قاروص المرزوقي و أوفشور المرزوق

أبو مــــــــازن
لكلا الخبرين انتصبت المنابر التحليلية على القنوات التونسية عامة وقناة الحوار خاصة، فاستدعوا بارعي الاستقصاء و جباهذة السياسة والكياسة و كرونيكري الغلبة. لنسلّم أول الأمر أن الخبرين مكذوبان و لا يستندان الى حقيقة أو وثيقة أو شهادة صريحة تدين هذا أو ذاك و لنعود بالذاكرة كيف حضر الرمادي و ضرب أخماسه في أسداسه واستعمل الحاسبة ليقدم لنا حجم كتلة القاروص المرزوقية ثم ثمن الكلفة وكأننا أمام امتحان للحساب و نحن نجتاز السيزيام من جديد. نفس الخبير غاب والغايب حجتومعاه عن ملف عظيم كملف بانما ليكس فلم يحسب و لم يضرب ولم يجمع، فالأرقام كبيرة جدا ولعله لا يقدر على مثل هذه العمليات الحسابية.
لنسلّم للمرة الثانية أن الخبرين عاريان من الصحة و لكن المنابر انتصبت في التو و هاجمت دون هوادة المرزوقي وهو رئيس الدولة حينئذ بل تعدى بعض المتدخلين حواجز اللياقة والأخلاق والعرف ليبتز الخبر ويحمّله أكثر مما يحتمل فصار المرزوقي مجرد فائز في الانتخابات بأفضل البقايا و صار لا يمثل الا نفسه وحزبه والترويكا ولا علاقة له بنواميس الدولة والقيادة والقصر. لقد بنيت كل تلك الاستنتاجات التي حفرت في أذهان السذج من المشاهدين على مجرد عمل قرصنة ثبت تورط أطراف سياسية في تلفبيقه. اما مرزوق فقد وجد في محنته سندا اعلاميا كبيرا يدافع عنه دون هوادة و الذي لا يتحمل أي مهمة في الدولة ولا حصانة برلمانية ولا حزب قوي ينشط في خضم السياسة التونسية. هنا بقي المشاهد البسيط مشدوها أيصدق ما يقال؟ أو ينتظر مزيدا من الحقائق أو يودع الخبر في طي النسيان؟

جرت الأيام ولم يثبت الخبر الاول اذ لم تتعد كمية القاروص التونسي بضع الدنانير في الوجبة الواحدة ولم تتعد الوجبات بضع مرات في الشهر. لقد اكتشف الجميع أن عملية القرصنة مفتعلة و مرتبة قبل الانتخابات حتى يفتقد الرئيس السابق بعض مناصريه و لا يمر للدور الثاني. كانت الحكاية غير بعيدة عن حكايات الحمص والقوارير فالرجل نظيف اليد و فقير الجيب و موغل في الانتصار لحقوق الانسان التي عادت بالوبال عليه. كذلك شأن يخت ديلو الذي بحث عنه شارلوك هولمز و شأن عمارات الجبالي و معمل الآجر الذي نسبه الاعلام الرخيص للعريض.
أتت الأيام بالخبر الثاني وهو شبه يقيني لم ترتبه أياد تونسية بل شق البحار ليقدم من بانما ليحدثنا عن شركات وهمية وأموال طائلة و أسماء ذات شهرة عالمية بعضها في السلطة وبعضها في ميادين المال والأعمال فكيف يستعجل الاعلام الرديء التكذيب؟ قيل أول الامر انه مجرد اتصال او استفسار رغم أن الامر حدث بين حملتين انتخابيتين لأكبر قوة سياسية مفترضة آنذاك. قيل بعد ذلك ان الأمر مكيدة ومؤامرة، قلنا ممن؟ هل يقدر المرزوقي او النهضة أو الترويكا او الحر او ابن الباجي على ترتيب امر كهذا؟ تمنينا لو كان ذلك ، على الاقل ستكون لتونس لوبيات عالمية قادرة على التحكم في عالم السياسة والمال كما تفعل لوبيات الماسونية ولوبيات آل صهيون و غيرها من التجمعات المسطرة لأدق الاحداث في العالم الحزين.
كذب اعلام النخاسة الذي مازال يحتفظ بالوجوه الكالحة الممجدة للعهد الجديد و عهد التغيير و كل ذلك الكذب الكبير، فصورهم مع ولي النعمة لازالت تفضحهم وتفضح قبح توبتهم و دمامة انتصارهم للثورة. لعل بانما ليكس ترقي الا ما وصلت اليه ويكيليس في مآلات الفضائح فحدث ما حدث وذهب نهّاب البلاد العربية ليأتي آخرون قد تأخذهم أوراق بانما الى الجحيم ليقدم آخرون بفضائحهم وهكذا دواليك.
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 123245