"البارح كان اليوم العالمي للإذاعة، وبعد التحية لكل العاملات والعاملين في الاذاعات العمومية والخاصة والجمعياتية والمصادرة، يهمني الحديث على حاجة خطيرة صارت في نهاية الأسبوع وهي تراجع إذاعة ifm عن بث حوار للصديق مراد الزغيدي مع وكيل الجمهورية السابق، والذي تتهمه هيئة الدفاع بالتلاعب بقضايا الاغتيالات، بشير العكرمي تحت ضغط وترهيب وحملة تخوين من الناس على فيسبوك. رضوخ الإذاعة لمنطق التخويف وممارسة رقابة ذاتية هو أخطر شيء ممكن يصير، ممكن أخطر حتى من اي رقابة قد تمارسها السلطة. اذا دخلنا إلى هذا المربع فإن الخروج منه سيكون أصعب مما نتصور وستصبح الهستيريا الجماعية هي المحدد في ما يتناوله الإعلام. مهم أيضا القول إن عدد من وسائل الإعلام لا يملك مالكوها رؤية أو مشروع او خط تحريري بل انهم حولوها إلى مجرد مساحات إشهارية تعمل بمنطق الجمهور عايز كده.
اخيرا، حدثني صديقي مراد الزغيدي بكل حرقة واسف عن هذه السابقة وعن الهجومات الافتراضية وحملة التشويه التي طالته لمجرد استضافة البشير العكرمي، مراد الذي كان في الصفوف الأولى دفاعا عن المظلومين وضحايا التعذيب والقتل ومنتصرا لقضايا المساواة والحريات وإنهاء الافلات من العقاب يجد نفسه اليوم متهما بخدمة الإرهاب!!
علينا جميعا اليقظة لإيقاف هذا الانزلاق الخطير."