دبلوماسية تونس "أفرح بيّا'' وفضيحة هدايا ''دقلة نور وزيت الزيتون'' ...

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/diblimasssiiiiiiiii.jpg width=100 align=left border=0>


طارق عمراني

بشكل ساخر تناولت صحيفة لوموند الفرنسية في مقال لها موضوع ادراج تونس في قائمة الدول "الأكثر عرضة لتبييض الاموال وتمويل الارهاب" حيث اكد الكاتب المختص في الشؤون التونسية في الصحيفة الفرنسية العريقة فريديريك روبن بالاشتراك في التقرير مع سيسيل ديكورتي مبعوث لوموند من بروكسل (مقر الاتحاد الاوروبي) ان مصادر مقربة من البرلمان الاوربي اسرت لهم بأن مجهودات اللوبي المساند لتونس وجماعات الضغط التي نجحت الشهر الماضي في اخراج تونس غانمة من القائمة السوداء للجنان الضريبية قد فشلت هذه المرة عبر مبادرة برلمانية من اخراج تونس من قائمة اعدتها اللجنة المالية حول الدول الاكثر عرضة لتبييض الأموال واعتبرت الصحيفة انه ورغم سردية وحجة "الديمقراطية الناشئة" و هدايا "دقلة نور وزيت الزيتون التونسي" التي ارسلت للنواب فإن ذلك لم يثن اعضاء البرلمان الاوروبي عن ادراج تونس في القائمة حيث طغت الجوانب التقنية والعملية عل الجانب السياسي المتعاطف مع النموذج التونسي الذي يروّج في النادي الدولي ويلتمس الدعم من الجهات العالمية المانحة ..





فضيحة موصوفة لتونس ودبلوماسيتها فإذا كان قدرنا التسول لقلة ذات اليد وهشاشة اقتصادنا وبيع نموذجنا الديمقراطي دوليا للإقتتات من فتات الكبار يمكن تفهمه في مرحلة حساسة واقتصاد مترنح وحكام مرتعشي الايادي لحداثة عهدهم بالسياسة ومخاوفهم من المحيط الاقليمي والعالمي فهذا لا يبرر دخولنا مرحلة دبلوماسية "الرشوة" و "افرح بيا" فهل اصبحت ثقافة الرشوة ديدن التونسيين حكومة وشعبا؟
وهل عجزت تونس بكفاءاتها وادمغتها ودولة مؤسساتها عن معالجة هذه المشاكل بالطرق السوية ومقارعة الحجة بالحجة والضرب عل الطاولة بعد ان تغاض التصنيف الاوروبي عن دول معروفة صراحة ودون مواربة بتمويل الإرهاب غير ان قوتها الاقتصادية واستثماراتها الضخمة في القارة العجوز شفعت لها لد اللجان التي جعلت من تونس الضعيفة( مع تيرندي توباغو) كبش فداء؟
مؤلمة هذه الصورة وما زادها بؤسا هو التعامل الدبلوماسي التونسي الذي هرول بزيت الزيتون والدقلة إل نواب اوروبا ولعل دبلوماسيتنا تناست ان تحمّل حقائبها بسلال "البيض العربي" و" العسل الحر" و "خبز الطابونة" حت يكتمل هذا المشهد البائس او لعلها قامت بذلك لكن تعرّضت هداياها إل السرقة في مطار تونس قرطاج...

وفي النهاية يجدر بنا الاشارة في سياق متصل ان صحيفة "لوبوان" الفرنسية كانت اشارت في مقال لها ان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي كان قد طلب الوساطة من الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون اثناء زيارته لتونس الاسبوع الفارط وقد تعهّد الأخير بالموضوع لكنه فشل في اقناع البرلمان الاوروبي في اخراج تونس من قائمة الدول "الاكثر عرضة لتبييض الاموال وتمويل الإرهاب" واضافت اليومية الفرنسية ان تونس لن تستطيع الخروج من هذا التصنيف قبل موفّ سنة 2018



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 155734

Mandhouj  (France)  |Vendredi 9 Février 2018 à 16:51           
الاشكال ليس اشكال هدايا اعطت أكلها أم لا . الاشكال هو أن تونس تجر ورأها جريمة نظام ، جريمة دولة ... تبييض الأموال ، الجنة الضريبية ، هذا أمر يعرفه القاصي والداني في عهد بن علي .. لا داعي أن نجبد التاريخ من جديد .. تلك الجرائم يجب أن تنتهي .. هل النظام الحالي عازم على محاربة هذا الفساد الدولي و العبر للقارات أم لا ؟

بعد هروب بن علي لوبيات كثيرة ، منها من يمول الارهاب ، منها من يمول الجريمة المنظمة ، منها من يتأمر على الدولة الجديدة بعد الثورة ، ... استغلوا ضعف الدولة و انفلات المؤسسات و تقووا كثيرا ... اليوم ماذا نفعل ؟ نستمر في الرذالة أم نصلح دولتنا و مؤسساتها التي تحملها ؟ إستكمال المسارات الدستورية سيمكن الحكومة من القيام بعدد إصلاحات في هذا الشأن ..


babnet
*.*.*