شعب تونس ، بين أبناء الثورة و الصبايحية..

كتبه: توفيق الزعفوري..
لم يعد هناك وقت كثير حتى تحسم أمرك، و تختار، هذا الإختيار الذي يحسدك عليه غيرك، لقد أرادوا تشتيت الأصوات، من خلال الهجمة البربرية على قصر قرطاج، و قد أفلحوا ، تسارعوا و تساقطوا ، و تغافلوا ، و تدافعوا ، و تطاوسوا ، و تجهبذوا و كأنهم أمير المؤمنين و نحن الرعية!!.
لم يعد هناك وقت كثير حتى تحسم أمرك، و تختار، هذا الإختيار الذي يحسدك عليه غيرك، لقد أرادوا تشتيت الأصوات، من خلال الهجمة البربرية على قصر قرطاج، و قد أفلحوا ، تسارعوا و تساقطوا ، و تغافلوا ، و تدافعوا ، و تطاوسوا ، و تجهبذوا و كأنهم أمير المؤمنين و نحن الرعية!!.
الرعية هي من تختار من يحكمها، و " كما تكونون يُولّى عليكم" فمن سيختار التونسي ؟؟.
النهضة تستمد قوتها من الارياف و المناطق الداخلية، و قد بدأوا من الجنوب في التحشيد و التجييش.. اليسار يختفي أو يكاد في المناطق الساحلية، و قد أفلس أيديولوجيا و شعبيا و ضل متمسكا بأطروحات الاممية الثالثة، و بقدر وافي من الشعبوية.. قدر التونسي أن يتأرجح بين اليمين و اليسار، و السيستام. !!
يعرف التونسي أن الكتيبة التي تقدمت بإتجاه قرطاج ستتلاشى في أول إختبار أمام ضربات التناظر ، و أن من سيبقى في السباق هم من في السلطة أو من كانوا فيها، أو سيفرزهم السيستام، أما من لم يجرب المسؤولية في دواليب الدولة و مؤسساتها فإن حظوظه في منافسة الحيتان ستكون ضعيفة، و سيجد نفسه خارج دائرة الفعل من المناظرة الأولى، فحين يصل الشعبويون إلى قرطاج، فسنعلم حينها أن أزمات الحكم عميقة في كل تجلياتها و أن التونسي قد اختار لنفسه، و لغيره، مصيرا سياسيا و اجتماعيا أقل ما يقال فيه أنه مهزوز و ينذر بالسقوط و الخراب ، و قد إتضحت الرؤيا لديه و لدى أغلب المتابعين أن، أمل تونس، شباب تونس، آفاق تونس، مشروع تونس، نداء تونس ، تحيا تونس قلب تونس، كلهم للأسف نكبة تونس، و عليهم أن يرحلوا مع نوابهم الذين استقروا في قاع المهزلة البرلمانية و السيرك السياسي، المفضوح، و كان حضورهم - إن حضروا - فقط من أجل مصالحهم و مصالح لوبيات تدعمهم، و أغلبهم متعلقة بهم قضايا لدى المحاكم ، و عدم تمسكهم بالحصانة هو مجرد تمثيل مسرحي مبتذل كامل الشعبوية..
نحن إزاء ماكينة إنتخابية عملاقة و دواليب إلتفافية و إلتوائية معقدة، ربما يخيب أمل العموم، و تصبح الطوابير مجرد سراب، لأن الرئيس القادم سيتحدد خارج الصناديق، و بفعل فاعل و إن الهيئة العليا للانتخابات هي مجرد ديكور لتفعيل خيار السيستام، فيكون بذلك المشهد على شاكلة، "و كأنك يا بوزيد ما غزيت".. لان هؤلاء خلقوا ليحكموا، و اللعبة محسومة سلفا..
أما الصورة المعاكسة، و هي وصول ممثل الثورة إلى قرطاج بالقوة و الفرض الانتخابي الديمقراطي ، غير مرتبط بما وراء البحار، يخرج من أعماق تونس، و من رحم الفعل الثوري، و نحن نحصر هذا الصقر الجارح، و ليس العصفور النادر، في بعض الشخوص تعد على أصابع اليد الواحدة، و لا تحظى بإجماع أغلبية التونسيين ، و لكنهم سيستفيدون من حزام شعبي عريض، إذا إنظم إليه الإتحاد العام التونسي للشغل ، هذا عنتر بن شداد، هل سيكون قادرا على فتح الملفات الكبيرة و الإجتماعات الضيقة ، و حقيقة الاغتيالات السياسية دون رضاء القوى العظمى، أليس السيستام هو من رفع يده على بن علي و معمر القذافي و مبارك، و أوصل الاسلاميين إلى السلطة و هندسَ إجتماعات باريس و جيء بالباجي قايد السبسي الخ الخ، هل بمقدور الرئيس "الثوري" مناكفة القوى الكبرى و معاندتها من أجل عيون ناخبيه أم سيكون بين إكراهات الخارج و ضغوطات الداخل، من أي طينة هو و أي خلطة ستفرز هذا القائد القرطاجي..؟
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 187566