المتأمل في معظم الأعمال الفنية المقدمة، يجد أن الخيط الرابط بينها هو "الانسان"... ليكون محور مغامرة فنية والإبداعية للفنانين الثلاثة، كما يلمس تنوعا في المواد والخامات.

---

---

فمنحوتات" نجاة الغريسي"تقدم تجربة فريدة في دمج المواد الصلبة، وفي إعادة توظيف الأشياء البسيطة المهملة ضمن تشييداتها النحتية"، في المقابل وظف "حمادي بن سعد" القماش في لوحاته، عبر رسكلة الكاغظ والورق المقوى وتطويعهما تشكيليا بتقنية الكولاج، أما "الفاخري القذافي"، فقد مارس نوعا من الزهد في استعمال الألوان إلى حد الاقتصار على الأسود والأبيض كقيمة لونية.
أرادت الفنانة "نجاة الغريسي" من خلال منحوتاتها أن تنسج الحديد لصنع تفاصيل من حكايات الإنسان اليومية بأحجام واقعية، نجدها ترسم الحياة من خلال شخوص مستلقية أو محلقة أو مغمورة بالورود والألوان الزاهية، لتتفنن في رسم عدة شخصيات، من بينها شخصية ساعي البريد، التي كان حضورها في المعرض وهاجا.
الفنان "حمادي بن سعد" تفرد بدوره من خلال عرضه للوحاته التشكيلية التي اختار لها عنوانا موحدا " المدينة تحكيلي".
وبين في تصريح ل (وات)، أنه اختار المدينة العتيقة كوجهة يستلهم منها مواضيع لوحاته، مضيفا أنه يرسم كل ما يراه في المدينة وبخاصة جدارن المباني متآكلة، وهو المشهد اليومي الذي يعترضه كلما جاب أنهج وأزقة المدينة العتيقة، التي تحوي في طياتها روائح أزمنة كانت وبصمات إنسان سكن المكان لقرورن وأجيال عدة.
أما الفنان "الفاخري القذافي"، فقد أفاد بأن أعماله ترتكز على الخطوط والإشارات التي تلخص رحلة المكان المرهقة "الحرب"، وقد اعتمد القماش كتقنية لتخليص المترسب الثقافي والاجتماعي والعابر من آنيته، واستدراجه نحو المعاني الإنسانية المطلقة.
وسيكون زوار المعرض التشكيلي "بصمات متقاطعة" على موعد مع فسيفساء من الأعمال التشكيلية التي تعكس خصوصية ثلاث تجارب فنية مختلفة ومتنوعة وموحدة في الآن ذاته حول مفهوم التشخيص.