بعد 75 سنة من التأسيس ، الإتحاد يضيّع الشغّيلة ويغرق في وَحل التسييس ..!

بقلم / منجي باكير
في المؤتمر التاسيسي لاتحاد الشغل والذي ترأسه الشيخ الفاضل بن عاشور، وضع المؤسسون الأسس الأولى للإتّحاد و رفع فرحات حشاد بُنيانه عاليا في الدّاخل وفي المحافل الدّوليّة في وقت عزّ فيه الرّجال و في وقت كانت ضريبة النضال غالية وغالية جدّا ( موش دقان حنك في الإعلام ) و هو ما لحقه في نهاية المطاف ومات عليه ولم يبدّل ولم يبع ولم يقايض .
في المؤتمر التاسيسي لاتحاد الشغل والذي ترأسه الشيخ الفاضل بن عاشور، وضع المؤسسون الأسس الأولى للإتّحاد و رفع فرحات حشاد بُنيانه عاليا في الدّاخل وفي المحافل الدّوليّة في وقت عزّ فيه الرّجال و في وقت كانت ضريبة النضال غالية وغالية جدّا ( موش دقان حنك في الإعلام ) و هو ما لحقه في نهاية المطاف ومات عليه ولم يبدّل ولم يبع ولم يقايض .
هذا الإتّحاد الذي صاغه حشّاد رحمه الله كان على أساس ( أحبّك يا شعب ) وكان على أساس الولاء التّام لتونس واعتبار مصلحتها شأنا لا يقبل النّقاش ولا المساومة وعلى هذا كان العَهد وكان مسار العُهدة …
لكن أن يتحوّل الإتّحاد إلى ساحة للتجاذبات السّياسيّة وتخترقه أطراف دخيلة عن المنظّمة تاريخا ونضالا وأن ينساق لهم بعض كوادر الإتّحاد غير عابئين بمصلحة البلاد و العباد فهذا هو عين الزّيغ عن أهداف ومقاصد الإتّحاد و بانوه !
أن يصبح الإتّحاد لعبة سياسيّة تتقاذفه أيدي اليسار الفرنكوفوني المتطرّف وبعض أدعياء السّياسة و أن يستعملوا هذه المنظّمة العتيدة وماضيها وتاريخ مؤسّسيها و شرعيّة قيامها لتسخير هذا كلّه حتّى يستقووا به لليّ ذراع الحكومات أو قلبها لتسجيل انتصارات عليهم فهذا أيضا خروج عن مباديء الإتّحاد و أسسه و أهدافه واختطاف لرسالته…
أن يصبح الإتحاد ماكينة عمياء لتفريخ الإضرابات العشوائيّة أو – المرصودة – نكاية او معاقبة للحكومات غير عابيء بالمرحلة الحسّاسة والخطيرة التي تمرّ بها البلاد فهذا ما لم يفكّر فيه حشّاد ولا المؤسسين ولا الذين ساروا على العهد من بعدهم، و لم يثبت في أدبيّاته الاتحاد و لا مسيرة حشاد ما يفيد أنّه رمى بتونس في مسار الهاوية والهلاك ليظهر هو في صورة الزّعيم والبطل أو ليحقق هو أو معاونيه مصالح شخصية ذاتية …
فهذا ابدا لم يكن من مباديء التاسيس و لا غاية المؤسسين و لا كذلك الصورة التي تجب ان تكون عليها هذه المؤسسة ( الوطنية )
مهما كانت الحكومات مخطئة أو متجاوزة فهذا لا يعطي المبرّر أبدا للدّفع بتونس إلى دوائر المجهول ، فتونس ليست ضيعة ذات ملكيّة خاصّة لا للحكومة الحالية و لا لغير ها و لا لهذه الأحزاب و الأشخاص المتصارعين على الزّعامات و الكراسي ولا كذلك لبعض قيادات الإتّحاد الذين يريدون فرض أجنداتهم الحزبيّة والشخصيّة الأنانيّة فيجعلون من المنظّمة درعا لهم ، أو ليعبثوا ويحصّلوا مكاسب مادية أو ليبيّضوا ويحموا معارفهم و شركاءهم و عوائلهم او لينتصروا لبعض ضد البعض الآخر .
الإتّحاد سكّته التي رسمها حشّاد و سار عليها من بعده رجال صدقوا ما عاهدوا الشعب عليه هي المصلحة العليا للوطن ومساره النّضالي تكيّفه المرحلة التي تمرّ بها تونس وتمليه الظروف التي يعيشها عموم الشعب و دفّته لا يمسك بها إلاّ من جعل صوب عينيه هذه البلاد وشعبها وتجاوز كلّ أنانيّة ومصلحة شخصيّة و نبذ كلّ ولاء إلاّ ما كان خالصا لتونس بعيدا عن الغارم والمغانم …
ولقد قالها المرحوم حشّاد يوما :((الثورة يفجّرها مجانين بعشق أوطانهم ، يموت فيها الشرفاء ويستفيد منها الجبناء ))
فمن لم يكن في التصنيفين الأوّل والثاني فلينأى بنفسه عن التصنيف الثّالث !
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 219043