زنا القلوب 2

<img src=http://www.babnet.net/images/5/zina75.jpg width=100 align=left border=0>


... رن هاتفها.. المربية تخبرها أن طفلتها وقعت من أعلى الدرج.. عادت مسرعة ملهوفة على فلذة كبدها.. انتظرها طويلا لم يشأ الاتصال بها حتى لا يتسبب لها في أي مشاكل هم بالرحيل وفجأة همس محمود درويش في أذنه" انتظرها بصبر الحصان المعد لمنحدرات الجبال.. انتظرها بذوق الأمير الرفيع البديع انتظرها.. ولا تتعجل فان أقبلت قبل موعدها فانتظرها وان أقبلت بعد موعدها فانتظرها.." مرت الساعات متثاقلة دون أن تأتي أو تتصل غادر المكان وفي نفسه الم من أضاع الشيء مرتين..
اطمأنت على طفلتها ثم تذكرت الموعد الضائع همت بالاتصال شيء ما منعها اختلت بنفسها وخمنت.. هذه إشارة من السماء.. لم تستطع النوم تقلبت يمنة ويسرة وكأنها تنام على الجمر فتحت التلفزيون لم ترسو على فضائية وفجأة نط أمامها رجل ملتحي وجهه عبوس وكان مصائب الدنيا على كتفيه يولول : " يا أخواتي احذرن الشيطان احذرن الزنا قال الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم :" كتب على ابن ادم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطى والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه" أحست انه يتوجه إليها بالحديث آلمتها كلماته سارعت بتغيير المحطة ثم لم تتمالك نفسها وعادت لسماعه "الزانية المحصنة ترجم حتى الموت لا رأفة ولا رحمة يا أختي حصني نفسك بالنقاب حتى لا يطمع من في نفسه مرض اياكي والاختلاط ارتفعت حرارتها غيرت المحطة ثانية ثم عادت وتزايدت دقات قلبها وهو يعلن عن وصفة سحرية لتجنب الفتن وتفادي الزنا .. دعاء سيدنا يوسف : "قال رب السجن أحب اليا مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن اصب إليهن وأكن من الجاهلين" أخذت تردده حتى غلبها النعاس..
"اتركوني لم افعل شيئا.. دعوني وشاني.. يجذبها اثنين شداد غلاظ.. لست خائنة.. اقسم انه لم يلمسني احد غير زوجي.. لم التق به حتى.. هل سأرجم لأني أحببت .. هل من العدل أن نحاسب على النوايا.. صوت يردد " القلب يهوى ويتمنى" الزنا خزي في الدنيا وقبر مليء بالأفاعي وعذاب في الآخرة.." رجل ثالث بصدد الحفر وما أن انتهى حتى القي بها وتم ردمها حتى الصدر ودعوة الناس لرجمها حتى الموت وبدأت الحجارة تنهال عليها وهي تصرخ وبالكاد تتفرس في الوجوه مستجدية نظرة عطف هاهو جارها الذي طالما كان يتدثر بعباءة الورع ولا يفوته فرض ولا نافلة ظاهرا ولا يستحي من رشقها بنظاراته الوقحة خفية ينال شرف رجمها وذاك قريبها الذي كان يريد الزواج منها والآخر صديق زوجها الذي لم يكف عن مغازلتها يوما وذاك.. أ كل هؤلاء شرفاء ووحده قلبي الزاني يستحق الرجم.. واصلت الصراخ.. الم تتشدقوا بكون النساء ناقصات عقل ودين ولم تتركوا مناسبة إلا ورددتم هذا الحديث متجاهلين معناه الصحيح متعمدين فهمكم الخاطئ له إذا دعوني لما أحاسب كانسان كامل المدارك.. بدأت الدماء تسيل من وجهها غاسلة عارهم.. يا رب.. يا رب.. أفاقت مفزوعة يبدو أن الكوابيس لن تفارقها بعد الآن..

مر يوم ويومان وأسبوع اكتسحت غيمة من الحزن وجهها والتزمت الصمت باءت كل محاولات زوجها لمعرفة سر هذا الاكتئاب بالفشل.. رويدا رويدا عاد صوته يدغدغ أذنها وسيطرت عليها فكرة اللقاء من جديد قاومتها بكل استبسال ولكن ما أمر أن تسيطر على المرء فكرة معينة.. وما أمر أن يتآمر عليه القلب والحواس..



