إختطاف الطبوبي..

نصرالدين السويلمي
نفذت قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل تهديدها واعلنت الاضراب العالم في قطاع الوظيفة العمومية، يمكن القول ايضا ان الاتحاد اعلن الاضرار العام بمصالح البلاد ومستقبل الانتقال الديمقراطي ومن ثم بالثورة التونسية واهدافها، إذْ لا عاقل يصدق أن الاضرابات المتزامنة مع المراحل الانتقالية الحرجة تخدم البلاد وتساعد على تنمية ديمقراطيتها الناشئة، هذا إذا كانت الاضرابات خالصة لوجه العمال ومتجانسة مع شروط النضال النقابي السليم، فكيف بها وهي من جنس الإضرابات الموجهة المسكونة بهاجس الانتقام والتغَلب والتغْليب، تهدف مرة الى خدمة اجندة ايديولوجية محنطة ومرة الى مساعدة المنظومة القديمة على استرداد انفاسها والعودة الى منصات الحكم لإزاحة منظومة حكم ارتضاها الشعب وكرهتها أنفلونزا السياسة، ومرة اخرى وليست أخيرة للإبقاء على شوكة الاتحاد في حالة ايذاء دائم، لتستعملها بؤر الفشل الانتخابي عقب كل محطة انتخابية واثناء الانجاز والانتاج، تلك البؤر التي ليس لها من سلاح ردع غير منظمة حشاد التي تحولت عن رسالتها النبيلة واصبحت مطية للعربدة الايديولوجية بعد ان نخرها الوطد وزفر في جوفها التشبيح.
نفذت قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل تهديدها واعلنت الاضراب العالم في قطاع الوظيفة العمومية، يمكن القول ايضا ان الاتحاد اعلن الاضرار العام بمصالح البلاد ومستقبل الانتقال الديمقراطي ومن ثم بالثورة التونسية واهدافها، إذْ لا عاقل يصدق أن الاضرابات المتزامنة مع المراحل الانتقالية الحرجة تخدم البلاد وتساعد على تنمية ديمقراطيتها الناشئة، هذا إذا كانت الاضرابات خالصة لوجه العمال ومتجانسة مع شروط النضال النقابي السليم، فكيف بها وهي من جنس الإضرابات الموجهة المسكونة بهاجس الانتقام والتغَلب والتغْليب، تهدف مرة الى خدمة اجندة ايديولوجية محنطة ومرة الى مساعدة المنظومة القديمة على استرداد انفاسها والعودة الى منصات الحكم لإزاحة منظومة حكم ارتضاها الشعب وكرهتها أنفلونزا السياسة، ومرة اخرى وليست أخيرة للإبقاء على شوكة الاتحاد في حالة ايذاء دائم، لتستعملها بؤر الفشل الانتخابي عقب كل محطة انتخابية واثناء الانجاز والانتاج، تلك البؤر التي ليس لها من سلاح ردع غير منظمة حشاد التي تحولت عن رسالتها النبيلة واصبحت مطية للعربدة الايديولوجية بعد ان نخرها الوطد وزفر في جوفها التشبيح.
كثّر هم الذي يتقاسمون الحيرة حول سلوكات الرجل الذي خلف حسين العباسي على راس الاتحاد، بعد ان تقدم على خصومه مستعينا باللافتة العاشورية، ثم وبعد ان استقام له الامر تمكنت قطعان الحقد المؤدلج من اختطافه و تحويل وجهته وتجريده من شرف الحياد واقحامه بفجاجة في متاهات التخندق مع كل من يعمل ضد مصلحة الشعب، نعتبر الاختطاف اخف المخارج لرجل قدِم ليمارس الحياد النقابي فتورط في "التشرميل" النقابي، فاز بالمنصب لحساب العاشوريين، فاذا به يعمل لحساب الوطديين، حيث لا يمكن للمنهجية التي يعتمدها الطبوبي ان تمت بصلة لعاشور، ذلك النقابي الشجاع النزيه الذي تفرغ لمقارعة الدكتاتورية واعرض عن الخصومات السياسية ولم ينخرط في تدمير اقتصاد البلاد لإسقاط الشرعيات لحساب فقاقيع حزبية فاشلة ترغب في حكم تونس الثورة وهي التي فشلت في كل المحطات الانتخابية كما فشلت في كل المخططات التخريبية.
