من ينصت لنا و ينقذنا من الموت عطشا؟

<img src=http://www.babnet.net/images/6/eau_potable.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الناصر الرقيق

بعد المقال الذي كتبته يوم أمس جلست أفكر قليلا في هذه المشكلة التي ألمت بنا و التي لم يحاول أي من المسؤولين التدخل لفائدتنا و حلها و تبعا لذلك قررت أن أوجه قلمي نحو هذه المصيبة و محاولة رفع الصوت عاليا حتى يصل إلى من يهمه أمرنا لذلك و من الآن إلى أن تحل هذه المشكلة لن أكتب عن غيرها خاصة و أن جميع المواطنين حملوني مسؤولية كبرى لإيصال معاناتهم إلى الرأي العام و إلى المسؤولين عن هذا الامر.

إذن كما قلت في المقال السابق جميع المسؤولين عن هذه المعاناة لم يحاولوا التدخل حتى لتخفيفها و لو قليلا و وقفوا عاجزين عن حل هذه المشكلة التي أراها بسيطة للغاية و هنا أتساءل عن مدى إهتمام المسؤولين في الدولة و على رأسهم رئيس الجمهورية و الحكومة بهذه المناطق المسكينة و المحرومة في هذا الوطن و التي تعتبر الأقل حظا من غيرها سواء من حيث البنية التحتية أو التنمية أو الخدمات الصحية و الإجتماعية و مع ذلك فقد إستكثروا عليها حتى شربة الماء فقطعوه عن هذه المناطق حتى ينعم أهل المدن و الذين جاؤوا للسياحة كما قيل لنا بالماء دون مراعاة لأبسط حقوق الإنسان وهو حق الحياة.



إن أول ما تعلمناه في المدارس أن حب الوطن إيمان و أن جميع المواطنين متساوين في الحقوق و الواجبات لكن للأسف الشديد كنا لا نرى هذا في السابق أي ما قبل الثورة لكن بعد الإطاحة بنظام المخلوع ذهب في ظننا أن هذه الشعارات ستصبح واقعا معاشا لكن ما كل ما يتمناه يدركه فقد بقيت الأمور على حالها إن لم نقل أنها ساءت أكثر من ذي قبل حيث أنه رغم إيماننا بحب وطننا فإن هذا الحب غالبا ما كان من طرف واحد فالمسؤولين في بلدي سواء في السابق أو اللاحق غالبا ما نظروا لنا على أننا مواطنون لنا واجبات و ليس لنا حقوق فتراهم يهرولون نحو قرانا و أريافنا لحشد الدعم لهم و تجييش شباب تلك المناطق الذي يتقد حماسة لتحقيق مكاسب سياسية و هذا ما رأيناه خلال الحملات الإنتخابية التي لعب فيها الريف التونسي دورا حاسما سواء من خلال شبابه الذي كان وقودا لأغلب تحركات الأحزاب أو من خلال حجم الكتل الإنتخابية في تلك المناطق لكن مع إنتهاء عاصفة الإنتخابات لم يعاود أي من هؤلاء السياسيين الإلتفات لتلك المناطق أو إلى سكانها.
فرغم أن المنطق يفترض أن يهب جميع المسؤولين في حال حصول مشكلة من المشكلات و هذا ما نره يحصل في البلدان التي يكون فيها الإنسان هو رأسمال الوطن لكن في بلادنا أخر ما يهم المسؤولين هو هذا الإنسان خصوصا إذا كان من الفقراء و المساكين و إلا كيف نبقى دون ماء صالح للشراب لأكثر من ثلاث أسابيع في هذا الطقس الحار دون أن يحرك أي من المسؤولين الصغار أو الكبار في الدولة أي ساكن و لم يكلفوا أنفسهم حتى إصدار بيان يوضحون فيه أسباب هذه الأزمة و كيفية الخروج منها و كم من الوقت يلزمهم حتى ينتهوا من معالجتها يبدو أن حبر البيان أغلى من أفواهنا التي رغم شح المياه لازالت تقول نحبك أيها الوطن.

