نواب تحت التمرين

أبو مـــــازن
رحل التأسيسي بعد أخذ و رد وغث وسمين فأنقذ الموسم السياسي باصدار الدستور والهيئات المستقلة، وانبرت جميع الأطراف تستعدّ الى الانتخابات التي آلت الى ما آلت اليه. فسيفساء متعددة على قاعدة أفضل البقايا وكتل وافرة العدد وأخرى ممن زهد الناس فيها فلملمت نفسها تحت مسمى الاختلاف رحمة. كنّا ننتقد أداء هذا وذاك فعددنا أسماء صارت محل نكتة وطرافة و قصصنا القصاصيات والتوميات واليزيديات والرحويات وغيرها من الحكايات التي لم تكن لتنتهي حتى يفاجئك طرف آخر بحدث أدهى من الأول.
رحل التأسيسي بعد أخذ و رد وغث وسمين فأنقذ الموسم السياسي باصدار الدستور والهيئات المستقلة، وانبرت جميع الأطراف تستعدّ الى الانتخابات التي آلت الى ما آلت اليه. فسيفساء متعددة على قاعدة أفضل البقايا وكتل وافرة العدد وأخرى ممن زهد الناس فيها فلملمت نفسها تحت مسمى الاختلاف رحمة. كنّا ننتقد أداء هذا وذاك فعددنا أسماء صارت محل نكتة وطرافة و قصصنا القصاصيات والتوميات واليزيديات والرحويات وغيرها من الحكايات التي لم تكن لتنتهي حتى يفاجئك طرف آخر بحدث أدهى من الأول.
قلنا هذا عهد دائم وهؤلاء نواب لخمسة سنين اختارهم الشعب الكريم بعد أن تعلم قدرا من السياسة والكياسة وصار يميز بين البرامج الواعدة والغوغاء الاعلامية. شدني الى المجلس الحالي المكون منذ اليوم الأول تغليب المصلحة الوطنية على غيرها من المصالح و الدعوة للتوافق والعيش الكريم لكل الأطياف السياسية والعائلات السياسية وتعزز ذلك الأمر لما تشكلت حكومة شبه وحدة وطنية تحاول حلحلة الوضع الصعب و ايجاد الحلول لأزمات متعطلة منذ فجر الاستقلال الذي قارب العقد السادس ولم يتغير شيء في الداخل الريفي أو الضواحي المنتشرة على هامش المدن.
وجاءت ساعة الصدمة فأُدمي الوطن العزيز وعبث القتل بالأبرياء وانتشرت رائحة الارهاب بجانب المجلس الموقر ممثل سلطة الشعب فكان ما كان وانكفأ الجميع دون استثناء يبحثون عن الاسباب والمسببات القريبة والبعيدة التي جعلت كلاب الدم تتجه صوبا للمدن فيكثر القتل و ينتصر الدمار. شدّني ليلة الفاجعة تدخل بعض النواب الذي حاول يائسا استغلال الوضع والصرخات التي أتت من كل صوب، فقال لخضر أن المصادقة على قانون الارهاب ليلتها أمر متأكد وأن من غاب عن المجلس متخل عن واجبه و متنصل من تبعات هذا القانون الذي تأخر. ولكن جواب السيد رئيس المجلس كان على درجة من الحكمة والتعقل لما حمّل الأمر ما يحمله و رجا اجتماع أغلب النواب في جلسة عامة لا سيّما وأن قانون الارهاب القديم قائم الذات. لم نستغرب موقفا كهذا من كتلة الجبهة التي تسعى في كل حادث على اظهار تباينها مع باقي مكونات المجلس و اصدارها المواقف المتعجلة تباعا علّها تتدارك شعبيا و اعلاميا شعبيتها الهشة التي افتقدت جزءا لا بأس به ابان الانتخابات.

لكن غريب الأمر تجلى في موقف أو بالأحرى في مداخلة نائب آفاق ذلك الحزب البرغماتي ذي الكفاءة الذي ينتهج اسلوبا اقتصاديا ليبراليا واجتماعيا بعيدا عن التخميرات الايديولوجية. لقد جن جنون النائب فصاح مغاضبا يندد بدولة عربية وراح يقدم لها النصائح بالكف عن دعم الارهاب والتنظيمات الموالية له . عجبت لهذا الموقف المهترئ الذي ما كان ليصدر عن نواب آفاق لما علمنا عنهم من حسن تكوين ورصانة فكيف حدد النائب أسباب الهجوم القريبة والبعيدة و كيف ربط ما حدث في بلادنا ليلتها بدول بعينها. كلام كهذا سعادة النائب يقال عبر وسائل الاعلام في ظروف انتخابية فنفهم معناه وكنهه وغاياته أما أن يذكر على مرآى و مسمع النواب وعموم الشعب التونسي فهذا تجن على سياسات تونس الخارجية ومصالحها القومية فتنطلق الى التهريج كما فعل القصاص وانتقدته يوما ما فقلت : القصاص مهرج لا يصلح للسياسة. أنصح النائب الموقر باتخاذ ‘‘لزهر عروج‘‘، كما كان في المسلسل الغاية في الآداء، يسنده وينصحه ويحسب كلماته ويوازن بينها فيرتقي المستوى الى برلمان متقدم ودولة بدأت تخطو خطوات ثابتة في انشاء الجمهورية الثانية بعد أن علم الجميع أن تونس للجميع. وليدع نوابنا مآلات البحث والتحقيق الى أهل الاختصاص فهم أهل علم وخبرة و حتما ستظهر الحقائق يوما فيعلم التونسي العدو من الصديق.
Comments
35 de 35 commentaires pour l'article 102091