ماذا وراء برنامج ''شالوم'' ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/shalomnbcx1.jpg width=100 align=left border=0>


الصادق شورو

ان برنامج " شالوم " سيّء الذكر اثار جدلا واسعا بين عموم الشعب التونسي و نُخبه ، و إن اخطر سؤال يُسأل حول هذا البرنامج هو : هل ان هذا البرنامج هو مجرد " كاميرا خفيه " كما يزعم مُعدّوه ام هو في الحقيقة شيء آخر ؟

انا اكاد اجزم أنه شيء آخر غير الكاميرا الخفية ، و بعبارة اخرى فان ظاهره كاميرا خفية وباطنه غير



ذلك ، كيف ذلك ؟

لتفسير ذلك علينا ان نتساءل بعض الأسئلة :
هل ان للصحفيين الذين اعدوا ذلك البرنامج مصلحة خاصة في إظهار عمالة بعض المستهدفين في هذا البرنامج لإسرائيل ، و بالتالي توريطهم سياسيا و شعبيا ، و إظهار براءة البعض الاخر من تلك العمالة ، و بالتالي إبرازهم كأبطال ؟ لا أظن ان لهؤلاء الصحفيين مصلحة في ذلك .
هل ان الصحفيين الذين اعدوا هذا البرنامج هم من نوع الصحفيين الاستقصائيين الذين يريدون كشف حقيقة بعض السياسيين و رجال الاعمال و الرياضيين و غيرهم من النخب من حيث ولاؤهم للوطن و التزامهم المبدئي بالمصلحة العليا للبلاد ؟ لا أظن ذلك ايضا ، لان استقصاء الحقائق له أساليب اخرى غير اُسلوب الكاميرا الخفية .

انه من المعلوم ان برامج الكاميرا الخفية هي نوع من البرامج المراد منها المزاح و الفكاهة ، و غالبا ما تستهدف اشخاصا عاديين من عامة الشعب و تكون مواضيعها بسيطة و هزلية و لاعلاقة لها بالقضايا السياسية المعقدة ، فهل ان اختيار شخصيات سياسية و اجتماعية من نوع خاص ، و اختيار موضوع هو من اخطر المواضيع السياسية و الوطنية ، الذي هو موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني ، هل ان هذا الاختيارات مجرد اختيارات بريئة القصد منها الضحك و التندر كما هو الحال في معظم برامج الكاميرا الخفية في العالم ؟ ام ان هذه الاختيارات غير بريئة و انما وراءها ما وراءها ؟

اذن برنامج " شالوم " ليس في حقيقته برنامج كاميرا خفية ، و ليس هو عمل صحفي استقصائي ، و ليس لمعديه مصالح شخصية ظاهرة ، فما هي اذن حقيقة هذا البرنامج ؟

ان هذا العمل لا يمكن تأويله الا بانه عمل استخباراتي جهنمي من تصور جهاز استخبارات الكيان الصهيوني و تنفيذ الفريق الصحفي المشرف على هذا البرنامج ، لانه قد أُعد لتحقيق جملة من أهداف تدخل في إطار مؤامرة كبرى ما فتيء يحيك خيوطها الكيان الصهيوني ضد الشعب التونسي ، و من ابرز هذه الأهداف :

ان يكون هذا العمل مصيدة لتوريط بعض الوجوه السياسية النزيهة بهدف مزيد زرع عدم الثقة بين الشعب التونسي و قياداته السياسية بصفة عامة ، بصرف النظر عن انتماءاتها الحزبية .

افشال المسار التحرري في تونس ، من خلال زرع عدم الثقة بين الشعب و وقيادته السياسية ، و بذلك يتسنى لهذا الكيان اعادة البلاد الى مربع الاستبداد .

ان هذا العمل له هدف نفسي خفي ، و هو احداث مزيد من الاحباط لدى عامة الشعب ، زيادة على الاحباط الذي هو فيه بسبب تازم أوضاعه السياسية و الاقتصادية و السياسية ، و لا شك ان هذا الاحباط يؤجج مشاعر نقمة الشعب ضد النظام و ضد الدولة الى الحد الذي يجعله يعمل على تقويض أسس هذا النظام و ضرب مؤسسات الدولة ، و ما من شك في ان كل ذلك يسعد حكام الكيان الصهيوني و يحقق اهدافهم في اعاقة تقدم الشعوب العربية الخارجة عن هيمنتها .

لا شك ان هذا العمل الاستخباراتي هو احد ثمار جهود المخابرات الصهيونية لاستقطاب رجال الاعلام التونسيين من اجل تنفيذ مخططاتها الاستخباراتية في تونس .

ازاء هذه الحقائق الدامغة يتعين على مؤسسات الدولة ، و لاسيما رؤسائها الثلاث ، ان تتحمل مسؤوليتها في التصدي لمثل هذه المخططات الاستخباراتية الخبيثة ، وذلك بالتحقيق في خفايا برنامج " شالوم " الذي هو بمثابة الأكمة التي تخفي وراءها مؤامرة ضد الدولة و ضد الشعب .
ان مؤسسة رئاسة الجمهورية معنية بهذه القضية من حيث انها تمس من هيبة الدولة و مصالح البلاد
العليا ، و ان مؤسسة رئاسة الحكومة معنية ايضا بهذه القضية من حيث انها تمس من أمن الدولة ، و ان المؤسسة النيابية معنية بهذه القضية من حيث انها تضع مصالح الشعب الآنية و الاستراتيجية في خطر .


Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 162332

Mandhouj  (France)  |Jeudi 7 Juin 2018 à 15:45           
مقال على موقع نواة . Nawaat .

التطبيع الاقتصادي بين تونس وإسرائيل: خيانة دولة

Mandhouj  (France)  |Jeudi 24 Mai 2018 à 21:29           
C'est juste pour tester la conscience tunisienne à quel stade pourra accueillir une ambassade israélienne sur le sol national. Sauf que les tunisiens sont clairs et nets dans leur position envers cet état terroriste et raciste. Niet niet, non non non .

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 24 Mai 2018 à 19:15           
لا يمكن الا أن يكون عملا مخابراتيا .ليس من الخارج بل من البوليس السياسي للمخلوع .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female