ردا على محاولات تحجيمها : النهضة تضع الفخاخ أمام حكومة الفخفاخ

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
شكل قرار مجلس شورى النهضة أمس الأحد و الذي تضمن دعوة صريحة الى تشريك حزب قلب تونس و التلويح بانتخابات جديدة مفاجأة جديدة للرأي العام .
شكل قرار مجلس شورى النهضة أمس الأحد و الذي تضمن دعوة صريحة الى تشريك حزب قلب تونس و التلويح بانتخابات جديدة مفاجأة جديدة للرأي العام .
و لا يبدو أن تصريح السيد راشد الغنوشي بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ و الذي دعا فيه الى عدم إقصاء اي طرف من المشاورات مجرد رأي شخصي انتقدته حتى بعض القيادات النهضوية ، فمازال جزء كبير من الجسم النهضاوي يشعر بالغضب و حتى الإهانة بعد اسقاط حكومة الحبيب الجملي في البرلمان رغم كل التنازلات التي قدمتها النهضة حيث تحالفت عليها قوى سياسية مختلفة الى حد التناقض لكنها تتقاسم العداء الايديولوجي ضدها .. و هناك احزابا سياسية ترفض نتائج الصندوق و اختيار الشعب الذي صعّد حركة النهضة الى المرتبة الأولى و تريد تسويات على المقاس ووفق الأهواء داخل الغرف المغلقة و في جنح الظلام .
تكليف السيد إلياس الفخفاخ بتشكيل حكومة جديدة لقي ترحيبا من مختلف القوى المحسوبة على الثورة و تصريحاته في المؤتمر الصحفي حول حكومة الخط الثوري المساندة للرئيس قيس سعيد في الانتخابات مع استبعاد قلب تونس و الدستوري الحر كانت رسالة ايجابية ، لكن طبيعة المشاورات في الكواليس حول تركيبة الحكومة حضر فيها الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس حيث تريد احزاب التيار الديمقراطي و تحيا تونس و بدرجة أقل حركة الشعب تحجيم حضور حركة النهضة في تركيبة الحكومة المرتقبة بما يتنافى و نتائج الانتخابات حيث وضعها الشعب في صدارة المشهد الحزبي ، و تتحدث التسريبات عن محاولات يوسف الشاهد فرض بعض الأسماء المقربة منه في بعض الوزارات و امتنع التيار الديمقراطي عن شروطه المجحفة التي فرضها على الحبيب الجملي لأنه ضامن لوزارات العدل و الوظيفة العمومية و الاصلاح الاداري ،، كما ترددت تسريبات أخرى حول تعيينات جديدة منتظرة لشخصيات عملت مع الرئيس المرزوقي .
هذا الأمر يجعل حضور حركة النهضة في الحكومة مقتصرا على بعض الوزارات التقنية دون أي حقيبة سيادية وهو ما اعتبرته تنكرا لنتائج الصندوق و قفز على اختيار الشعب .
اما دعوة النهضة الى تشريك قلب تونس ففيه خلط للأوراق و قطع الطريق أمام طموحات الشاهد الذي اتهمته اطراف مقربة من نبيل القروي بخيانة اتفاق المصالحة بين الطرفين ، فرئيس قلب تونس التقى الغنوشي مرتين خلال الأسبوع الماضي ، و الغنوشي أصبح يثق في القروي اكثر من الآخرين الذين خذلوه في تشكيل الحكومة الاولى و أسقطوا الحكومة الثانية ، أما القروي فيعتبر حضوره حزبه في الحكومة حيويا لأن القروي رجل أعمال و حزبه واجهة لمراكز نفوذ و أصحاب مصالح ، و يعتبر ان حزبه لم يصنع للمعارضة التي يمارسها اصحاب الترف الفكري و الخطابات الرنانة ،، و لا ينسى الغنوشي أيضا انه لولا قلب تونس لما وصل رئاسة البرلمان .
قد يبدو قرار شورى النهضة من اجل تحسين شروط التفاوض و هذا وارد ، لكن هناك تأكيد أيضا على استعدادها لانتخابات جديدة مع اقتراح مشروع قانون لترفيع العتبة الإنتخابية ، وتراهن النهضة على تغير المشهد خاصة ان رصيدها ثابت (500 الف صوت) ،و نجاحها في الانتخابات البلدية الجزئية في الدندان و نفزة و رقادة يؤكد جاهزية الماكينة الانتخابية النهضوية ،، كما ان أداء البرلمان الحالي مخيب بالنسبة للتونسيين .
و لاشك ان الفائزين بنظام اكبر البقايا (163مقعدا) سيخسرون مواقعهم نهائيا و قد تنقلب مواقفهم 180 درجة حفاظا على كرسي تحت قبة باردو .
تونس تعيش شتاء سياسيا ساخنا انطلق منذ الخريف الماضي و مفتوح على كل الاحتمالات .
كاتب و محلل سياسي
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 196891