ضبط و إحضار هؤلاء

كتبه / توفيق زعفوري..
التراشق بالتهم بين الطيب راشد الرئيس الأول لمحكمة التعقيب، و البشير العكرمي وكيل الجمهورية السابق بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة، مرّ بصمت و كأنه خصومة أطفال، مر على طريقة المصالحة عندنا في تونس " بوس خوك و تسامحو"..
التراشق بالتهم بين الطيب راشد الرئيس الأول لمحكمة التعقيب، و البشير العكرمي وكيل الجمهورية السابق بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة، مرّ بصمت و كأنه خصومة أطفال، مر على طريقة المصالحة عندنا في تونس " بوس خوك و تسامحو"..
الأول متهم من طرف الثاني بتلقي رشاوي ما ساعد على تضخم ثروته، و الأول يتهم الثاني بالتلاعب بالملفات و التستر على أطراف سياسية مورطة في قضايا إرهابية..
تُهم لا ترقى حتى لمجرد الخوض فيها فهي بلغة القضاء مرفوضة شكلا، لعدم جديتها، تهم فضفاضة تماما كالتهم الموجهة إلى كبار المسؤولين الآمنيين و العسكريين من قبل وزراء الداخلية و الدفاع، كل في ما يخص بعض منظوريه، تهم بالخيانة و التواطؤ مع إرهابيين و تجار مخدرات ، في العادة هذه الأفعال من ممارسات عصابات كولومبيا و الإكوادور و المكسيك..
مسؤولين من المفروض أنهم في السجون..كنا ننتظر أن يقف القضاة الشرفاء أو من بقي منهم عند هذه الفضيحة التي تشوه المرفق القضائي، عوض المطالبة بالعلاج في المستشفى العسكري مثلا!!!..
لسنا نحن من نتهم هؤلاء، ففي وزارة العدل المعتلّة العليلة تخاصم اللصوص، فظهر المسروق، و في الوزارات السيادة الأخرى فالمسؤولين الأوَل عنها هم من كشفوا التواطؤ و الخيانة لدى كبار المسؤولين و لاشيء حدث بعد ذلك، لا ايقافات و لا ضبط و لا إحضار، الوزراء اكتفوا بإعلام الرأي العام بهذه التجاوزات الخطيرة و إنتهى الأمر، و كأنه مطلوب من أفراد الشعب إلقاء القبض على هؤلاء و تقديمهم للعدالة لمساءلتهم على التهم الموجهة إليهم من قبل رؤسائهم و من قبل أعلى سلطة في الوزارة.. كل وزارة تقف عند الإعلام أو الإحصاء و لاشيء يُفعل بعد ذلك، لا تنفيذ و لا إنجاز إذن لا متابعة و لا نتائج، كل الوزارات تقريبا تعمل على هذه الشاكلة.. نحن تقدمنا فقط في سلم الفساد، من الفساد الصغير إلى الفساد الكبير..
تزداد خيبة التونسي في مؤسسات بلاده و في سياسييها و في السياسة ، ففي الوقت الذي ننتظر فيه تغييرا و لو بسيطا أو محاسبة بالقانون لمن تورطوا في أكبر القضايا الإرهابية أو الاختلاسات او التلاعب بالصحة و غيرها، ننتظر و لا شيء يحصل و كل شي للنسيان أو يُفتح فيه تحقيق كحادثة الوردانين مثلا و غيرها كثير.. إنتظاراتنا من الرئيس و من غيره تصب في قنوات الخيبة و الفشل حتى اننا يائسون من عودة الروح لهذه البلاد الاّ بمعجزة أو ثورة تصحيحية لا تبقي و لا تذر...
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 215440