جندوبة: مختصّون وفلاحون يؤكدون إمكانية تطوير مردودية الهكتار الواحد من الحبوب

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5cfced57355484.29701705_ekglnjihpqfom.jpg width=100 align=left border=0>


يثير تدني معّدل إنتاج الهكتار الواحد من الحبوب في تونس قلقا متزايدا لاسيما في صفوف المنتجين وخبراء المعهد الوطني للزراعات الكبرى الذين أنجزوا دراسات معمّقة لتطوير الإنتاج الذي لم يتعدّ بعدُ 24 قنطارا على المستوى الوطني مقابل تسجيل انتاج فاق في بعض المناطق المائة قنطار في الهكتار الواحد.

وزادت ت التطورات التي تشهدها الحرب الروسية الاكرانية من مخاوف الحكومة التونسية التي تعتمد على استيراد أكثر من 50 بالمائة من حاجياتها الغذائية لمادة القمح الامر الذي دفعها في شهر افريل المنقضي ولأول مرة في تاريخ تونس الى الترفيع في سعره عند القبول الى نحو 130 د للقنطار الواحد.

...

ويعتبر المدير العام للمعهد الوطني للزراعات الكبرى طارق الجراحي ان تونس بإمكانها بلوغ الاكتفاء الذاتي في مادة القمح على ان يتم احترام الحزمة الفنية كاملة في عملية الإنتاج وهو رهان يعمل المعهد على تحقيقه من خلال اعتماده لتقنيات حديثة اثبتت التجارب نجاعتها.
وتبدأ هذه العملية من تحليل التربة مرورا بإعدادها الجيّد واختيار البذور الممتازة وما يرافقها من متابعة لعمليّة الانبات وبذر الأسمدة في ابّانها ومداواتها وصولا الى حصادها وتجميعها.
ذلك ان عملية تحليل التربة تحيل الفلاح على تحديد حاجيات مستغلاته من الماء والاسمدة ونوعية الحراثة والبذور التي تلائمها ويعتبر اختيار صنف البذور من اهمّ العوامل التي تساعد على تحديد كمية الإنتاج في الهكتار الواحد لاسيما في ظل مستجدات الأوضاع المناخية وغياب عناصر التداول الزراعي الضامنة لهذا الانتاج.
وساعدت الدراسات العلمية والتطورات التقنية الواجب اعتمادها في زراعة الحبوب على توفير بنك من المعلومات قادرة على تطوير هذه الزراعة الاستراتيجية.
وقد دأب المعهد الوطني للزراعات الكبرى من خلال الأنشطة والتجارب الحقلية التي يقوم بها على تبيان قيمة احترام الحزمة الفنية في عملية الإنتاج والتي بلغت سنة 2020 أكثر من مائة قنطار في الهكتار الواحد بمنطقة السبيخة من ولايــة القيروان و80 قنطارا سنة 2019 في منطقتي البراهمي والبئر الأخضر من معتمدية بوسالم واكثر من 90 قنطارا سنة 2021 بمعتمدية مجاز الباب من ولاية باجة .
ويستهلك التونسي سنويا أكثر من 250 كلغ من القمح وهو ما يجعل تونس في صدارة لائحة الدول المستهلكة للحبوب في العالم الامر الذي يستوجب انتاج كمية لا تقل عن 20 مليون قنطار سنويا .
ووفق المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك مراد بن حسن فان نسبة تبذير الخبز في تونس تناهز 900 الف خبزة في اليوم أي بقيمة تناهز 100 مليون دينار في السنة وهو ما يعادل 113 ألف طن سنويا بمعدل 42 كلغ لكل اسرة.
ويتصدر اهدار الخبز لائحة المنتجات التي يتم تبذيرها بنسبة 15،7 بالمائة وتهدر المخابز البالغ عددها 3800 مخبزة سنويا ما يفوق 680 طنا من الدقيق المدعم.
يعتبر ليث بن بشر عضو النقابة التونسية للفلاحين ورئيسها السابق ان انتاج الحبوب عرف خلال العقدين الاخيرين تراجعا بسبب تخلي الدولة عن هذا القطاع الحيوي وسيطرة ما اسماه بلوبيات التوريد على هذه المادة في ظل غياب استراتيجية تحدّ من التوريد وتعدّل الدعم الذي اثبتت الاحصائيات الرسمية ان ما يتلف من كمية من الخبز جلعت تونس من بين الدول الأولى في العالم في مستوى تبذير الخبز.
وأضاف بن بشر في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء ان الحلول متوفرة متى ما أدركت الدولة توفير حاجيات هذه المادة من الأسمدة وترشيد استهلاك الماء من خلال حصر الكميات الهائلة التي يبتلعها البحر سنويا دون ان يتم الاحتفاظ بها وتطبيق الري الموضعي كسبيل لحوكمة عملية الري وفق حاجيات النبتة ومتابعة المزارع منذ مرحلة الاعداد إضافة الى ضرورة دعم المزارعين بمنح وقروض ميسرة وقليلة الفائدة وربطهم بماشرة بمراكز التجميع التي بإمكانها ان تقدم لهم الدعم اللازم ،فالواقع في نظر ليث بن بشر وهو فلاح اثبت ان اغلب مزارعي الحبوب هم من الفلاحين الصغار وان هؤلاء غالبا ما يعجزون عن شراء الأسمدة في ابانها وخدمة مستغلاتهم الفلاحية وفق الشروط اللازمة.
واعتبر سليم العرفاوي المسؤول عن محطة تجارب حقلية تابعة للمتعهد الوطني للزراعات الكبرى ان شهري جانفي وفيفري وهما الشهران الأهم في مرحلة نمو النبتة اضافة الى شهر افريل تعتبر من اهم الفترات المحددة لمردودية الهكتار من القمح.
وناهزت المساحة التي زرعت في تونس خلال الموسم المنقضي /2021/مليونا ومائة وخمسين ألف هكتار يوجذ أكثر من ثلثيها بولايات الشمال الغربي/832 ألف هكتا/ مقابل 295 ألف هكتار بولايات الوسط والجنوب.
وتتوقع وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية ان يبلغ انتاج هذا الموسم 18 مليون قنطار من القمح .



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 248872


babnet
All Radio in One    
*.*.*