أسباب انهيار حفتر و خطأ الديبلوماسية التونسية

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
أعلنت الحكومة الشرعية في طرابلس بقيادة فايز السراج تحرير قاعدة الوطية الجوية آخر معاقل اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الغرب الليبي و أسر العشرات من المرتزقة الأجانب و حجز منظومات دفاع جوي روسية زودت بها الامارات حفتر مما يشكل ضربة كبيرة للامارات و السعودية و فرنسا .
أعلنت الحكومة الشرعية في طرابلس بقيادة فايز السراج تحرير قاعدة الوطية الجوية آخر معاقل اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الغرب الليبي و أسر العشرات من المرتزقة الأجانب و حجز منظومات دفاع جوي روسية زودت بها الامارات حفتر مما يشكل ضربة كبيرة للامارات و السعودية و فرنسا .
للاشارة فان الصاروخ الذي دمر منصة دفاع جوي منذ يومين من طراز كروز و انطلق من بارجة حربية تركية على الساحل الغربي الليبي .
و يذكر ان الطيران التركي بات يسيطر على الاجواء الليبية بعد دخول المسيرة بيرقدار الخدمة منذ شهر وهي طائرة متطورة اختبرها الاتراك في معركة إدلب.
و من المعلوم ان الولايات المتحدة الامريكية رفضت مشروع قرار تونسي فرنسي في مجلس الأمن لوقف الحرب في ليبيا بعد توالي هزائم حفتر مما يشكل انتكاسة ديبلوماسية لتونس التي انساقت وراء فرنسا المشاركة في الحرب ، و هذا الموقف يشكل خطا ديبلوماسي فظيع لتونس التي انساقت وراء فرنسا المتورطة في الحرب الليبية و تدعم حفتر استخباراتيا و بالسلاح بتمويل إماراتي ، و للتذكير فقد هرب بعض عناصر المخابرات الفرنسية منذ سنتين الى راس جدير على الحدود التونسية و قبض عليهم الجيش التونسي ، و لتونس حدود طويلة مع ليبيا و علاقات اقتصادية كبيرة مع حكومة طرابلس التي كان الرئيس السابق الباجي قايد السبسي يتعامل معها ، و اليوم تقتضي البراغماتية السياسية مزيد التواصل معها بعد دعمها لتونس في جائحة كورونا و التصريحات المستفزة و المعادية لحفتر تجاه تونس حيث تفاخر علنا بإلقاء الدواعش على حدودنا .
التحول الذي حصل في الحرب الليبية كان بسبب تفعيل مذكرة التفاهم التركية الليبية و ترسيم الحدود البحرية بين البلدين الذي استفادت منه تركيا للتنقيب عن الغاز و النفط شرق البحر المتوسط، كما استفادت منه حكومة طرابلس الشرعية التي يعترف بها المجتمع الدولي و تقاوم التمرد الذي يقوده حفتر بدعم فرنسي اماراتي سعودي مصري من أجل استنساخ تجربة انقلاب السيسي على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي ، و اكثر ما تخشاها هذه الدول العربية هو امتداد قيم الحرية و الثورة و الديمقراطية الى شعوبها مما يهدد عروشهم و يكشف فسادهم و استبدادهم الفظيع ، و ليس غريبا ان تكون هذه القوى وراء محاولات استهداف التجربة الديمقراطية التونسية .
طبعا لفرنسا اطماع نفطية في ليبيا و تريد منافسة ايطاليا التي تبدو غير مطمئنة للتحرش الفرنسي في مستعمرتها السابقة لذلك وجه نائب رئيس وزرائها انتقادات عنيفة لفرنسا و اتهمها بتفقير افريقيا و سرقة ثرواتها . اما الولايات المتحدة فهي لا ترغب في مزيد تمدد فرنسا في سوق النفط الليبية و تريد فتح المجال لشركاتها العملاقة فترامب رجل اعمال بالأساس و يبحث عن مجال حيوي جديد .
اما تركيا فتدخلها له اهداف اقتصادية و سياسية ، حيث لها عشرات الشركات العاملة هناك و انتصار حفتر يعني خروجهم من هناك ، أما سياسيا فهي لم تنس تآمر الأطراف الداعمة لحفتر للانقلاب الفاشل على اردوغان سنة2016 و لا ترغب في تكرار الانقلاب المصري ، و قد وجه وزير الخارجية التركي قبل يومين انتقادات لاذعة للإمارات و تعهد بالتصدي لمخططاتها ، كما استطاعت تركيا تغيير موقف الحلف الأطلسي من الحرب الليبية و تعالت اصوات الإدانة ضد ميليشيات حفتر التي تقصف الأحياء السكنية و المقرات الديبلوماسية في طرابلس .
و كانت ليلة الاحد شهدت مكالمة هاتفية مطولة بين الرئيس اردوغان و فايز السراح لمزيد تفعيل مذكرة التفاهم و بدت اعلانا لحسم معركة قاعدة الوطية الجوية .
لا نستغرب ان يطلع المسماري (صحّاف حفتر )مرة أخرى ليعلن للمرة الألف بدء الساعة صفر لتحرير طرابلس و يطبّل له الانقلابيون العرب.
كاتب و محلل سياسي
Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 203489