بعد ان "ركحوا" لبن علي وثبتوا اركان حكمه واشادوا بإنجازاته، عادت قيادة الاتحاد منذ مطلع الثورة الى شراستها وتفتحت بعد سبعطاش ديسمبر شهيتها الى الاضرابات، واقدمت على احداث حالة خلط خطيرة بين النقابي والسياسي، وهم الذين سبق وسخروا النقابي المنبطح لخدمة السياسي المتسلط الشمولي، ثم وبعد الثورة أجبروا السياسي الشعبي الثوري الحر على خدمة النقابي المتسلط، وعندما استعصى، نصبوا له منجنيق الاضرابات وهددوه بحرق الاخضر واليابس، ولو تبرعوا بعشر سماحتهم مع بن علي للثورة لكنّا اليوم احسن حال مما نحن عليه، ولو عاملوا منظومة سبعطاش ديسمبر كما عاملوا منظومة 7 نوفمبر، لرفعهم الشعب فوق الاعناق ولغفر لهم كل ذلك الاذلال الذي عجت به جريدة الشعب طوال سنوات القهر، لكنهم أبوا واستكبروا، لقد تبين ان الشبّيحة والوطدية وبعد ان احكموا السيطرة على منبر حشاد، استغلوا الديكتاتورية للتمعش من المقاسم، واستغلوا الحرية لابتزاز الديمقراطية.
تؤكد الارقام ان الاتحاد وبعد ملحمة شبعطاش اربعطاش تمكن من تحطيم كل الارقام القياسية فيما يتعلق بالإضرابات، فعل ذلك حين كانت البلاد بصدد الخروج من مرحلة دامية، مخضبة بالدم ترهقها الجراح ويكسوها الغبار، وحين كان الارهاب يضرب بلا هوادة، وحين كان الاقتصاد يترنح تحت وقع مضاربات ومؤامرات من تدبير اباطرة المال النوفمبري، حين قررت غرفة العمليات الاقليمية الاجهاز على ثورة سبعطاش ليخلو لها وجه القصور العربية وتستريح لعشرات السنين وربما الى الابد من شبح سيادة الشعوب على اراضيها ومقدراتها وقراراتها، ايضا فعل الاتحاد ذلك حين كان راس المال يترنح والاستثمار يرتعش، يبحث عمن يهدئ من فزعه بعد تداعيات الالتحام الدامي بين الشعب وجلاده، حينها وبدل ضخ الامل وتزويد الساحة بطمأنينة تحتاجها سريعا، تدخلت قوى الدمار النقابي لتشرف بنفسها على عملية اجلاء كارثية للاستثمار، وبعد ان شيعت المستثمرين الى المغرب واثيوبيا والاردن، تفرغت كتائب البطحاء الى اتلاف بقية باقية من"الصوارد" كما تجهزت لتهشيم المشهد السياسي، تحت شعار "قاع صفصف".
30 الف اضراب، كفيلة بإحالة المانيا على دول العالم الثالث، كفيلة بجعل طوكيوا تطلب المساعدة الغذائية من اديس ابابا، هي ايضا كفيلة بدفع النرويج للاقتراض من بنغلاديش! إن القوة التدميرية لــ30 الف اضراب تفوق تسونامي تايلاند، تفوق اعصار نانسي، غير انها تونس..غير انه الشعب الذي يغزو حكامه باعواد الثقاب وفي وضح النهار، بينما يخاتلونه بالدبابات فجرا..غير انها سبعطاش ديسمبر، شهرت "ثورة بوسبعة ارواح".
Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 167361