ميدو بنكهة شورّب

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/lotficherrebbb.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــازن

كأنّ هذه الأرض المباركة أرض الزيتونة المباركة والقيروان التي أنتجت ابن رشيق وابن خلدون و ابن الجزار و سحنون وخير الدين و غيرهم كثير ممن تركوا الأثر الطيب والعلم النافع، باتت حكرا على النقيضين أو المرادفين : ميوعة و بلطجة. بالأمس ميدو الراقص الملتوي و اليوم شورّب بوسعادة و "شقف مكسر". لا ينكر أحدا أنّ الإجرام والشغب و الشذوذ مظاهر موجودة في واقعنا وفي كل واقع اذ تذهب أحيانا طبيعة البشر لمثل هذه السلوكيات ولكنّها لا تتجاوز نسبا ضعيفة بل تبقى حبيسة الذاكرة الشعبية كأمر منهي عنه يأتيه التائه والضائع والمريض النفسي و الجاهل و قليل الدراية.





هي اذن مظلمة للتاريخ التونسي ولهذا البلد الضارب في القدم حضاريا اذ يعيش قيم الاعتدال و المدنية منذ عصور سحيقة فكيف يصبح الاجرام و العربدة طريقا سويا يسلكه أغلب الناس. هي أيضا تأصيل لواقع الأنهج المظلمة و لتسكع الليل التي لا يخلو منها مجتمع مدني فينتقل هذا التأصيل من الخاص الى العام ويدركه الصغير والكبير على حد السواء وتدركه أيضا الناشئة التي عصفت بها تكنولوجيا المعلومة فاستغلتها في تفتيت شخصيتها والانصراف عن بناء مستقبل مشرق لها ولبلد يتخبط في نسب بطالة عالية و تشغيلية عرجاء.
ميدو الراقص وعمّار رجل الأمن الذكي يتقمص في رمضان هذه السنة دور المشاغب و نزيل السجون شورب فأي ارتباط لمثل هذا المسلسل وهذا الدور بشهر الصيام. أ لا يعتبر مثل هذا الأمر نسجا على منوال أولاد مفيدة. هو اذن تنافس بين الرداءة والبذاءة والغاية واحدة جلب الناس لمزيد من سوء الخلق وفساد المعاملات. لعلّ العبدلي الذي كثيرا ما بيّن استهجانه لمسلسلات البذاءة الغارقة في التفسخ و افساد الناس، قد سقط هذه المرة في نفس المطبّ فقدّم واقعا ذا محدودية في زمن ولّى و مضى ثم عمد الى نشره عبر وسائل الاتصال التي تعددت وتكاثرت وأصبحت موجّهة لأجيال بأسرها.

انّ ما عمد اليه شورب وغيره من "فتوات" في ذلك العهد كان نتيجة حتمية لضيق الحال و ضعف نسبة التمدرس ولكن اتيان مثل هذا الفعل اليوم عبر نشره عن طريق الوسائط المتعددة و القنوات التلفزية يعتدّ تأصيلا للاجرام والشغب في بلادنا. حينها يجد من أغلق الطريق أو استعمل الرصيف عنوة أو اقتلع كراسي الملعب و كسر أبوابه أو تحرش بامرأة مارة في الشارع أو من وقع ضحية جنحة أو مخالفة قانونية أو غيرهم و أراد التوبة النصوح، أدبيات منشورة و أعما ل تلفزية مرغوبة تبيّن له طريق الاجرام والشغب فتهوّن من مصاعبه و تيسّر اتباع دربه ثم تعمد للواعز الخلقي والقيمي فتبعثره ثم تنثره في الهواء فيتحلل المتفرج لا سيّما الناشئة مما تبقى من قيم أتي رمضان خصّيصا ليحافظ عنها عبر الصيام والقيام.


Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 162040

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Dimanche 20 Mai 2018 à 14:09           
دروس مجانية.....مسلسل عنف و قذراة لشخصية تافهة

R A M B O🤚🏿🗣 S T O P - Brutalité🤚🏿🗣Game Over 🤚🏿🗣R A M B O🤚🏿🗣

دروس مجانية.....مسلسل عنف و قذراة لشخصية تافهة


Zeitounien  (Tunisia)  |Samedi 19 Mai 2018 à 16:21           
منهج الإسلام في تقييم الناس إيجابي يعتبر أساسا الخصال الحميدة خاصة إذا غلبت المساوئ. وعلي شورب كثير الخصام والهرج عندما يكون مخمورا. وليس مجرما كما يقولون.

وحتى وإن كان الخمر من المعاصي الكبيرة إلا أنهم نسوا عظيم بره بوالدته التي بقيت تبكيه كل يوم وتدعو له بالمغفرة وهي راضية عنه عند موته.

ومن توفي ندعو له الله تعالى أن يغفر معاصيه ويدخله الجنة ولا نذكر بين الناس إلا محاسنه. هذا هو منهج الإسلام السمح المحب للإنسان الإيجابي والبناء.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 19 Mai 2018 à 11:34           
تحياتي الى الجميع والبداية مع الانتاج الدرامي المخصص لشهر رمضان الكريم الذي يستغل تجمع العائلة حول المائدة عند آذان المغرب ويوحد الجميع - من مؤمنين صائمين وغيرهم ممن لا علاقة لهم من قريب أو بعيد -أمام الشاشة ومواقع التواصل على السواء لاعادة تشكيل العقل الجمعي الذي يتميز بالمرونة القصوى ويتقبل تحيين كل جديد مع الغاء القديم أو ركنه بالزاوية .وهذا الكم الهائل من الانتاج ليس بريئا بل يؤكد أن وراءه الدماغ الماسوني وفريق الأشرار الذي ينفذ مهمة تدمير
المجتمعات والعائلات العربية المسلمة وتدمير التعليم .وتمدد الماسونية في شهر رمضان ما كان ليحدث لولا جهل المنفذين بأنهم متواطؤون في لعبة دولية قذرة ترصد لها المليارات في الخفاء .وقد أثبتت هذه البرامج تأثيرها قبل الثورة لتنتج جيلا مدمرا لا يعرف ثقافة التشييد بل يدمر كل ما هو حوله ولكن من الصادم تواصل معول الهدم بعد الثورة فما يتم شحنه في أدمغة أفراد المجتمع من معطيات خاطئة سيفرز بالضرورة نتائج خاطئة لأن الحواس تخزن كل المعطيات المجمعة في بنوك ذاكرة
متنوعة في الجسد وعند الحاجة يعالجها البنك المركزي بالجمجمة ليقدم خلاصة خاطئة وفقا للمعطيات الخاطئة المخزنة في ملفات الذاكرة وتكون ردود الأفعال خاضعة للعقل الانفعالي ولا علاقة لها بالعقل التحليلي المنطقي الذي وقع تدريسه في المناهج العلمية وحتى ما وقع ترسيخه في المنزل من قواعد أشبه بقانون الطرقات وهذا هدف قوى الشر وهو صناعة جيل يحمل قوة التدمير والمطلوب هو تحفيز فريق الأخيار لصد فريق الأشرار من النجاح في مهمته وتحويل وجهة الأجيال القادمة من قوة
تدمير لقوة تشييد وهي مهمة الجميع كل من موقعه .

Kamelwww  (France)  |Samedi 19 Mai 2018 à 10:36           

حياك الله يا أبا مازن. صدقت في ما كتبت.

لكن، لماذا تستغرب ! فتونس اليوم لم تعد تنجب كتابا مثقفين ولا كتاب حوار يفهمون التاريخ ولا مخرجين عليهم القيمة... أما الممثلين، فحدث ولا حرج، إذ لك في المهرج العبدلي ورفاقه مثل وأمثال. هي تونس اليوم، شبه عاقر ثقافيا ! وفاقد الشيء لا يعطيه.




babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female