الجزائر تؤدّب عيال زايد: هكذا كانت الجزائر حجر عثرة أمام الإمبريالية الإماراتية الجديدة في المنطقة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/usinebellara_917543281.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - طارق عمراني - عنوت صحيفة الشروق الجزائرية بتاريخ 26 مارس 2015 "المشاريع القطرية العملاقة ترعب اعداء الإستثمارات الخارجية بالجزائر" وأضافت في متن المقال ان حلف الجزائر -انقرة-الدوحة صار حقيقة ملموسة علی المستويات السياسية و الدبلوماسية والإقتصادية.

هذا الموقف الذي يعكس بشكل او بآخر الموقف الرسمي الجزائري الغير معلن والقائم علی البراغماتية من دولة يحكمها نظام يستمد نفوذه من المؤسسة العسكرية حيال دول مساندة للإسلام السياسي (قطر وتركيا) النموذج الذي لا يحبذه قصر المرادية بعدائه التاريخي للحركات الإسلامية ولكن المصالح الاقتصادية كانت صاحبة الكلمة الفصل بعد ان ركّزت قطر بولاية جيجل الجزائرية مشروع بلارة العملاق بطاقة تشغيلية عالية لانتاج الفولاذ والصلب ثم اعقبته انقرة بمشروع دشنه وزير الصناعة الجزائري يوسف يوسفي في جانفي 2018 وهو مشروع مصنع "طيال" بغليزان غربي الجزائر للنسيج كأكبر مركب صناعي في قارة افريقيا بقيمة إستثمار فاقت 1.5 مليار دولار بشراكة تركية .

...

وعلی مدار العامين الأخيرين زادت الفجوة بين الجزائر والإمارات في المواقف حيال الأزمات الإقليمية ورسمت دبلوماسية بلد المليون شهيد خطة طريق نأت بنفسها عن سياسات الدول الخليجية بل اعتبرت سياسة ابوظبي في التعامل الثورة التونسية سياسة مناوئة لأمنها القومي.

الجزائر ترفع الفيتو في وجه المد الإماراتي في تونس
نشر موقع ميدل ايست اي البريطاني مقالا في 30 نوفمبر 2015 نقل فيه شهادة دبلوماسي جزائري في لندن اشار فيها إلی اعلام المخابرات الجزائرية للسلطات التونسية بمخطط دموي اماراتي يستهدف الاستقرار التونسي بعد ان رفضت الطبقة السياسية الحاكمة في تونس الانصياع للإملاءات الإماراتية واضاف المصدر ان ابوظبي طرحت علی قصر المرادية (القصر الرئاسي في العاصمة الجزائرية) في 2015 صفقة لإقتسام الكعكة التونسية والسيطرة علی دوائر النفوذ فيها غير ان السلطات الجزائرية رفضت لتركيز اولوياتها علی حماية حدودها والمراهنة علی استقرار تونس حتی لا تلاقي المصير الليبي الذي اصبحت حدودها خط نار مع الجزائر ومنفذا لتسلل الجماعات الارهابية الی الصحراء الجزائرية جنوبا ويذكر ان تونس قد شهدت عمليات ارهابية نوعية في سنوات 2014 و 2015 استهدفت منتجعات شاطئية ومراكز حيوية .

فالجزائر تتعامل مع القضايا الداخلية التونسية بوصفها إمتدادا لأمنها القومي وبالتالي فالتدخلات الإماراتية كانت مصدر ازعاج للجزائريين والإمارات من جهتها تری في الجزائر عقبة كؤودا امام مخططاتها وامبرياليتها الجديدة لا سيما بعد استقبال الرئيس بوتفليقة لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في اكثر مناسبة وبالتالي تطبيع الجزائر مع اسلاميي تونس ،وكانت الامارات قد ضغطت بأكثر من ورقة علی تونس حيث منعت في سبتمبر 2015 التأشيرات وحتی تجديدها للتونسيين علاوة علی الضغط الاستثماري بإيقاف المشاريع التجارية قابلتها الجزائر بمنح تونس مساعدة بنحو 200 مليون دولار تشمل وديعة ضخت للبنك المركزي مباشرة لزيادة احتياطياته وقرضا ب100 مليون دولار فضلا عن منحها معدات عسكرية متطورة والتعاون الفني في اطار مقاومة الارهاب.