لو كانت هذه الأزمة حصلت في إحدى البلدان المتقدمة لكانت خلايا الأزمات قد شكلت منذ زمن و لوقع تسخير كامل إمكانيات الدولة لتجاوز هذه المشكلة و لربما قد أطاحت بوزير أو بحكومة كاملة لأن الأمر يتعلق بحياة الناس لكن هنا حيث بلادنا لازلت ضمن العالم الثالث لا خلايا أزمة و لا هم يحزنون مهما عظمت المصائب و كبرت و أنت أيها المواطن عليك أن تحل مشاكلك بنفسك و أن لا تقلق راحة المسؤولين الكرام خصوصا في هذا الجو الحار حيث ربما يكون أغلبهم في خلاعة صيفية .
متى تنتهي هذه المعاناة؟ هذا هو السؤال الذي يردده و بإلحاح سكان منطقة سيدي الناصر الجنوبية من معتمدية السواسي من ولاية المهدية و بعض المناطق المجاورة لها فالوضع أصبح لا يطاق و الناس يعانون الأمرين للحصول على شربة ماء فضلا عن أن الحيوانات أصبحت مهددة بالنفوق نتيجة لغياب الماء و هذا خطر أخر يهدد ميزانيات العائلات التي تمثل هذه الحيوانات مصادر دخل لها إذن مرة أخرى نوجه صيحة فزع لجميع المسؤولين أرجوكم أنصتوا لنا و أنقذونا من العطش.



Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 51741

Cheee  (Tunisia)  |Mercredi 11 Juillet 2012 à 05:23           
بعد60سنة من الاستقلال ....لا تجد مناطق من تونس ماء..ماهذا الاستخفاف بالكادحين...........بينما قصر قرطاج مزين بالذهب......و أيضا قبر المجاهد الأكبر.......التنمية بالطبع للمناطق الساحلية.....النهضة ستصرف مليارا و نصف على مؤتمرها .

Rzouga  (Tunisia)  |Mercredi 11 Juillet 2012 à 01:26           
لا تقلق أخي الكاتب... تحلى بالصبر

رمضان قريب... فنحن لسنا بحاجة لماء و لا لطعام
كما أنّ صيام شعبان مستحبّ...

و هذه هي المبادئ العامّة للحزب الحاكم... و إلاّ فإفعل كما أمرتك وزيرة المرأة السيّدة بادي... ماء البحر

Laabed  (Tunisia)  |Mardi 10 Juillet 2012 à 23:55           
كنت اتوقع هبوط مستوى الخدمات بالنسبة لمؤسساتنا الوطنية كالصوناد و الستاغ في فترة ما بعد الثورة حيث امتنع المواطنون على دفع مستحقاتهم تجاه هذه المؤسسات بحجج واهية و غير معقولة.اليوم بدات المجموعة الوطنية تدفع الثمن الباهظ نتيجة التصرفات الحمقاء.شحن اعلامي غريب ضد هذه المؤسسات الوطنية،اتهامها بشتى النعوت،في اعتقادي هذه المؤسسات الخدمية كانت لآلي على جبين الوطن و سو ف نندم على ضياعها عندما لا ينفع الندم

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 10 Juillet 2012 à 15:41           
مقال أقل حدة وانفعالا وان لم يرتقى الى العقل المعرفي .على الحكومة أن تعي أن مهمتها مماثلة للسلطة داخل المدينة الخالدة المشفرة داخلنا في ايصال كل الضروريات لسكان المدينة وكل اعاقة في وصول الامدادات الى أي خلية كانقطاع طريق وانسداده أو تأخرها تعم الاحتجاجات كل الخلايا للمساندة وترتفع حرارة الشوارع في كل المدينة لترغم في النهاية السلطة لتلبية الطلبات الملحة التي لا تحتمل التأجيل والا هلكت كل المدينة .ولو عثرت بغلة في برج الخضراء لحوسب الخليفة السادس
حسابا عسيرا يوم القيامة لأنه أهمل البنية التحتية المؤمنة لمسلك البغلة ...

Safari  (Tunisia)  |Mardi 10 Juillet 2012 à 15:31           
C'est quoi cette article?tu dis que c'est simple à résoudre...explique nous me. le génie...


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female