آسفة لم احضر ذاك اليوم.. لا عليك انشغل بالي فحسب.. هل انتظرتني طويلا.. انتظرك عمرا بأسره ولا أمل الانتظار لأني أدرك انك ستاتين في النهاية..
أكثر ما يشدها إليه غروره ويستفزها تحديه المستمر لها وفي المقابل تكره خجل زوجها وسلبيته معها.. لزما الصمت.. فضفضي ألست مرآتك.. لا أريد أن اشعر بهذا الحزن في صوتك أحس أن الشمس غادرت جبينك.. ألا زلت محتفظة ببعض جنونك.. لا جمدت جنوني.. احبك.. فاجأته الكلمة التي طالما تمنى سماعها ولكن فات أوانها الآن؟؟؟..
التزما الصمت ثانية ثم اتفقا على لقاء قريب.. اعترتها سعادة عارمة ولى الحزن وحل مكانه مزيج من الايجابية والطاقة وحب الخير والبذل والعطاء.. بدا شبح الشيخ يهل عليها حاولت التفكير في أمور أخرى حتى لا ينغص عليها كلامه مشوارها مشوار العمر.. ابتعدت عن كل ما يذكرها بالزنا والرجم تركت صلاتها التي طالما كانت تحافظ عليها وابتعدت عن القنوات الدينية وحتى التسبيح ربما حياء من الله لأنها تكره أن تكون منافقة.. أن تصلي وتتلو القران الكريم وفي قلبها يتخبط حب سفاح فات أوان إجهاضه.. أو ربما خوف من أن يهديها الله وتبتعد عنه أليست الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..
لمحته من بعيد للمرة الثانية.. نور كسا وجهها.. هاهو سيد عمرها الوحيد الذي تغار عليه حتى من أمه وأخته نظرت إليه بشغف ولهفة فجأة غافلها شبح الشيخ واخذ يصرخ في أذنها "فالعينان زناهما النظر" طأطأت رأسها.. "الأذنان زناهما الاستماع" حبست أنفاسها وكأنها بهذه الطريقة ستصاب بالصمم.. "اليد زناها البطش والرجل زناها الخطى" تسمرت في مكانها "والقلب يهوى ويتمنى" ماذا ستفعل في هذه الحالة هل ستنتزعه من مكانه ومنذ متى كان الإنسان قادرا على التحكم في قلبه………..
مديحة بن محمود






Comments


21 de 21 commentaires pour l'article 28785

AbouAya  (Tunisia)  |Mercredi 14 Juillet 2010 à 14:41           
L'être humain est trés sensible quant au sujet d'ordre sentimental mais le fait de choisir et de prendre la décision de mettre fin à une relation quoique se soit la cause et de vivre avec quelqu'un d'autre au sein d'une famille impose des obligations et des droits d'ordre sociales et d'ordres religieux qui devront être respectés.
chacun d'entre nous peut vivre avec ses souvenirs mais sans dépasser les lignes rouges comme le personnage de cet série.

Tounsi  (Tunisia)  |Mercredi 14 Juillet 2010 à 09:00           
@dorra: yar7am waldiikk

Dorra  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 19:35           
أرجو من الكاتبة التعمق أكثر في الدين قبل المغامرة بإدراج الأحاديث والآيات حول الزنا فبالنسبة لعقوبة الرجم يشترط وجود أربع شهود على الأقل على هذا الفعل ووجود حالة تلبّس وهي حالة صعبة الحدوث
وإذا ما وقعت جريمة الزنا لا قدّر الله لأي احد ثم ندم و تاب فإن الله يقبل توبته
وبالنسبة للشيوخ فلا يجب أن تتحدثي عنهم بهذه الطريقة حتى إن كانوا من المتشددين

Nabil  (Australia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 19:27           
الحمد لله على نعمة النسيان
i lve tunisia

Insana 3adia  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 12:53           
La faute est humaine, inajmou noghltou elkolna mais l'essentiel inna ne3tarfou bi akhtaana et nsalhouha wne3tabrou minha et surtout ma nerj3oulhach. ce genre de situation est le prix d'une liberté non responsable

Ahmed  (France)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 12:44           
اكتشفت ان عليها ان تدفع ثمن اخطاء الماضي..تذكرت يوم تقدم زوجها الحالي لخطبتها. جاءت امها والبشر باد علي وجهها :" هذا يوم سعدك يا بنيتي..انه العريس الذي طالما تمنيته لك.." تذكرت كيف وافقت، وكيف اوهمت الجميع بما فيهم زوجها انها تحبه، كيف انها استطا عت ان تخفي عن الجميع انها تحب رجلا اخر، رجل تاخر كثيرا في طلب يدها، و ماطلها الى ان تقدم بها العمر.
كادت تبكي وهي تجتر كل هذه الذكريات، في داخلها صوت يشبه كثيرا صوت ابنتها :" ما ذنبي انا؟؟ ما ذنب ابي؟؟ و كيف ستكون انهايه"؟ ا من اجل لذة عابره تفسدينا حياتنا؟ ا باسم الحب تنسينا حبنا لك؟"..
لا تدري كم لبثت على هذه الحال... انتبهت على صوت زوجها يمشي على استحياء كعادته، لم يشا ان يزعجها.. نظر اليها نظرة جديده.. لقد لاحظ اصفرار وجهها و ا ظطرابها.. اقترب منها و قال لها بصت حنون : "لم اجبرك على شيئ منذ زواجنا، لكن اليوم عليك ان تختاري.. بين الما ضي السعيد ، و بين المستقبل الذي لا نعلم عنه شيئا.." ثم ذهب و تركها.. كانت تعلم انه ذهب لآداء صلاة العصر، و انه كعادته سوف يدعوا له.. كانت تعلم انه يحبها.. ولكنها ادركت اليوم انها ابدا لم تفتح له
قلبها في يوم ون الايام

