ما بعد موقعة تضارب المصالح.. هل سيسقط الفخفاخ؟!
نصرالدّين السويلمي
لا بدّ من إشارة خاطفة للذين يتساءلون عن انحسار حنجرة عبير موسي في معركة التضارب، الأمر أبسط ما يكون، بوصلة الإمارات غير واضحة في هذه المعركة وليس لها الانحياز الفاقع لتضغط على زرّها التجمّعي، ذلك أنّ بوصلة محمّد بن زايد تتوق إلى الاستقالة التي ستسمّن جواد قرطاج ولا تتوق إلى الإقالة التي ستحرم الجواد من أروقة مريحة يحتاجها في عمليّة التوسّع التي تشهد انتكاسات متتابعة. فأبو ظبي ولا يعنيها الكثير أن يبقى الفخفاخ أو يرحل، لأنّها تدرك أنّ الانقلاب في تونس يحتاج إلى عملاء لا يكتفون بخيانة بلادهم وإنّما يتلذّذون بذلك ويصنفون فيه ويتفنّنون، وأنّ الرهان على فُتات التباين بين الكتل والشخصيّات الحاكمة لا يرتقي إلى مستوى خلخلة سلسلة جبليّة راسية في حجم سبعطاش ديسمّبر.
لا بدّ من إشارة خاطفة للذين يتساءلون عن انحسار حنجرة عبير موسي في معركة التضارب، الأمر أبسط ما يكون، بوصلة الإمارات غير واضحة في هذه المعركة وليس لها الانحياز الفاقع لتضغط على زرّها التجمّعي، ذلك أنّ بوصلة محمّد بن زايد تتوق إلى الاستقالة التي ستسمّن جواد قرطاج ولا تتوق إلى الإقالة التي ستحرم الجواد من أروقة مريحة يحتاجها في عمليّة التوسّع التي تشهد انتكاسات متتابعة. فأبو ظبي ولا يعنيها الكثير أن يبقى الفخفاخ أو يرحل، لأنّها تدرك أنّ الانقلاب في تونس يحتاج إلى عملاء لا يكتفون بخيانة بلادهم وإنّما يتلذّذون بذلك ويصنفون فيه ويتفنّنون، وأنّ الرهان على فُتات التباين بين الكتل والشخصيّات الحاكمة لا يرتقي إلى مستوى خلخلة سلسلة جبليّة راسية في حجم سبعطاش ديسمّبر.
تلك عبير الهامشيّة ذكرناها على الهامش، أمّا الفخفاخ فالأقرب أنّه سيواصل مسيرته لكن بواجهة أخرى، ستفرضها النّهضة، ليس لأنّ النّهضة قويّة بدرجة لا تقهر بل لأنّ خصومها أغبياء بدرجة لا تصدّق، يعتقدون أنّ الاستعراض والهرولة الليليّة إلى بيت الرئيس هي عرى الوطنيّة أمّا أركانها فهي التقاط صورة تحت الصّورة!
نحسب أنّ لائحة سحب الثقة من الفخفاخ إنّما ستتحول إلى لائحة لسحب الثقة من كتلة وهبتها تونس شرف المشاركة في إدارة دواليب دولتها فرفضت واستعصت وأصرّت على شغل العصابات من داخل الشراكة، تجلس مع الشريك في البرلمان وتذهب لتعضّه في نوادي ومنصّات عبد الوهّاب عبد الله، ولو استعملوا العقل الذي وهبهم إيّاه المولى عزّ وجلّ لصبروا لعلّهم يستفيدون من دربة الحكم ويتعرّفون إلى الدولة من داخل أسوارها.
إذا من الراجح أنّه سينجو فخفاخ القصبة ويواصل قيادة فريقه، في المقابل ستخرج الكتلة المتمسّحة بعتبة الرئيس مرّة وعتبة رئيس الحكومة مرّة أخرى، والتي انتهى بها الأمر إلى التنسيق مع عبير التجمّع من أجل وخز الشريك الرئيسي في الحكم، استمرؤوا تلك اللعبة واستسلموا للذّة العربدة، ونسوا أنّهم يتآمرون على خصم كالجمل! يصبر ولا ينسى، وحين تحين الفرصة يمدّ ذاك الجمل يده إلى سنامه ويجبد الڨديم والجديد...
32°
24°
Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 206016