ليبيا مربط الفرس..
حيث مثّل البرود الجزائري الرسمي تجاه خليفة حفتر المشير المتقاعد الذي تعول عليه الامارات في الازمة الليبية ،أحدد اسباب توسع الهوة بين ابوظبي والجزائر التي لا تساوم حول امنها القومي لتقاربها الجغرافي مع ليبيا حيث رفضت السلطات الجزائرية عدة مرات تزكية المشير المسنود من مصر والامارات بينما تدعم الجزائر حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس بقيادة فايز السراج المعترف بها دوليا وهو ما تبلور في البيان الرسمي الصادر عن رئاسة الحكومة الجزائرية بعد لقاء عبد الملك سلال بخليفة حفتر حيث لم يشر البيان المذكور إلی حفتر بصفته قائدا للجيش الليبي علاوة عن الزامه بعدم حضور اللقاء بالبزة العسكرية ،حيث سعت الجزائر الاستماع إلی كل الفرقاء الليبيين ،وعلی مدار العامين الماضيين ،كانت الامارات علی النقيض تماما من الموقف الجزائري حيال الازمة الليبية بدعم حكام ابوظبي لخليفة حفتر عسكريا وماليا لكنها عجزت عن بسط يدها كليا علی ليبيا بعد ان اصطدمت بالصخرة الجزائرية الصماء التي تسعی إلی دعم حكومة ليبية تنأی عن التطرف من جهة وعن العمالة لمماليك الخليج من جهة اخری.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 155839

MedTunisie  (Tunisia)  |Lundi 12 Février 2018 à 08h 49m |           
نقص الوطنية و الجهل فعلت بالعالم العربي أكثر مما فعل العدو

BenMoussa  (Tunisia)  |Dimanche 11 Février 2018 à 20h 46m |           
فهمت قطر وتركيا ان السبيل الوحيد لنجاح الثورة في تونس وليبيا يمر بالجزائر فوجهتا جهودهما في هذا الاتجاه ونجحتا في ذلك رغم ما يكنه النظام الجزائري من عداء للاسلاميين عولت عليه كثيرا الامارات
ولا شك ان للغنوشي دور كبير فتقاربه مع بوتفليقة جنب تونس الكثير من المحن وقطع السبيل على ان زايد ويسر التقارب الركي القطري مع الجزائر
دهاء الغنوشي وبعد نظره اضر بالتهضة وسمعتها عند عامة الناس ولكنه انقذ النهضة وصد الثورات المضادة وجنب البلاد الفتن والحرب الداخلية وهو ما جعل له شأنا في المحافل الدولية حيث يقدرونه حق قدره

Karim74  (Tunisia)  |Dimanche 11 Février 2018 à 17h 21m |           
هذا التوجّه ليس جديد على الجزائريين ، فهم الذين صنعوا إستقلالهم بدماء شهداءهم الأبرار و ملاحمهم التاريخيّة وألحقوا بالإحتلال الفرنسي شرّ هزيمة و كنسوا " الحرْكِيين " و سائر الخونة كنسا من أرض الجزائر ، ونحن اليوم نغبطهم على ذلك !!! .لذلك فإنّ الإمبارياليين و الصهاينة و الأعراب المنافقين يعسر عليهم الآن أن يجدوا موطأ قدم على أرض الجزائر ليُمرروا دناياهم و سقطاتهم ؛ فلا عاش في الجزائر ( حقّا ) من خانها .

Chebbonatome  ()  |Dimanche 11 Février 2018 à 14h 20m | Par           
سطع نجم الامارات بعد ان حوّلت بريطانيا انشطتها المالية و التجارية من هونغ كونغ الى دبي فالامارات تنتحل صفة العربية و هي في الواقع بريطانية صهيونية و ما عيال زايد الا دمى يحركها طوني بلار محطم العراق

Chebbonatome  ()  |Dimanche 11 Février 2018 à 14h 16m | Par           
الى متى السلبيّة في التعامل مع تدخل اولاد زايد في شؤون تونس الفرخ يزقق بوه؟

Zoulel  (Tunisia)  |Dimanche 11 Février 2018 à 14h 06m |           
مقال راءع

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 11 Février 2018 à 13h 41m |           
شكرا أخي طارق .مودتي واحترامي .

Mandhouj  (France)  |Dimanche 11 Février 2018 à 13h 03m | Par           
@مسالم: كلام جميل.. ثم تحيۃ للنظرۃ الثاقبۃ للدبلوملسيۃ الجزاءريۃ.. الجزاءر فهمت أنها هي المستهدفۃ بالأساس في إحداث الفوضی في تونس و ليبيا.. الإمبرياليۃ الإماراتيۃ هي مجرد فاعل للمصالح الإستراتجيۃ الصهيونيۃ و للعولمۃ التوسعيۃ المتوحشۃ التي تريد الفتك بكل الجمهوريات الكبری. تحيۃ لأبناء الجزاءر.. تحياتي لك أيها المقاوم.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 11 Février 2018 à 12h 42m |           
مبروك للجزائر بالمشاريع العملاقة القطرية التركية أما تونس فالمسؤول الكبير والمقيم العام فلا يسمحان إلا بمشاريع التسول والصدقات وتأبيد الفقر .


babnet
All Radio in One    
*.*.*