من أسباب تراجع" الكورة " في تونس

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5b4c8a1d3ea992.23837578_lnqeofmipjgkh.jpg width=100 align=left border=0>


مرتجى محجوب

الهزيمة المذلة الأخيرة للترجي الرياضي التونسي أمام الأهلي المصري ليست سوى نتيجة حتمية لما يسود كرتنا في تونس من تخبط و عشوائية على كل المستويات .
هزيمة الترجي و هو عميد الأندية التونسية و بتلك الطريقة هي صيحة فزع على واقع كروي متردي لن ينصلح ما لم نتطرق لأسبابه العميقة من أجل ايجاد الحلول المناسبة و لو على المدى المتوسط أو البعيد .
...

ليس الترجي وحده بل فرقنا التونسية الكبرى مثل الأفريقي و النجم و الصفاقسي و التي فقدت الكثير من بريقها و اشعاعها العربي و الأفريقي و لو بنسب متفاوتة .
في كرة القدم التونسية اليوم ، تشاهد كل شيء الا كرة القدم : العنف المادي و المعنوي ، الصراعات و النزاعات القانونية و غيرها من مظاهر التخلف و الهمجية .

أما عن الأسباب في رأيي فتتلخص في التالي :
-انحسار المساحات أو ما يسمى بالبطاحي و التي كانت مصنعا لتفريخ اللاعبين الكبار في كافة أنحاء الجمهورية
-التكوين القاعدي الذي تشوبه عديد الاخلالات و النقائص من بنية تحتية ضعيفة الى محسوبية و محاباة إضافة لغياب الاستراتيجيات العلمية في كثير من الأحيان و الاقتصار على أهداف قصيرة المدى و مضرة بمسار تكوين الشبان من قبيل السعي بكل الطرق للفوز ببطولات الشبان و التي لا قيمة لها أمام أولوية التكوين العلمي السليم .

-هياكل مسيرة لكرة القدم في تونس لم تنجح في كسب ثقة الجمعيات و الرأي العام الرياضي بصفة عامة و بقيت الاحتجاجات المشروعة في كثير من الأحيان ضد بعض القرارات و الاجراءات و خصوصا ضد منظومة التحكيم هي خبزنا الكروي اليومي عوض الاهتمام بالجوانب الفنية و الكروية البحتة .
-المشاكل المادية لجل الفرق التونسية نتيجة ضعف المردود التسويقي لكرتنا التونسية و نظامنا الاحترافي الذي بقي بين بين ، فلا هو احترافي بالكامل يتيح تحول الجمعيات لشركات اقتصادية و لا هو نظام هواية لا يطمح للتألق عربيا ، أفريقيا و دوليا .

واقع كرتنا التمريض يتطلب و بصفة استعجالية لم شمل كبار المسؤولين و اللاعبين من كل الفرق التونسية من أجل التوافق على جملة من المسائل الحيوية و الاستراتيجية حتى تتوقف حملة التشكيكات و فقدان الثقة بين جميع الأطراف المتداخلة و حتى يتركز اهتمام الجماهير و اللاعبين فقط على الأمور الفنية و اللمسات الجمالية داخل المستطيل الأخضر و ليس على أمور جانبية و ثانوية .
يكفي رجاءا من الحسابات الضيقة و من تغليب المصالح الشخصية ، و الا فلن نجني سوى مزيد من الخيبات و الاخفاقات .



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 266549


babnet
All Radio in One    
*.*.*