Abu hayen  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 12:39           
فما موضوع خطير تطرقتله الاخت مديحة وما نتبهله حد وهو حد الرجم الي للاسف مازال فما شكون في عصرنا هذا يطبقه كما هو وهو فهم خاطئ للدين الاسلامي الحنيف وتشويه لصورته في الخارج حيث يعمله اكثر من هكة من عنف في حق المراة ولكن لا احد يكلمهم فقط لانهم ما يعملوش الشي هذا باسم الدين

Om malouka  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 12:33           
@karwi
العلاقة لم تتجاوز التليفونات ولم اقابله هو مسافر وانا كنت نحبه وتزوجت باخر لاسباب مادية والحمد الله فقت في الوقت المناسب وغيرت رقم هاتفي وانتهت على خير

Om malouka  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 11:46           
ما شاء الله عليك مديحة انا مريت في وقت ما بنفس الحالة تقريبا وحسيت بنفس الي قلته وابتعدت عن كل ما له علاقة بالدين وتمنيت لو الارض تتشق وتبلعني بش نتخلص من هالصراع عجبتني جملتك "وابتعدت عن القنوات الدينية وحتى التسبيح ربما حياء من الله لأنها تكره أن تكون منافقة.. أن تصلي وتتلو القران الكريم وفي قلبها يتخبط حب سفاح فات أوان إجهاضه.. أو ربما خوف من أن يهديها الله وتبتعد عنه أليست الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
بالحق هذا الشيء الي حسيته اما كل هذا الجنون مشى على روحه بمجرد انه الطبيبة قالتلي اني حامل بطفلي الاول بعد سنتين زواج نسيت الحبيب وحبي الكل مشى لجنيني وزوجي
برافو مرة اخرى .."

Muslim  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 10:53           
Je sens que l'islam a pris du chemin dans cette histoire malgré qu'on le pose comme une partie dure qui nous limite nos désir. je m excuse mdme madiha mais ce n est pas la meilleur vue ou tu la mit.
l'islam est une manière de vivre que nous les musulmans on croit que c est le seule et l unique chemin pour un bonheur éternelle. s il vous plait essayer de faire une vue globale non pas une vue sur un point. l'islam c est un tout et a nous de choisir. essaye de voir les résultats de chaque chemin sur une longue période vous allez voir la différence. allahu akbar.

Allya  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 10:50           
Merci mdm ben mahmoud pr cet article, j'ai trop aimé, j'attendrai impatiament la fin de cette histoire :))

Oups!  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 10:14           
@mohammed,"سيدتي او انستي الكريمة دعيني انحني اكبارا واعجابا بما كتبت من اروع ما قرات في حياتي"
c'est clair que t'a pas lu beaucoup de livres dans ta vie

Amir  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 10:00           
Ou est la conclusion ?????
et apres !!!!!!!!!
t'as bkou parler mais t'as rien dit

Mohamed  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 09:45           
سيدتي او انستي الكريمة دعيني انحني اكبارا واعجابا بما كتبت من اروع ما قرات في حياتي وصف رائع لحالة انفصام قد يعيشها كثر منا ولوج سلس للذات البشرية حتى الانسان العادي غير قادر على التعبير عن احاسيسه اذا ما عاش هذه الحالة بهذه الطريقة
الف شكر على هذا الكم من الجمال الذي متعتنا به

Monia  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 09:40           
Je t'adore madiha
1000 bravo

El Karwi  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 09:26           
Est ce travail réel ou "men wa7y el khayel".
@ dorra: bienvenu sur le site et j'aime bien te connaitre. merci.

Insana 3adia  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 09:25           
Le cas est très fréquent en tunisie. svp essayer de traiter profondément le sujet, il ;est intéressant à discuter. à vous

El Karwi  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 09:23           
Bravo pour ce travail nous attendons les autres parties..

Dorra  (France)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 09:20           
J'adore votre style d'écriture, bravo.

Small  (United Kingdom)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 02:25           
Ah ya denya!
e5eretha el din wel ahadith wallet fi 9issas el gharam ....

مواطن غير صالح  (Tunisia)  |Mardi 13 Juillet 2010 à 00:53           
سانتظر الجزء الثالث والرابع والخامس ولو وصل بي الامر لانتظار الجزء الستين..وصف رائع لحالة تمزق مضنية متعبة مرهقة بين ماهو موجود وماهو منشود..بين قلب عاشق لا زان وبين عقل صامد ..لن اتنبأ بالنهاية ولا اريد التنبأ بها..فانتظرها(الخاتمة) على راي درويش...سيدة بن محمود لا تظلمي بطلة القصة وكوني نزيهة في نقل معاناتها وتجاهلي ما قد يصلك من اراء تصب كلها في التحريم
رجاء اخير ممن سيعلقون على هذا العمل الادبي ان يتجنبوا قلة الادب وان يتمتعوا ببعض الزاد الفكري الذي يسمح لهم باعطاء صورة نقدية بعيدة عن التجريح الساذج واقحام الحرام والحلال في غير محله


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female