وأكّدت مديرة الدورة التأسيسية للأيام الشاعرة جميلة الماجري، في كلمتها الافتتاحية، على أن فن الشعر لن يزول، و"سيظل قائما ليجمع الشعراء ويحفظ اللغة العربية ويكون عنوانا لهوية أمتنا".
ورأت في تنظيم أيام قرطاج الشعرية إنصافا للشعراء ولفن الشعر في تونس التي تعرف حركة شعرية حديثة لمكانتها وإشعاعها في الساحة الشعرية العربية والعالمية.

وأبرزت أن التظاهرة تراهن في دورتها التأسيسية على إعادة الإشعاع للشعر فنا إنسانيا راقيا وخالدا، معبّرة عن حاجة الإنسانية اليوم إلى الشعر والفنون في مواجهة التحولات العالمية وما يشهده العالم من عنف وحروب وإرهاب.
واختتمت كلمتها الافتتاحية والترحيبية بالحاضرين، قائلة "من تونس أرض الجمال والسلام يشع الشعر ليضيء أرجاء العتمة حيثما وُجدت".

العرض الافتتاحي هو "مشهدية شعرية" من إخراج الفنان المسرحي منير العرقي، وتضمن مجموعة من القصائد لشعراء تغنوا بتونس وقرطاج على غرار أبو القاسم الشابي ومنور صمادح والصغير أولاد أحمد ونزار قباني وسميح القاسم ومحمد البريكي والمنصف الوهايبي.
وصاحبت القراءات الشعرية معزوفات على آلة العود.
وشارك في العرض كلّ من فتحي العكاري ودليلة مفتاحي والطاهر الرضواني وأحمد أمين بن سعد ومريم العكاري وميساء ساسي والفنان عازف العود جمال قلة، وقد أدّى بعض القصائد لأبي القاسم الشابي منها "ألا أيها الظالم المستبد" وللصغيّر أولاد أحمد "نساء بلادي" بالاشتراك مع مروى قريعة وندى حمادي.

وصدح عدد من الشعراء شعرا بليغا أمتع الحاضرين، وحملهم في رحلة ساحرة عبر الكلمات الراقية والمعاني العذبة، رحلة أهداها للحضور كل من الشاعر اللبناني شوقي بزيغ الفائز مؤخرا بجائزة العويس الثقافية، والشاعرة السعودية أشجان هندي والشاعرة السودانية روضة الحاج، كما أثث الأمسية الافتتاحية لأيام قرطاج الشعرية كل من الشعراء التونسيين المنصف الوهايبي ويوسف رزوقة ومحمد أحمد القابسي.
وسبق حفل الافتتاح الرسمي للتظاهرة، عرض فرجوي يحمل عنوان "نوار الكلام" دراماتورجيا سينوغرافيا وإخراج عبد القادر بن سعيد، تمّ تقديمه بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.

وتتواصل أمسيات الشعر بمدينة الثقافة على امتداد أيام قرطاج الشعرية لشعراء من تونس والخارج على غرار آدم فتحي ومنصف مزغني ويوسف رزوقة من تونس وشربل داغر (لبنان) وداودا كايتا (مالي) وحسن طلب (مصر) و"جانين الكراز" (اسبانيا) وغسان زقطان (فلسطين).

وتؤثث أيضا هذه الأيام عديد الندوات حول "الشعر وسؤال الكونية" و"الشعر وسؤال الترجمة" و"تحولات القصيدة العربية" و"الشعر والمؤسسات الإعلامية" كطرائق لمواكبة النص الشعري في بعديه التربوي والجمالي.
وستخصص عديد الورشات لأبي القاسم الشابي و"بوشكين" و"غوته" ومحمود درويش ونزار قباني ومنور صمادح و"شارل بودلير" وبدر شاكر السياب".