حتى لا يسيس مهرجان قرطاج

عديدة هي الأسئلة التي يطرحها الشارع التونسي فيما يخص المواعيد الثقافية الكبرى التي يأمها عدد كبير من التونسيين والتي يعتبر الهاجس الأمني أحد شروط نجاحها سيما مع ما تعرفه بلادنا من توتر أمني بعد الثورة فشق من المواطنين يرون أن إلغاء مثل هذه المواعيد الكبرى على غرار مهرجان قرطاج الدولي للموسيقي من شأنه أن يعطي إنطباع سلبي حول قدرة الشعب التونسي على تجاوز مخلفات الثورة الأمنية منها والإجتماعية أما الشق الآخر فيدعم ضرورة تأجيلها أو إلغائها لهذه السنة على الأقل خاصة في ظروف أمنية صعبة قد تكون عائق أمام ابسط الشروط التنظيمية لهذا العرس العربي فمع التحسن التدريجي في الوضع الأمني والوعي الجماعي التونسي بضرورة التلاحم لتجاوز هذه المرحلة الصعبة خاصة بعد ما أبداه أغلب المواطنين من اللجان المحلية لحماية الثورة من إستعدادات كبيرة للمشاركة في توفير الأمن إلى جانب الأجهزة المختصة في جميع المحافل الوطنية والإقليمية.
فقد أثبت المواطن التونسي أنه على قدر كبير من الإستعداد لحماية مصالحه المعاشية في إطار التعاون والشراكة مع الأمن نفسه وتعتبر نجاح ظروف الإمتحانات دليلا على ذلك.
فقد أثبت المواطن التونسي أنه على قدر كبير من الإستعداد لحماية مصالحه المعاشية في إطار التعاون والشراكة مع الأمن نفسه وتعتبر نجاح ظروف الإمتحانات دليلا على ذلك.

فأمام هذه المعطيات الجديدة والمشجعة قررت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث إقامة مهرجان قرطاج هذه السنة ببرمجة مميزة يغلب عليها الطابع الثوري وتقطع مع ماكان سائدا إبان حقبة حكم المخلوع فلئن لم تتبين المعالم الأساسية التي ستؤثث هذا العرس الثقافي إلا أن الوزارة قامت بإسناد شرف حفل الإفتتاح إلى المطرب العربي لطفي بوشناق قرار إعتبرته بعض الأطراف تكريسا لسياسة المحاباة وتدعيما لسياسة الحزب الحاكم سابقا متهمين وزارة الثقافة بأنها دار لقمان التي بقيت على حالها وأن إسناد حفل الإفتتاح إلى من ساند النظام السابق وآحتكر حفلات الإفتتاح سواء كان ذلك في مهرجان قرطاج أو مهرجان الحمامات يتنافى مع متطلبات المرحلة الثورية الإنتقالية.
حملة تتزعمها نقابة المهن الموسيقية وبعض الفنانين مثل زهير قوجة ولبنى نعمان إلى حد الدعوة لمقاطعة حفل بوشناق وآعتبار من يشارك فيه غير منتمي للنقابة.
المعروف عن المطرب لطفي بوشناق أنه لم يكن يوما يساند النظام البائد ولم يناشد المخلوع الترشح وإنما عمله المتميز جعله يفرض نفسه فلا أدري ماهي العلاقة بين إحتكار الإفتتاحيات والنظام السابق.
فالعارف بشروط الوزارة لإسناد شرف إفتتاح مهرجان ذو إشعاع عربي قد لا يشكك ولو للحظة في القدرة والقيمة الموسيقية للمطرب لطفي بوشناق الذي تم إختياره على أساس البرنامج المقترح لا كما يدعي من ليس لديهم القدرة على وضع برنامج موسيقي لمهرجان جهوي فما بالك بمهرجان دولي.
صحيح أننا ضمن مرحلة ثورية يجب أن يكون لشباب فيها دور جوهري لكن حتي في الحلم علينا أن نكون واقعيين فلا تكفي الحماسة للظفر بشرف إفتتاح مهرجان دولي تحت مسمى الثورة لإنني أخشى ما أخشاه أن يسيس القطاع الثقافي التونسي فيصبح مطية للأجندات غير البريئة.
حلمي الهمامي
Comments
23 de 23 commentaires pour l'article 36548