فس "وسائل الإعلام" الخارجة من رحم ماكينة وشراكة الطرابلسية والممولة من المال الفاسد... نفس الوجوه التي شيطنت إلى الأمس القريب كل من كان يندد بالفساد وينادي بمقاومته.... نفس الإعلاميين الذين كانوا ينوهون بقانون تبييض المفسدين ويتهمون كل من رفضه بأنه خائن وضد "المصالحة الوطنية"... نفس البلاتوهات التي كانت مفتوحة ليلا نهارا لبرهان بسيس (أحد "كلاب" شفيق جراية كما عرفه سيده، لا أدري من سيدفع له أجرته الآن) ومحامي بن علي والطرابلسية الذين انتدبهم
شفيق وحافظ ولد بوه للصف الأول للنداء... نفس الأبواق التي رأت في شهادة عماد الطرابلسي أمام هيئة الحقيقة والكرامة مسرحية سيئة الإخراج لسهام بن سدرين... نفس هؤلاء و بقدرة قادر يطبلون اليوم ليوسف الشاهد "قايد الحرب على الفساد" الذي أوقف بعض من أشار إليهم عماد الطرابلسي... تحت الشعار الذي علمه لهم بن علي "يا يوسف سير سير واحنا وراك بالبندير"... يا سي يوسف رغم أنك مازلت تستفيد الآن عندي وعند الكثيرين من le bénéfice du doute حتى نرى ما ستأتي به قادم
الأيام... أنصحك أولا أن تحذر من يطبل لك الآن في "وسائل الإعلام"...

نسيت فئة من الكلاب التي ستعود حتما إلى جحورها و تريحنا من تنبيرها بعد أن يتم القبض على جميع السراق ، أليس كذالك يا جوهر ؟؟؟

حتى نبقى على نفس المستوى من حسن الارادة فيما يحدث (إلقاء القبض على مجموعة من رجال المال )، التي من المفروض تندرج في إطار ما نصطلح عليه الحرب على الفساد .. على الحكومة أن تحمي نفسها بالشفافية و بالمراقبة الديمقراطية ... نحن أمام مجرد ايقافات/اعتقالات ، غدا أو بعد أيام سنقف على ما يمكن أن تصل له الحكومة من حقائق (ربما كانت خفية عنها ).. إذا على الشعب أن يبقى متمسك بضرورة دفع الحكومة في الحرب على الفساد .. على الحكومة أن تفهم أنه ما دام الشعب في
الشارع فهي فرصة ، لا تعاد .. حذاري من حقيقة (تحل الصرة تلقى خيط ).. الشعب لا يسامح في (المسرحية إن كانت مسرحية )، الشعب لا يسامح في ظلم الناس ... يجب أن نفهم أن رجال المال الموقفين قد لا يكون لهم دخل في الأموال المنهوبة في عهد بن علي (فذلك فصل آخر من فصول الفساد).. أو بالاحرى يجب أن يفهم الشعب أن ما يحدث يهم تمويل ارباك الدولة و الحكومة (تمويل احتجاجات أو محتجين معينين لبث الفوضى لخدمة اجندات ، ربما تكون لإسقاط الحكومة أو تعطيل المصالح العامة
أو اجندات ارهابية) .. يجب أن نكون أذكياء و أن نفهم ما يحدث ... لذلك يجب على الحكومة:
- أن تحمي نفسها بالشفافية ،
- تواصل في هذا الطريق دون خوف ، حتى لو يهم الأمر سياسيين ، نواب أو غيرهم ،
- و أن تكون لجنة من مجلس النواب تتابع بكل استقلالية عن الأحزاب (و لو أنها تنتمي لأحزاب ) لمراقبة هذه الخطوات الذي دخلت فيها الحكومة ، و أن يكون في هذه الالجنة لواب من المعارضة،
- ثم لجنة قضاة (أو المحاكم المختصة في الأمر ).. القضاء هو الذي سيحمي الجميع من الإنزلاق في لا يحمد عقباه على مستوى العمل الحكومي و الأمني .

الحرب على الفساد لا تقدر عليها مؤسسة وحدها (الجهاز التنفيذي )، حمل الجماعة ريش و مضمون الاستمرار (الوصول )..

هذا النوع من الفساد ، هو على نفس المستوى من الارهاب ، فوضع كل فرص النجاح بجانب الدولة (حكومة و مؤسسات قضائية و ديمقراطية -مجلس نواب الشعب-، هيئات دستورية )... هكذا تزداد الثيقة بين الشعب و السائس .

مواصلة الحرب على الفساد دون هوادة ، ثم حماية الحكومة نفسها بالشفافية .

أما مسألة الأموال المنهوبة (التي تدخل في إطار مسار العدالة الإنتقالية المصالحة الوطنية )، نطالب رئيس الدولة أن يسحب تلك الورقة التي كتبها رجال القانون المحسوبين على بن علي ... هذه العماليات الحالية يجب أن لا تغطي على تمرير قانون يخون مسار من مسارات ثورة شباب ، ثورة شعب .

ستصبح كلابا سائبةلامالك لها؟إماان تبحث عن سيد جديد؟وإماان تصبح عرضةهدفا لدوريات الشرطة البلدية؟ياجوهريامعلم