طبخة الساعات الأخيرة و النهضة تتراجع

بقلم الاستاذ بولبابه سالم
مفاوضات الساعات الحاسمة بين الاطراف السياسية الرئيسية تدخل مرحلتها الأخيرة قبل الجلسة الأولى للبرلمان الجديد يوم الأربعاء ، و تحاول حركة النهضة رغم تصدرها المشهد بأغلبية ضعيفة ان تحاول كسر الجمود الذي رافق مفاوضاتها مع حزبي التيار الديمقراطي و حركة الشعب اللذان يفرضان شروطا تراها النهضة مؤلمة امام أنصارها حيث يطالبانها برئيس حكومة مستقل و ان تكون وزارتا الداخلية و العدل السياديتين من نصيب التيار .
مفاوضات الساعات الحاسمة بين الاطراف السياسية الرئيسية تدخل مرحلتها الأخيرة قبل الجلسة الأولى للبرلمان الجديد يوم الأربعاء ، و تحاول حركة النهضة رغم تصدرها المشهد بأغلبية ضعيفة ان تحاول كسر الجمود الذي رافق مفاوضاتها مع حزبي التيار الديمقراطي و حركة الشعب اللذان يفرضان شروطا تراها النهضة مؤلمة امام أنصارها حيث يطالبانها برئيس حكومة مستقل و ان تكون وزارتا الداخلية و العدل السياديتين من نصيب التيار .
و يبدو ان قرار مجلس شورى النهضة الأخير الذي رشح راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان جعل رهان النهضويين منصبا حول تمكين شيخهم من تتويج حياته السياسية في منصب مهم داخل قبة باردو .
و تعالت بعض الأصوات داخل النهضة لا تساير نشوة انتصار حزبها و تدعو الى الواقعية و التعقل و قراءة الواقع بدقة و النظر الى انتظارات الناس الاجتماعية و الاقتصادية و التعامل مع جميع القوى السياسية بما فيها حزبي قلب تونس و الدستوري الحر ، و هذا الشق الذي يقوده لطفي زيتون وهو مقرب من الغنوشي يلقى صدا و اتهامات بالتفريط و عدم مجاراة اللحظة الثورية التي افرزتها الانتخابات التشريعية و الرئاسية .
سيكون الموقف قاسيا على النهضويين لو خسر زعيمهم التاريخي انتخابات رئاسة البرلمان ، فالنظام الانتخابي الحالي جعلهم في وضع مربك، فلا هم يملكون الاغلبية الكافية للحكم، و لا همة قادرون على اختيار حلفائهم .
تكثفت اللقاءات الماراطونية بين الأمس و اليوم بين النهضة و التيار و حركة الشعب و قلب تونس و تحيا تونس و ائتلاف الكرامة و بدأت بعض الخلافات تذوب رغم الصعوبات فتعدد اللقاءات مؤشر على تقدم المفاوضات لكن الصفقة لم تكتمل .
حزب قلب تونس يؤيد رئاسة الغنوشي للبرلمان مقابل ضمانات تخص رئيس حزبه نبيل القروي (زيارة رضا شرف الدين للغنوشي في منزله)،، و النهضة ترغب في شراكة مع التيار الديمقراطي او حركة الشعب في الحكومة لكسب حليف من الصف الثوري لكن تقدم المفاوضات كان أكبر مع التيار ،،،
من ناحية اخرى هناك انقسام داخل النهضة بين شق يدعم توزير محمد عبو لوزارة الداخلية (قال القيادي لطفي زيتون انه لا فرق لديه بين عبو و علي العريض الذي ترشحه النهضة ) و شق آخر يريد الداخلية للعريض...
هناك أيضا مشاورات جارية حول اسم رئيس الحكومة الذي سيكون من خارج النهضة (بقاء الشاهد وارد رغم معارضة التيار و حركة الشعب و هناك اسم اخر مطروح للنقاش ) و قال القيادي في التيار الديمقراطي غازي الشواشي ان حزبه سيدعم ترشح رئاسة الغنوشي للبرلمان اذا حدثت توافقات حول الحكومة و استجابت النهضة لشروط التيار،،، و يبدو ان رئاسة الغنوشي للبرلمان ستكون رهينة حسم رئاسة الحكومة و الوزارات السيادية و التفاوض يدور الآن حول هاتين النقطتين ،،، و لا يخفى وجود خلاف حاد حاليا داخل النهضة ، و شق الغنوشي-زيتون البراغماتي يواجه رفضا من الجناح الراديكالي الذي لا يريد التنازل عن رئاسة الحكومة مقابل رئاسة مجلس النواب و يعتبر الامر خيانة للناخبين و طبعا ستكون هذه الليلة ستكون حاسمة .
للاشارة هناك أطراف مستقلة و شخصيات اعتبارية تحاول تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء قبل جلسة الأربعاء لأن التحديات الأمنية و الاجتماعية و الاقتصادية لا تحتمل المزيد من اهدار الوقت .
كاتب و محلل سياسي
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 192573