد سنوات من الانتماء الديمقراطي والتمسح على محراب الحرية والتبتل لدولة القانون، كفروا بكل ذلك حين انهزمت احزابهم وبارت افكارهم وتعثرت اجنداتهم، حينها ولما تفطنوا الى انهم ليسوا نخبة الله المختارة، وانهم ابعد عن تمثيل الشعب من الارض عن كوكب زحل، نزعوا قناع الحرية وتخلوا عن ابتسامة غاندي واعرضوا عن سماحة مانديلا وتأبطوا "بول بوت".

آتراهم اشترطوا على الديمقراطية ان تنحاز اليهم لتبقى على قيد الحياة! وهم الذين حملوا باقة الورد في يد والحجارة في الاخرى، فان منحتهم الصناديق رضاها توجوها، وان اعرضت رجموها، عفيفة اذا اقدمت عليهم بغي اذا انصرفت لغيرهم. كان ذلك دابهم مع الانتخابات، ومازال هذا دابهم مع المقومات! مقومات الشعب وهويته.. يؤمنون بانهم الصوت الحكيم القادر على تقرير مصير الشعب دون استشارته، فالبروفسور والدكتور والعالم والباحث والطبيب والمهندس والخبير، كل هؤلاء وغيرهم من مكونات هذا الشعب الكريم، لا يمكنهم تقرير مصيرهم ولا يحسنون اختيار حكامهم ولا يستطيعون التباحث في شانهم وليس بوسعهم فهم متطلباتهم وسبر اغوارهم، يعتقدون ان الشعب يساوي العجز وانهم القدرة الخارقة التي ستنتشله من عجزه وتنقضه من نفسه القاصرة!!! ليس هذا من المبالغة في شيء، فاليوم لا يمكن التخفي او الافلات من هذا الأرشيف "الانترناتي" الرهيب، الذي يخزّن لغوهم بعناية ليفضحهم به حين يحاولون ممارسة الانكار كما الحمقى والاغبياء، او كما دولة المذياع الواحد والتلفاز الواحدة والجريدة الواحدة، وها نحن نرى الشحط "الديمقراطي" الطويل الثخين الابله، الذي كان للتو يتحدث في الشأن الديمقراطي ويحذر من هبة الشعب التونسي الابي ، نراه يحذر من مغبة طرح نتائج لجنة بشرى بالحاج على الاستفتاء العام! كتب الشحط ان المسائل الثقافية تحسم فيها النخبة وليس الشعب!!قبله قال زميله الشحط الموازي ان الانتخابات في مجتمع جاهل تعود بالمضرة على البلاد، شحط ثالث قال ان تونس تحتاج اليوم الى ارادة عسكرية وليس الى ارادة سياسية! لم يحذروا من طرح تقرير اللجنة على الاستفتاء فحسب، بل خونوا أي تنازل عن احد بنوده ومنعوا طرحه للنقاش بين شرائح النخب، ففي اذهانهم انهم هم النخبة وما دونهم العوام مهما سمت افكارهم وطفح تحصيلهم العلمي..

لقد كانت الفكرة في المنطلق ان تتم صياغة المسودة بشكل ذكي يدغدغ عواطف المجتمع ويستعمل عبارات انيقة ولطيفة في تحييد الآيات التي تعطل مشاريعهم، ثم يدفعون بالمشروع الى الاستفتاء، لكنهم وحين ادركوا ان حفريات الهوية في هذا الوطن عميقة وضاربة، اعرضوا عن فكرة الاستفتاء وقايضوا الرئيس ، واقنعوا بعض الرفاق بممارسة شيء من الرضا عن قرطاج، كعربون لتمرير القانون، وحينما كانوا يعدون المسودة وحين تجمعوا قبل ذلك وحين اقترحوا وحين نفذوا وتشاوروا وخططوا.. وضعوا كل شيء في حسبانهم إلا الشعب! فانه آخر من يعلم، تماما كبن علي والسيسي وهتلر ، يعرفون مصلحة الشعوب اكثر من الشعوب نفسها.

عزيزي المتابع، هل تعلم ان احدى المشاركات في لجنة بشرى بالحاج والتي ستقوم بقراءة جديدة لروح النص، وتنقب عن اسباب النزول وتغوص في المقاصد، كانت تعتقد الى وقت قريب وقبل ان يقع تصويبها، ان سورة الفاتحة، اسمها صورة الحمد لله!!! فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.


Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 163454

Abid_Tounsi  (United States)  |Lundi 18 Juin 2018 à 12:44           
هذا التقرير و إن قبض من أجله زبانيته ما قبضوا من المال العمومي، إلا أنه لا بد أن يذهب مباشرة في تعليبه إلى المزابل و لا يناقش و لا يفتح...

تونس دولة مسلمة رغم الداء و الأعداء، و لو كره الكافرون الذين لا يريدون أحدا أن يكفرهم و هم يصرحون بالكفر صباحا مساء.

Mandhouj  (France)  |Lundi 18 Juin 2018 à 08:14           
Il ne faut jamais avoir peur du débat..

