عرض ''للا'' للفنانة أمينة الصرارفي جولة بين ثنايا التاريخ والموسيقى الصوفية النسائية

<img src=http://www.babnet.net/images/9/aminasrarfiii.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - "للا" أو "حضرة النساء" عرض موسيقي جديد من تصور وإنجاز الفنانة أمينة الصّرارفي ومجموعتها الموسيقية "العازفات" وبمشاركة مدّاحات من تونس وجربة وبنزرت، تم تقديمه لأول مرة مساء الخميس بالمسرح البلدي بالعاصمة.
على امتداد ساعتين وربع وفي أجواء تميزت بالزغاريد والتصفيق والرقص أخذت أمينة الصرارفي الجمهور الحاضر، وأغلبه من النساء، في رحلة بين ثنايا التاريخ والماضي الجميل من خلال الموسيقى الصوفية واستحضار مآثر وكرامات وليات الله الصالحات على غرار السيدة المنوبية وأم الزين الجمالية التناغم بين الموسيقي والغناء والرقص والكوريغرافيا زاده جمالا الإخراج الفني الذي حمل إمضاء المخرج المسرحي المتميز حافظ خليفة عبر إحكام التفاعل بين الإضاءة واللوحات الراقصة للكوريغرافية خيرة عبيد الله في تناسق مع كورال المداحات.
واختارت صاحبة مجموعة العازفات، إضافة لمسة خاصة بهذا العرض الفني النسائي وإثرائه بظهور وجيز للفنانة المسرحية ليلى الشابي التي أثرت العرض من خلال مشاركتها بتقديم لمحة تاريخية عن حياة كل من السيدة المنوبية وأم الزين الجمالية والكرامات التي عرفتا بها وأبرز ما ميز حياة كليهما، وكانت في كل مرة تنهي كلامها بالدعاء لتونس بالمجد والرفاه والاستقرار، في استحضار للأدعية التي كان الناس يرفعونها تضرعا الى الله وتبركا بأولياء الله الصالحين وكراماتهم.
واستمتع الجمهور كثيرا في ختام عرض "للا" بإطلالة موجزة للفنانة نبيهة كراولي التي قدمت أغنيتين من التراث التونسي الأولى بعنوان "ماحضرش الدالة" وهي من تراث منطقة قفصة، مسقط رأسها، والثانية تتغنى بــ"أشراف الكاف" وهي من المخزون التراثي الموسيقي للشمال الغربي التونسي.
...

وإلى جانب اختيار تقديم الغناء الصوفي من قبل سيدات، تكمن خصوصية العرض في نجاح التوزيع الموسيقي الذي جمع بين الموسيقى الفلكلورية والكلاسيكية للمدونة التونسية حيث تجول جمهور المسرح البلدي في سهرة الخميس بين إيقاعات السطمبالي والتيجانية والعيساوية على أنغام موسيقى المالوف الأندلسي.
وحضرت الى جانب الكمان والقانون والبيانو، آلات أخرى كالطبلة والبندير والدربوكة.
عرض "للا" مثل رحلة موسيقية وبصرية في عالم الروحانيات ببصمة نسائية ، وقد بدأت أمينة الصرارفي الاشتغال عليه منذ نحو 20 سنة من البحث والنبش في التراث الموسيقي الصوفي، وهو عمل فني حظي بدعم من وزارة الشؤون الثقافية قيمته 10 ألف دينار، بحسب تصريحها لـ(وات) في ختام السهرة.
وعن اختيار مداحات من تونس وبنزرت وجربة دون غيرها من المناطق لاحظت ثراء المخزون التراثي التونسي في مختلف الجهات إلا أنه "كان لا بد من حصر الاختيار".
وبينت أنها اختارت التركيز في العرض على مشاركة "مامية القروي" (70 سنة) وهي مغنية على رأس فرقة مقام السيدة المنوبية، مبينة أنها تعتبرها رمز الثراء والتنوع التراث الموسيقي الروحي النسائي.
وقالت إن الهدف الأساسي من هذا العرض هو التعريف بخصوصيات الغناء الصوفي النسائي الذي ظل مغمورا مقارنة بالغناء الصوفي الذي تقدمه أصوات رجالية وفق تقديرها.
وتأمل أمينة الصرارفي في أن تنجح "للا" في القيام بجولة داخل مناطق الجمهورية لإطلاع الشباب على هذا الموروث الموسيقي النسائي وحفظه من النسيان.
ريم



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 153676


babnet
All Radio in One    
*.*.*