للعبـــث حــــدود يا نقابـــــة التعليـــم

أبو مــــــــــــــازن
أضحى على مراد الله أمر التعليم بيد وزارة تتعنت في مماطلة الاساتذة ونقابة لا تبالي بأبنائنا البتة حين تصدر قراراتها وبياناتها العبثية دون قراءة للعواقب و مراعاة لمهن التعليم والتربية النبيلة. هل كتب على أبنائنا الاضراب تلو الاضراب فيعم الجهل والخراب وتمتلئ المقاهي بالنشء والشباب؟ هل يذهب مجهود أيام من التحضير سدى لما أصبح يعرف بالأسبوع المغلق؟ هل تتبخر المعلومات التي دونها الابناء التلاميذ ساعة الدروس الخصوصية التي يجتهد فيها الاستاذ الى أقصى الحدود؟
أضحى على مراد الله أمر التعليم بيد وزارة تتعنت في مماطلة الاساتذة ونقابة لا تبالي بأبنائنا البتة حين تصدر قراراتها وبياناتها العبثية دون قراءة للعواقب و مراعاة لمهن التعليم والتربية النبيلة. هل كتب على أبنائنا الاضراب تلو الاضراب فيعم الجهل والخراب وتمتلئ المقاهي بالنشء والشباب؟ هل يذهب مجهود أيام من التحضير سدى لما أصبح يعرف بالأسبوع المغلق؟ هل تتبخر المعلومات التي دونها الابناء التلاميذ ساعة الدروس الخصوصية التي يجتهد فيها الاستاذ الى أقصى الحدود؟

هذه الفوضى الخلاقة تلج قطاعا هاما و حياتيا في تونس الثورة و تعبث بمحتويات الحداثة والأصالة في آن واحد. هذه هي الفوضى النقابية التي خمدت أيام الثورة الأولى حين ارتأى أساتذتنا الأفاضل دعم البلاد بالعمل والكد و تنوير الفكر و فتح آفاق المعرفة أمام الناشئة، تعود من جديد لتطالب بالمنح ثم المنح ثم المنح والتقاعد المبكر وغيرها من المطالب. مالمقصود بالامتناع عن العمل؟ أيختلف مفهوم هذا المصطلح الجديد عن مفهوم الاضراب المفتوح؟ هل يستعد أبناؤنا لإجراء الامتحانات في توقيتها ام تراهم يرتبكون و تتبعثر مراجعاتهم اذا مما أُجل موعد الامتحان؟ أسئلة عديدة أرقت البارحة الولي والتلميذ على حد السواء فلم يجدوا اجابة ولم تتدارسه المنابر الحوارية التي تفرغت للقيل والقال المرافق للحملة الرئاسية في دورتها الثانية. أبناؤنا مستقبل البلاد و رجال الغد قد تنتكس معنوياتهم في أول امتحانات التأليفي فتتزعزع ثقتهم بالنفس و تضطرب نتائجهم لأجل اضراب مفتوح لا ناقة لهم فيه ولا جمل.
ها هو جيشنا الأبي يقدم التضحيات الجسام لأجل امننا وسلامة أراضينا من الارهاب والفوضى، وها هي سكين الغدر وخرطوشة الظلام تزهق أرواح بعضهم ولكنهم لم ينقطعوا ولم يمتنعوا على مهماتهم؟ هم تونسيون مثل الجميع يا نقابة التعليم تلفحهم رياح الوطنية فتزيدهم اصرارا على العمل بالّيل والنهار دفاعا عن الاستاذ والتلميذ والمدرسة والمعهد. ها هي قوات الحرس المرابطة على الحدود لا تنام الليل الا قليلا، تراقب الجبال والصحاري و تتعقب أثار الارهاب المدمر، لم لا يمتنعون عن العمل ليوم فقط؟ سنفقد وتفقدون الامن و سيخسر الجميع الشهرية والمنح والتقاعد. كلٌّ في الوظيفة العمومية يسدي الخدمات لهذا الشعب الكريم و يحاول من موقعه بناء وطن حبيب متقدم و متعلم فلم تتخذون قرارات طائشة لا توافق المسار الانتقالي والظرف الراهن العصيب الذي أضحت فيه بلادنا رهينة حدث عرضي كهذا فيتطور الى أزمة خانقة في بضع ساعات.
يبدو أن السياسة قد ألقت بظلها و ضَلالها على قرارات النقابة التي يعلم الجميع انتماءات مكتبها، ها هو اليسار والجبهة الشعبية ربيبة اتحاد الشغل تخرج خارج البيت السياسي فتعبث بها التحالفات و تفلت من كماشة النداء ـ النهضة. وها هي تعود لبناء موقف سياسي جديد عبر النقابات و توظيف الازمات الاجتماعية وتبني مطالب الشغالين فتدفع بها الى أعلى سقف ممكن لتربك الجميع و تتموقع من جديد في صلب المعادلة السياسية؟ ان أساتذتنا في معظمهم أهل علم وعمل يحبون تلاميذهم كحب أبنائهم ويفرحون لنجاحهم كما يُسيئهم تقهقر نتائجهم، فهم الغالبية العظمى ولكن للنقابة طرق غير محمودة وأمور لا تقبل بها المدنية يمنعون بفضلها اعطاء الدروس و يصفّدون المعاهد ويصرفون الأبناء عن محيطهم التربوي كلما أعلنوا الاضراب. ولأختم برجاء بسيط من نقابتنا لو تمتنع أيام الاضراب المفتوح على الدروس الخصوصية المغلقة؟
Comments
41 de 41 commentaires pour l'article 96068