واندلع هذا الاضراب في البداية احتجاجا على تأخير صرف أجور أعوان هذه الشركة وعلى عدم خلاص المساهمة الاجتماعية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وعلى عدم خلاص المنظومة الخاصة بالتأمين، إلا أن سقف مطالب الأعوان المضربين قد ارتفع ليصبح طلبهم الاساسي هو إدماجهم صلب شركة فسفاط قفصة، وهو المطلب الذي اعتبرته الادارة العامة لشركة نقل المواد المنجمية وأيضا الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة "غير ممكن".

---

---

ويقول المدير العام للشركة التونسية لنقل المواد المنجمية أحميدة حسني أنّ الشركة تلقّت أمس الجمعة لائحة مطالب لأعوان الشركة ممضاة من الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة والجامعة العامة للمناجم والفرع الجامعي للمناجم متوقّعا أن تنعقد الاسبوع القادم بتونس العاصمة جلسة تفاوض حول هذه المطالب.
وأشار هذا المسؤول إلى أنّ هذه اللاّئحة لا تتضمّن مطلبا لإدماج أعوان شركة نقل المواد المنجمية صلب شركة فسفاط قفصة وهو ما أكّده لــ(وات) أيضا الكاتب العام للنقابة الاساسية لأعوان الشركة التونسية لنقل المواد المنجمية بالمظيلة وليد بن صالح .
وتوقّف منذ بدء هذا الاضراب عمل وحدات إنتاج الفسفاط باعتبار أن عمليّة تزويدها بالفسفاط الخام من مقاطع إستخراجه متوقّفة بفعل هذا الاضراب وهو ما يعني شللا تاماّ في أنشطة قطاع الفسفاط في الجهة.

وحسب المدير العام للشركة التونسية لنقل المواد المنجمية كان يفترض أن تؤمّن هذه الشركة نقل ما لا يقلّ عن 240 ألف طنّ من الفسفاط الخام خلال فترة الاضراب إلى وحدات إنتاج الفسفاط التجاري التابعة لشركة فسفاط قفصة.

وبتوقّف عمليّات إنتاج الفسفاط التجاري تتعطّل كذلك عمليّة تزويد مصنّعي الاسمدة الكيميائي من حرفاء شركة فسفاط قفصة من هذه المادّة حيث قارب مثلا مخزون معمل المظيلة التابع للمجمع الكيميائي التونسي من الفسفاط على النفاد حسب ما أفاد به المدير الجهوي للمجمع بقفصة عبد الله الفجرواي الذي أضاف أن تزويد معمل المظيلة من الفسفاط التجاري قد توقّف منذ بدء إضراب أعوان الشركة التونسية لنقل المواد المنجمية.
ومن شأن هذا الاضراب أن يعمّق الازمة التي تمرّ بها شركة فسفاط قفصة منذ سنوات وخاصة على صعيد تراجع إنتاج الفسفاط التجاري وهو إنتاج لم يتعدّى معدّله السنوي 3 فاصل 5 مليون طنّ في السنوات الثماني الماضية مقابل أكثر من 8 ملايين طنّ انتجتها شركة فسفاط قفصة مثلا في سنة 2010.
ويبدو أنّ نتائج سنة 2019 لن تختلف عن سابقاتها باعتبار أن الشركة كانت مثلا تتطلّع إلى إنتاج 936 ألف طن في شهري جانفي وفيفري الماضيين إلاّ ان إنتاج هذه الفترة لم يتجاوز 635 ألف طن حسب مصادر بدائرة الاعلام والاتصال بشركة فسفاط قفصة.
وتعاني هذه الشركة من انقطاعات متكررّة في نشاطها منذ سنة 2011 بسبب كثرة وتواتر احتجاجات واعتصامات طالبي الشغل أو الرافضين لنتائج مناظرات انتداب تنجزها هذه الشركة أو الشركات التابعة لها وخاصة شركات البيئة والبستنة , إذ غالبا ما يعمد هؤلاء المحتجين إلى الاعتصام بمواقع إستخراج الفسفاط وإنتاجه أو حتّى بمسالك نقله الى الحرفاء.
وأصدرت خلال هذا الاسبوع نقابات لأعوان وإطارات شركة فسفاط قفصة بيانات حمّلوا فيها السلطات المركزية والجهوية المسؤولية التامة للاوضاع المتردّية التي آلت إليها شركة فسفاط قفصة في السنوات الاخيرة مستنكرين الغياب الكلّي للسطات وتراخيها في معالجة هذه الاوضاع.