هل أخطأت العنوان ؟

بقلم الحسين ادريس - يقال عادة لمن لا يريد ضياع وقته وتوتر أعصابه ويرغب فى خدمة صحية جيدة «ادلل على فلوسك وامشي للكلينيك »... فالمستشفى مرادف للرداءة مهما فعل ولن تجد مواطنا واحدا - مهما اجتهدت وبحثت - يقول كلمة خير في الممؤسسة الصحية العمومية.
والحقيقة أن المصحة نالت من الإطراء ما لا تستحقه ... فالكل يثنى عليها والحال أن لا شيء ذا بال- عدا ارتفاع كلفة الخدمات التى تسديها- يميزها.
والحقيقة أن المصحة نالت من الإطراء ما لا تستحقه ... فالكل يثنى عليها والحال أن لا شيء ذا بال- عدا ارتفاع كلفة الخدمات التى تسديها- يميزها.

ففي المصحة كما في المستشفى تطول الطوابير وتعم الفوضى ويحضر التسويف والمماطلة ... فلا المواعيد تحترم ولا الأولوية تمنح لأصحابها ولا المسؤول الذي تقصده شاكيا أو لائما يقوم الإعوجاج ويضع الأمور في نصابها.
قد لا يجوز التعميم فى هذه الحالة ... وقد يوجد من المصحات ما لا يدفعك للترديد «يا حسرة على المصحة»... لكن ما عشته فى نهاية الأسبوع المنقضي بمصحة عصرية تقع في حي راق بالعاصمة يجعلني أقتنع بأنك قد تقصد اليوم مصحة خاصة فتندم وتلعن نفسك أو من نصحك بالتوجه إليها كما فعلت أنا تماما. حيث تعبت وتمزقت أعصابي في سبيل نيل خدمة بمقابل محترم جدا ...
أكثر من ساعة ونصف الساعة قضيتها في الانتظار بلا موجب ولا مبرر... مرافق بسيطة - من قبيل البلوزة وما شاكلها- مفقودة وأشياء أخرى تنزل بمستوى خدمات المصحة المعنية إلى مستوى خدمات المستشفى قبل 50 أو 60 سنة خلت ... ويزداد استغرابك وأنت ترى أهل المريض يدفعون فراش مريضهم ويتولون نقله من قاعة الانتظار إلى المخبر...
يحصل هذا في مصحة أراد باعثوها أن تكون منارة استشفائية ... فإذا بها تتحول- تحت تأثير ضغط الإقبال من مواطني الجماهيرية الليبية ربما- إلى اسم بلا مسمى...
إن ما يهم حريف المصحة بالدرجة الأولى ليس روعة هندسة المبنى ولا الرخام الذي يكسو السواري والجدران والأرضية ... وان كان حسن المظهر مطلوبا... فالأهم من ذلك كله ما يلقاه المريض من احترام وكبير اهتمام ... فهو ليس بحاجة الى ما يزيد مزاجه تعكرا وأعصابه توترا وصحته تأزما... ولا يتوجه الى المصحة بحئا عن منفصامته تضيف الى مرضه عللا... ولا يتوجه الى المصحة بحثا عن منغصات تضيف الى مرضه عللا ولا يروم اذا ما توجه الى مسؤول بالمصحة لائما أو شاكيا استفزازا إضافيا بقدر ما يرجو تدخلا حازما ومنصفا يجعله يقتنع فعلا بأنه لم يخطىء العنوان في رحلة بحثه عن الشفاء.
المصدر البيان التونسية
Comments
9 de 9 commentaires pour l'article 26252