اريانة: واقع اقتصادي واجتماعي مغاير بعد الثورة لم يرتق الى مستوى طموحات الاهالي في العيش الكريم والتشغيل

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5c1d263ce39e33.77164229_nijegfhkolqpm.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - (وات/تحرير سنية الفتوحي) - ثماني سنوات مرت على ثورة الحرية والكرامة عاشت خلالها ولاية اريانة العديد من المتغيرات على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ورغم خصوصيتها الديمغرافية وتمدنها وانفتاحها، لاتزال جهة اريانة تراوح مكانها ولم تتمكن من تجاوز صعوبات الفقر والبطالة والتهميش وتنامي البناء الفوضوي والاكتظاظ المروري في العديد من المناطق، مما يجعل منها ولاية المتناقضات بما تحتويه الكلمة من ايجابيات وسلبيات اثرت على الحياة اليومية للمواطن بشكل او باخر.

بمنطقة التضامن، يعيش الاهالي على وقع انجاز مشروع التنمية المندمجة الذي خصصت له اعتمادات تناهز ال10 مليون دينار، ويشمل بالخصوص تحسين البنية التحتية من طرقات وارصفة، وتنوير لعدد هام من الاحياء الشعبية، الى جانب احداث تجهيزات جماعية ومشاريع للمهن الصغرى والصناعات التقليدية، لكن المشروع لايزال منذ اقتراحه ابان الثورة مجرد احلام على الورق في انتظار البدء في التنفيذ على ارض الواقع.

...

في منطقة رواد، التي تعرف تناميا لافتا للبناء الفوضوي، ينتظر الاهالي انجاز اكبر تجمع سكني اقتصادي واجتماعي وصناعي بمنطقة سيدي عمر باعتمادات تناهز 100 مليون دينار لعلها تحد من البناء الفوضوي وتعيد الامل للطبقة المتوسطة وضعيفة الحال في الحصول على مسكن او مقسم بناء باسعار مناسبة، لكن الاشكاليات العقارية القائمة منذ اكثر من اربع سنوات لاتزال تعيق عملية الانجاز.

منطقة سكرة، وهي منطقة فلاحية بالاساس، حاصرها العمران من كل جانب وزحفت المباني على الاراضي الفلاحية ولم يتبقى للمتساكنين سوى التكيف مع الوضع العمراني الجديد، لكن غياب الرؤية والتخطيط لتحسين قطاعات مثل النقل والبيئة والثقافة والرياضة عقد نوعا ما الحياة لدى اكثر من 129 الف ساكن يعيشون على وقع الاكتظاظ المروري بالشوارع الرئيسية بسبب ارتفاع عدد المحلات التجارية والمباني السكنية في غياب المنشات الثقافية والترفيهية والرياضية بالشكل المطلوب.

بمنطقة سيدي ثابت، الاشكاليات العقارية القائمة بالعديد من الاحياء على غرار المباركة والطبايب والسعادة، جعلت منها منطقة مهمشة رغم توفر الاراضي الفلاحية ذات المردودية العالية ووجود قطب تكنولوجي قادر على استيعاب اليد العاملة المختصة في العديد من المجالات العلمية، وهو ما يجعل من سيدي ثابت منطقة غير محظوظة يعيش اهلها التهميش حتى وان خرج المئات من الشباب والنساء في اكثر من مناسبة بعد الثورة للمطالبة بحقهم في التعليم والصحة والنقل.

بدات بعض بوادر الانفراج تلوح في افق منطقة قلعة الاندلس، مع انطلاق تهيئة مرفأ الصيد البحري (بقيمة تفوق 24 مليون دينار)، الامر الذي يمكن ان يغير وجه المدينة نحو الافضل ويعيد اليها حركيتها الاقتصادية وهي التي تحوي مخزونا حضاريا وتراثا ضاربا في اعماق التاريخ حيث تعد قلعة الاندلس واحدة من اجمل مدن المتوسط لما وهبتها الطبيعة اياها من جمال وثراء، لكن الاهالي بعديد التجمعات السكنية يعيشون اوضاعا اجتماعية واقتصادية صعبة في غياب البرامج التنموية والمشاريع الاقتصادية ذات المردودية التشغيلية العالية.

الانجاز الاهم بعد الثورة، حضيت به منطقة المنيهلة التي تحولت الى بلدية قادرة بفضل استقلاليتها المادية والبشرية على ان تجعل من المنطقة قطبا اقتصاديا واجتماعيا هاما بوجود العديد من المؤسسات الصناعية (25 مؤسسة حاليا)، كما يطمح المجلس البلدي الجديد الى التسريع في انجاز مثال التهيئة العمرانية للحد من البناء الفوضوي ووضع مخطط عمراني جدير باهالي المنيهلة الذين يعيش اكثر من 50 بالمائة منهم في حالة خوف من التهديدات التى يمكن ان تسببها الفيضانات (حي الصنهاجي واحياء البساتين 1و2).

وتبقى اريانة المدينة القلب النابض للولاية، مقصد الزوار من مختلف المناطق بتونس الكبرى، ومنطقة عبور بامتياز، وهو ما يجعلها ترزح تحت وطأة الاكتظاظ المروري والانتصاب الفوضوي والتلوث، لكنها ماتزال تحافظ على خصوصيتها كمدينة منفتحة على العالم بتنوع انشطتها الثقافية والاقتصادية وبلوغها نسب هامة من التمدرس والربط بشبكات الماء الصالح للشراب والتطهير والاتصالات.

الامل في التغيير، وان بدات ملامحه تتشكل ولو بنسب متفاوتة، لم يرتق الى طموحات الناس في العيش الكريم فنسبة البطالة بالجهة تعدت ال11 بالمائة وتعرف اقصاها بمعتمدية التضامن (18 بالمائة) ونوايا الاستثمار لاتزال مجرد نوايا دون ان يتحقق منها المنشود (208 نية انجاز مشروع سنة 2018)، ونسبة الفقر لاتزال مرتفعة (10 بالمائة) والامية (7ر10 بالمائة) في بعض المناطق مثل المنيهلة ورواد والتضامن رغم توفر نسيج اقتصادي هام وانشطة فلاحية وتجارية وخدماتية لا يستهان بها.

تلك ولاية اريانة احدى ولايات اقليم تونس الكبرى قدمت كغيرها من ولايات الجمهورية شهداء خلال احداث الثورة، وساهم ابناؤها في دحر الدكتارتورية على امل ان تتحسن اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ويعم الخير والرفاه كافة الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 174837


babnet
All Radio in One    
*.*.*