مرحبا بك نوّرت الدوحة.. Visit Qatar
حياة بن يادم
قادتني خطاي لزيارة قطر خلال فعاليات كأس العرب 2025، فكانت تجربة تفوق بكثير حدود المباريات الكروية، لتمثل احتفالية شاملة غاصت في عمق الثقافة العربية والترحيب القطري، من لحظة وصولي إلى مطار حمد الدولي، أيقونة المطارات العالمية، حيث كان المكان ملتحفًا بلافتات الترحيب بجماهير الدول العربية، وأصوات الأناشيد تختلط بلغة الضيافة القطرية الأصيلة.
قادتني خطاي لزيارة قطر خلال فعاليات كأس العرب 2025، فكانت تجربة تفوق بكثير حدود المباريات الكروية، لتمثل احتفالية شاملة غاصت في عمق الثقافة العربية والترحيب القطري، من لحظة وصولي إلى مطار حمد الدولي، أيقونة المطارات العالمية، حيث كان المكان ملتحفًا بلافتات الترحيب بجماهير الدول العربية، وأصوات الأناشيد تختلط بلغة الضيافة القطرية الأصيلة.
الإقامة في جزيرة اللؤلؤة – The Pearl
كانت إقامتي في جزيرة اللؤلؤة (The Pearl)، بمنطقة قناة كارتييه، وهي عبارة عن شقق فخمة تقع على ضفاف القنوات المائية، تتميز بدمج بين العمارة الأوروبية واللمسات الخليجية. من لحظة عبوري الجسر الرابط بين الدوحة والجزيرة، بدأ عالم من الفخامة يتراءى أمامي، فهي ليست مجرد مكان للإقامة بل نموذج متكامل لحياة الاستثنائيين، وهي وجهة VIP بامتياز.الملاعب التي زرتها خلال كأس العرب
خلال مواكبتي لبطولة كأس العرب زرت أربعة ملاعب:* الملعب الأول: استاد أحمد بن علي
الذي احتضن مباريات تونس وسوريا، وهو عبارة عن قلعة تحاكي واجهته المضيئة أشكال الرمال والنجوم.
* الملعب الثاني: استاد لوسيل
الذي احتضن مباراة تونس وفلسطين، وهو عبارة عن قطعة ذهبية تشرق تحت شمس الصحراء. واكبت المباراة من منطقة VIP، وهي تجربة استثنائية، فأنت لا تشاهد المباراة فقط، بل تعيش تجربة ضيافة متكاملة في بيئة تشبه نزلًا فاخرًا.
* الملعب الثالث: استاد 974
الذي احتضن مباراة السودان والعراق، وهو معجزة هندسية يتكون من حاويات شحن مختلفة الألوان وكأنها قطعة Logo. كان دليلي في الملعب ابني، الذي أخذه الحنين ليسترجع ذكريات مونديال 2022 بقطر، حيث كان متطوعًا مع الفيفا في هذا الملعب.
* الملعب الرابع: ستاد البيت
الذي احتضن مباراة تونس وقطر، وهو أيقونة وتاج الملاعب القطرية، عبارة عن خيمة بدوية ضخمة امتزجت فيها الحداثة بالتراث في انسجام تام، تشعرك بالحفاوة القطرية الأصيلة.
أبرز المناطق التي زرتها
* بولفار لوسيل وحضور إطلاق الألعاب النارية، حيث تلتقي أنوار الجسور المضاءة وأضواء المباني الذكية المنعكسة على المياه، مخلفة مشهدًا رائعًا يجمع بين قوة التكنولوجيا وجمال الفن. وعلى امتداد البولفار يوجد كرنفال عربي، تحولت فيه المساحات الخضراء إلى سفارات مفتوحة لمنصات الدول المشاركة في كأس العرب 2025.كل المنصات كانت جميلة، لكن منصة تونس، وهي نسخة ساحرة مصغرة من مدينة سيدي بوسعيد، كانت جميلة الجميلات.
* فندق فيرمونت لوسيل
واحد من أفخم الفنادق بالدوحة، في منطقة لوسيل المدينة الذكية.
* جزيرة ويست باي
لوحة جدارية مرصعة بأبراجها الشاهقة المتلألئة، تطل على البلدة القديمة، ويفصلها كورنيش الدوحة الذي يعد لوحة فنية رائعة، تتلألأ فيه أنوار القوارب التقليدية (الدهو).
* سوق واقف
قلب الدوحة النابض، سوق تقليدي يأخذك في رحلة عبر الزمن، يروي قصة ذاكرة قطر من خلال روائح البخور والبهارات وألوان العباءات المطرزة. وبجانبه سوق فالح الذي يتميز بالبساطة والأصالة، حيث يمكنك التفاوض حول الأسعار.
* قرية كتارا
قرية ثقافية تجسد أصالة الدوحة، تتميز مبانيها بالزخارف الإسلامية، ومسارحها المفتوحة لاحتضان الفعاليات والمهرجانات.
* ميناء الدوحة القديم
تحفة فنية محافظة على روحها التاريخية، تذكر الزائر بأصل هذا البلد، حيث كان الأجداد يسترزقون من صيد السمك والغوص بحثًا عن اللؤلؤ.
وفي كل المناطق يوجد فضاء مشجعي الرياضة يضم شاشات عملاقة لبث المباريات، مما يخلق احتفالية دائمة.
معالم دينية وثقافية
* مسجد اللؤلؤةدرة معمارية تشبه اللؤلؤة القطرية، تمزج بين التراث والحداثة.
* مسجد المغفرة بسوق واقف
تصميمه تقليدي بسيط يذكرني ببيوت الأجداد في تونس.
* المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
من أبرز المراكز الفكرية المؤثرة في العالم العربي، أشرف مؤخرًا على تنفيذ مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، الذي يوثق تاريخ الكلمات العربية وتحولاتها الدلالية والاستعمالية عبر 17 قرنًا.
الدوحة… مدينة التوازن والجمال
في كل الأماكن لا ترى سوى بنية تحتية متطورة، ونظافة عالية المستوى، وبيئة آمنة، وانسجام عمراني يجمع بين الحديث والتقليدي والمساحات الخضراء، مع محافظة واضحة على الهوية العربية الإسلامية.الدوحة جميلة بالنهار، لكنها أجمل بالليل. فمع غروب الشمس تتحول المدينة إلى لوحة فنية مذهلة، حيث تسلط الأضواء الذكية على روائع العمارة فتبدو كسيل من الذهب السائل.
عند قدومي للدوحة كنت أظنها مدينة صاخبة، لكن إقامتي كشفت أنها مدينة نابضة بالحياة، تتميز بانسجام نادر بين الهدوء والحيوية الثقافية.
عند مغادرتي الدوحة، استوقفني ضابط أمن ليقول لي: "مرحبا بك نورت الدوحة".
غادرت الدوحة وأنا أحمل أكثر من ذكريات مباريات، بل صورة عن قوة المال وإرادة وعزيمة الرجال عندما تُستثمر في الفكر والبناء والجمال من قلب البحر، لا في الحروب وزعزعة استقرار الشعوب.
الدوحة لم تغادرني، وأقول للجميع: زوروا قطر – Visit Qatar.





Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 320562