Cartaginois2011  (Tunisia)  |Lundi 18 Juin 2018 à 01:29           
هذه قنبلةالميراث حان وضعها في المجتمع،تم الاعداد لها منذ2013،حين كان نفس الاشخاص وأمثالهم،يتجولون من تلفزة إلى أخرى،مطالبين بتضمين المساواة التامة في الدستور،

MedTunisie  ()  |Dimanche 17 Juin 2018 à 10:29           
هذه نخب النكبة التي يجب على الشعب التونسي ان يبحث على نخب تؤمن بالديمقراطيةو تقبل الراي المخالف و تساير التطور

Aideaudeveloppement  (Tunisia)  |Dimanche 17 Juin 2018 à 08:54           
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته بالمخالفة حكم الله عز وجل لا ولا ولا

Kamelnet  (Tunisia)  |Dimanche 17 Juin 2018 à 08:26           
اما استفتاء واما فلا..لا.لا

Zeitounien  (Tunisia)  |Dimanche 17 Juin 2018 à 07:21           
يستحيل أن تكون الحداثة مخالفة للإسلام بدليل أن الفقه يتغير حسب الزمان والمكان. ولكن ثوابت الإسلام هي التي لا تتغير مثل وجود الله تعالى ووحدانيته والنصوص الشرعية القطعية الثبوت والدلالة.

وإن هجرة التونسيين والتي منها هجرة الأدمغة والكفاءات أهم أسبابها عدم تطبيق الإسلام. فالإدارة التونسية عدوة لمواطنيها ومعظم الإداريين سيؤو الأخلاق فيهرب سائر المواطنين إلى بلدان أخرى. ومن يبقى يمرض نفسانيا ولا بنتج ولا يتركه السياسيون يعمل.

وكذلك نمط تفكير العديد من التونسيين المخالف للإسلام يجعلهم يكرهون العمل ويجنحون نحو التخاذل. وقد قال الشاعر الهندي محمد إقبال الذي بفهم الإسلام من يتخذ الأسباب يكن قضاء الله وقدره.

والله تعالى يفتح العلم على من يبذل المجهود مسلما كان أم لا. فقد أنعم الله عز وجل وفتح العلم مثلا على فارمي ليصنع القنبلة النووية وهو غير مسلم لأته يعمل ويبذل المجهود. فلو كان المسلمون عاملين لأنعم الله تعالى علينا أكثر، إذ النجاح والتوفيق منة وعطية من الله تعالى.

وكثيرا ما يسألني البعض لماذا لا ينجح المسلمون في السياسة فأجيب إن ذلك يعود أساسا لعدم العمل : فليس لنا كفاءات مسلمة في السياسة وغيرها من المجالات بالكم والنوع الكافيين. ومن نتائج عدم العمل ضعف الدعوة التي أدت إلى إبعاد العديد من المسلمين عن الطاعات والإكثار من المعاصي. وقد نجح المعادون للإسلام لأنهم يعملون ويبذلون الجهد.

وبالإمساك عن الدعوة في عصرنا الحالي قام بها فقط السلفيون فأكثروا الفساد في أرض المسلمين بتشددهم المخالف للإسلام والمنفر منه وبفهمهم القاصر للنصوص الشرعية إذ يقتصرون على الفهم اللغوي الظاهري للقرآن وللحديث الشريف ويكادون يعبدون محمدا بن عبد الوهاب وثنا ناسبين إليه العصمة وهو بشر يؤحذ منه ويرد عليه. ففي المسائل الخلافية لا يدخل مسلم النار إذا عصى محمدا بن عبد الوهاب واتبع عالما آخر.

وهذا المشروع العدواني المحارب للإسلام يحتوي على مخالفات عديدة للإسلام منها إلغاء عقوبة الإعدام ورئاسة المرأة للعائلة وتساوي الرجل والمرأة في الميراث عند الميراث بالتعصيب وغير ذلك يجب أن يمنع من التشريع. وإني لأدعو جميع مسلمي العالم إلى محاربته كمحاربة الشرك ومنع تمريره. وإن فرضه في أرض الإسلام كفرض الشرك على المسلمين.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 17 Juin 2018 à 05:54           
تحية صباحية الى الجميع والبداية مع هذا العنوان الغريب يعني أن بشرى تحلم بتوسيع الدكتاتورية خارج أسوار عائلتها الى عموم الشعب التونسي لقيادته بالسوط والكرباج .فلا استشارة ولا نقاش ولا استفتاء ولا كلمة .يعني اسمع وأطع لبشرى حتى لو ضربت ظهرك وأخذت مالك .

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 17 Juin 2018 à 05:29           
تحية صباحية الى الجميع والبداية مع هذا العنوان الغريب يعني أن بشرى تحلم بتوسيع الدكتاتورية خارج أسوار عائلتها الى عموم الشعب التونسي لقيادته بالسوط والكرباج .فلا استشارة ولا نقاش ولا استفتاء ولا كلمة .يعني اسمع لبشرى حتى لو ضربت ظهرك وأخذت مالك .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female